شكراً للعتبه الحسينيه المقدسه

بدعوةٍ من العتبه الحسينيه المطهره شاركنا في مهرجان تراتيل سجاديه الدولي ( بنسخته السادسه )

والذي أقامته العتبه الحسينيه بالرغم من كل الصعاب وانشغال العتبات بدعم الحشد الشعبي المقدس وبالرغم من الحرب الاعلاميه التي تُشنُّ على العراق ومرجعياته وشعبه الصامد فأن العتبات مستمره في نهجها الثقافي والحضاري الذي يبني الانسان ويطور من قدراته الذاتية المأخوذة من علم وتقوى أهل البيت عليهم السلام ، إنّني قد لا أستحقّ أن أشاركَ في مثلِ هذا المهرجان العالمي الكبيرالذي طرحت فيه عدة بحوث قيمه عن أمامنا السجاد عليه السلام والتي سيكون لها إسهامات كبيره في رفد المكتبات والمتابعين لعلوم وفكر الأئمة الاطهار ، في البدايه تردّدتُ حول مشاركتي من عدمها لعدة أسباب منها بأنني أشعر بأن هناك من هُم أفضل مني وأكثر عطاءاً بخدمة أهل البيت لذلك أدعوا القائمين على مثل هكذا مهرجانات عالميه أن يأخذوا على عاتقهم موضوعَ إحصاء وجرد أسماء الأدباء والصحفيين والكتاب والناشطين والمترجمين في مجال نشر فكر أهل البيت في الخارج والذين من بينهم أسماء كبيرة جدّاً في المجالات الادبيّة والإعلامية والتكنوقراط والعلماء والمؤلفين كي تتمّ دعوتهم في المناسبات القادمة إن شاء الله,إنّ نجاح هذا التجمّع العالمي والثقافي الكبير والذي أختص برسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام وفي مثل هذه ألأوقات الصعبه التي يمرّ بها وطننا يشير إلى عدّة دلالات واضحة وجليّة، منها أن العراقَ بكل أطيافه يقف صفّاً واحداً ضدّ كل من يريد السوء بوطن الحضارات والأديان والعلم والمعرفة، وقد ظهر ذلك النجاح من خلال حُسن التنظيم الدقيق وحرص المسؤولين كافّة على قطف ثمرة نجاح المهرجان، حيث لمسنا ذلك منذ أوّل لحظة وطأت به اقدامنا أرض المجد والخلود كربلاء الطاهرة، إذ استقبلنا من قبل عددٌ من الشباب المرتبين والمهذبين مرحِّبين بِنَا بالطريقه العراقيّة المحبَّبة (هله وميت هله بيكم بين أهلكم في كربلاء ) وما أن سمعت تلك الكلمات العِذاب، حتّى أحتضنتُ ذلك الشاب وقلت له (أشكرك على الترحيب بهذه الكلمات العراقيّة الأصيلة، حيثُ الصدى الخالد لحِسِّ الإنتماء) فردَّ علينا بأنُه سيكون في مساعدتنا طيلة أيّام انعقاد مهرجان تراتيل سجاديه ، بعدها تم نقلنا بسيارات حديثة إلى مقرّ إقامتنا في فندق ( بيارق المخيم ) وهو فندق حديث ونظيف ومنظم جداً حيث يكتظُّ الفندق بعددٍ كبير من المدعوّين العرب والأجانب من تونس والمغرب وسوريا وأمريكا وبريطانيا والهند والباكستان وإيران والكويت وعُمان وفلندا وألمانيا والجزائر وكم كان سرورُنا مُضاعَفاً حين التقيناهم وهم يتحدثون عن عظمة وعلم أهل البيت وعن رسالة الامام السجاد القيمه في مجال حقوق الانسان فتبادلنا الأحاديث الجميلة حول الفكر المحمدي الأصيل الذي ينبذ الطائفيه والعنصريه ويؤكد على أدمية الانسان وتحدثنا عن تأريخ كربلاء وعمقها الحضاري والعلمي وإسهاماتها التاريخيّة المشهودة في خدمة البشريّة على مر التاريخ ، نجح المهرجان في كل شيء في التنظيم ، والإعلام ، والعلاقات والترجمة وفي توفير الراحه التامه للوفود وكذلك نجح ابناء كربلاء بحسن استقبال الوفود الذين كانوا يتحدثون معهم ويلتقطون الصور التذكارية ويتبادلون العناوين ، وبالرغم من الجدول المزدحم للوفود ولكن ذلك لم يمنع المشاركين من الإلتزام الكامل بحضور أيّ فعّاليّة صباحيّةً كانت أم مسائيّة، كما لمستُ من ألوفود حرصاً متيناً على نجاح المهرجان الذي ابهر الجميع ، نجحت العتبه الحسينيه المقدسه في تنظيم العديد من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية بالرغم من الادعاءات الفارغه التي تشن على المرجعيات والعتبات المقدسه والتي كان أخرها ماقدمته أحدى القنوات من تقرير كاذب ومحرف ضد هذه المؤسسات التي تقوم بأعمال كبيره وعظيمة خدمة للوطن والمواطن ، شكراً للشيخ عبد المهدي الكربلائي ( المتولي الشرعي للعتبه الحسينيه ) على جهوده الكبيره في رعاية هذه الاعمال الكبيره وشكراً للسيد جعفر الموسوي الأمين العام للعتبه الحسينيه والشكر موصول للسيد أفضل الشامي ألذي كان يتابع كل صغيره وكبيره في المؤتمر وشكراً لمدير العلاقات والإعلام في العتبه وشكراً ( لعريف الحفل ) الذي كان بحق مميز في حديثه وطريقة أدائه الجميله ، شكراً لكافة الاعلاميين الكرام خصوصاً الاستاذ حسن الجبوري ألذي كان حريصاً على نقل فعاليات المهرجان بكل دقه وأمانه ، والشكر الخاص للسيد علاء ضياء الدين مدير متحف الامام الحسين الذي لم يترك الوفود الأجنبيه لحظه واحده وسهر على راحتها وتذليل كل الصعاب أمامها ، شكرا لكل الشباب في العلاقات الذين كانوا بحق شباب حسيني سهروا على راحة الجميع ، شكراً لكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان الكبير، الذي كان بحق المهرجان العالمي لنشر فكر أهل البيت ، وستبقى كربلاء عاصمةً المجد والخلود والشهاده والاباء ومنارةً عالية بين منارات العالم المتحضر رغم الهجمة الغادرة التي تشن عليها من قبل أعداء محمد وال محمد ورغم الإرهاب الذي يريد لها أن لاتنهض ، ستبقى كربلاء عاصمة الأحرار في العالم وسيبقى أهلها وأدبائها ومثقفيها يعملون على نشر الفكر المحمدي الأصيل ، وكذلك لايفوتني أن أشكر ابناء جيشنا العراقي الأصيل وشرطتنا الوطنيّة في كربلاء على جهودهم الرائعه في توفير الأمن والامان لجميع زوار مدينة الحسين ، ستبقى كربلاء قبلة الأحرار ، وسنبقى نَحْن أليها كلما ذُكر الحسين وذكرت النخوه لنتذكر العباس ، كربلاء التي علمتنا أن نعيش احرار ونعمل على مقارعة الظلم والظالمين ، لن أقول وداعاً كربلاء بل الى اللقاء …

جابر الشلال الجبوري
أمريكا / واشنطن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here