زعيم”ابو الفضل العباس”يكشف كواليس خلافات الحشد

في أول ظهور له منذ اعتقاله على يد قوة تابعة لـ”أمن الحشد”، في العاصمة بغداد، نهاية فبراير/شباط الماضي، كشف أوس الخفاجي، زعيم فصيل”أبو الفضل العباس”، عن جانب من الخلافات الحالية داخل “هيئة الحشد الشعبي”، وملابسات اعتقاله من قبل مليشيات “الحشد” نفسها.

ظهور الخفاجي في لقاء تلفزيوني يعد الأول عقب خروجه من معتقله، الذي وجد نفسه فيه، بعد يومين من تصريحات غير مسبوقة على خلفية اغتيال ابن عمه الروائي علاء مشذوب في كربلاء مطلع العام الحالي، الذي عرف بآرائه الحادة وانتقاد النفوذ الإيراني في العراق والدعوة لدولة مدنية لاطائفية، إذ قال الخفاجي في مجلس عزاء ابن عمه إن “ابن عمي قتل لأنه كتب مقالا ضد إيران فجاء البعض وقتله حبا بإيران”.

إلا أن السلطات الحكومية العراقية وقيادات في “الحشد” نفسها بررت الاعتقال بأنه جاء ضمن حملة نفذتها الحكومة بمساعدة هيئة “الحشد الشعبي”، عبر تشكيل خاص داخلها يطلق عليه “أمن الحشد”، لإغلاق عشرات المكاتب والمقرات التي تدعي انتسابها لـ”الحشد”، وتتورط بعمليات ابتزاز المواطنين وأنشطة أخرى اعتبرت غير قانونية، وهو ما زاد الشكوك بشأن اعتقال الخفاجي باعتباره قياديا بارزا في “الحشد الشعبي”.

وأضاف الخفاجي، في لقائه الأول: “هناك بعض القيادات في الحشد كسروية أكثر من كسرى (يقصد أنها إيرانية)، وهي من أودت بي إلى الاعتقال لأنني أعتقد أن تصريحاتي بخصوص إيران كانت سبباً وراء اعتقالي”، معتبرا أنه “مارس حقه الطبيعي كأي عراقي في المطالبة بعراق خال من أية تدخلات خارجية، وأن يكون ذا سيادة، وإذا كانت جريمة فأنا مصر على هذه الجريمة”.

وتابع الخفاجي، خلال المقابلة التلفزيونية، أن “مديرية الأمن التابعة للحشد هي من نفذت أوامر غلق مقر قواته واحتجزته داخل مديريتها طيلة الفترة الماضية”، مشيرا إلى أنه “أثناء تواجده داخل المديرية لم يتم توجيه أي سؤال له بخصوص تصريحاته التي أطلقها بشأن استقلال القرار العراقي وإبعاده عن التدخلات الخارجية”.

وهاجم قيادات في “الحشد” “اتهمته بمقاومة القوة التي اعتقلته”، ثم أضاف: “حال اعتقالي لم يكن معي سوى 7 من عناصر قوتي، ولم نكن نحمل السلاح، ولم نقاوم قوة الأمن في الحشد، وتم غلق مقرات فصيلنا”.

وأكد أن “هناك قيادات سياسية تدخلت للإفراج عني، لكن القضاء حال دون ذلك، وقد تم الآن إسقاط الدعاوى الثلاث التي رفعت ضدي”.

وتشير تسريبات ومعلومات متداولة إلى توزيع مقاتلي”أبو الفضل العباس” على فصائل أخرى داخل “الحشد” بدفع إيراني، بعد الخلافات بين زعيمه أوس الخفاجي وقيادات أخرى مقربة من زعيم فيلق القدس قاسم سليماني، أبرزها أبو مهدي المهندس، وقيس الخزعلي، وتستدل على ذلك بغياب اسم الفصيل من فعاليات مختلفة داخل العراق أيضا. غير أن مصادر أخرى داخل الفصائل تنفي ذلك، وتؤكد أن عناصرها يتسلمون مرتبات من الحكومة كباقي فصائل الحشد وبصفتهم الحالية، وهو ما أكده الخفاجي خلال اللقاء ذاته.

وبشأن الخلافات داخل “الحشد الشعبي”، أكد أن “هناك فهما خاطئا للصلاحيات الممنوحة من قبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض لنائبه أبو مهدي المهندس، من خلال إصدار توجيه بتأسيس قوة جوية خاصة مرتبطة بالهيئة، وتهديد القوات الأميركية بشكل مستمر دون الرجوع إلى المواقف الحكومية الرسمية”، كاشفا عن “صراع يمكن أن نعتبره (صراع وجهات نظر)، بين الفياض والمهندس”.

وأشاد بـ”البيانات التي أصدرت وأوقفت قرارات أبو مهدي المهندس وفندت مواقفه، التي أطلقها باسم هيئة الحشد”.

ونفى أن تكون هناك نية لجعل الحشد على شاكلة الحرس الثوري الإيراني، معتبرا “الأنباء التي تتحدث عن وجود مخطط لتحويل الحشد الى حرس ثوري يشبه نظيره في إيران ظلم بحق الحشد، فالحشد جاء نتيجة فتوى عراقية صريحة أطلقت من مرجعية عراقية وإدارة وطنية خالصة”.

وأدان ما أسماه بـ”صمت الحكومة تجاه ما تعرض له العراق من اعتداء خارجي وضربات إسرائيلية لمعسكرات الحشد، والذي لم تحرك الحكومة إزاءه ساكنا”، مردفا أن “موقف الحكومة العراقية من تعرض مقار الحشد للقصف بات محل سخرية واستهزاء، والحكومة التي لا تستطيع فرض هيبتها على أبناء شعبها لمصلحته فلا خير فيها، وعليها الاستقالة”.

وتحدث أيضا عن وجود أفراد، لم يسمهم، “يحاولون خدمة إيران على حساب العراق وعلى حساب الإنسانية وتضحيات أبناء البلد”.

وجدد الخفاجي اعتذاره لأهالي الفلوجة، بشأن تصريحات سابقة له، حين عدها “بؤرة للإرهاب والتطرف الإسلامي”، مبينا أنه “كان يقصد من بايع تنظيم داعش الإرهابي وساهم بقتل الأبرياء من المدنيين والقوات الأمنية”.

وكان “الحشد الشعبي” قد اعتقلت في فبراير/شباط الماضي الخفاجي من داخل مقره في منطقة الكرادة وسط بغداد، بعدما طوقت المقر، واحتجزته في سجونها، وأغلقت مقار تابعة لفصيله المسلح “أبو الفضل العباس”.

وأوس الخفاجي قيادي سابق في التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، وانشق عنه ليشكل فصيل جديد أطلق عليه اسم “أبو الفضل العباس”، شاركت في بداية الثورة السورية بأنشطة مسلحة لدعم نظام الأسد، غير أن عملياته تركزت في مناطق داخل العراق بعد عام 2014.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here