معهد حربي: داعش يخطط لاختطاف آلاف المسلحين من المخيمات والسجون

ترجمة / حامد أحمد

كشفت دراسة أجراها معهد الدراسات الحربية (ISW) في واشنطن هذا الاسبوع تفيد بأن تنظيم داعش يجهز نفسه استعدادا لحملة

يسعى من ورائها الى اختطاف آلاف من مسلحيه واتباعه المعتقلين وتنفيذ مداهمات على مخيمات تأويهم في العراق وسوريا وذلك خلال الشهر القادم.

ووفقا لاستنتاجات توصل اليها المعهد ونشرت على موقعه الاثنين فان التنظيم الارهابي “يستعد لتحرير مسلحيه واتباعه الموالين من سجون ومخيمات نازحين منتشرة في العراق وسوريا .”

ويأتي هذا التقرير وسط شكاوى متزايدة رفعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومساعديه تجاه دول في اوروبا والشرق الاوسط بأنها ترفض استعادة آلاف من مواطنيها تم اعتقالهم خلال الحملة العسكرية التي شنت لالحاق الهزيمة بتنظيم داعش وانهم يقيمون الآن في معتقلات ومخيمات منتشرة في العراق وسوريا . وكان زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي قد اشار في خطاب له بث في 16 أيلول 2019 البدء بهذه الحملة. ودعا مسلحيه خلال الخطاب الى التحرك واتخاذ اجراء لتحرير السجناء وانقاذ النساء المتواجدات في معسكرات النازحين .

واستنادا لمعلومات نشرت في التقرير التقييمي لمعهد الدراسات فأن البغدادي خاطب اتباعه بالقول: “كيف يمكنكم قبول العيش في حين تعاني نساء مسلمات في معسكرات الشتات وسجون الاذلال تحت سلطة الصليبيين؟ .”

وأشار التقرير الى ان تنظيم داعش يعمل على جمع اموال من خلال قنوات مشفرة في مخيمات للنازحين شمالي سوريا. وأكدت أنه من المحتمل ان يكون التنظيم يعمل على تهيئة نفس النشاط في العراق، ومن المحتمل ان يلجأ التنظيم الى شن حملة مداهمات وكسر سجون في كل من العراق وسوريا .

وتذكر الدراسة ان تنظيم داعش استخدم حملة مشابهة سابقا سماها “تحطيم الجدران” لتمويل اعادة بناء صفوفه للفترة بين عامي 2012- 2013 .

ويؤكد التقرير ان معسكر الهول للنازحين في شمالي سوريا والذي يضم عوائل مسلحي داعش يمثل خطرا كبيرا ضمن هذا التقييم. وكانت الامم المتحدة قد أنشأت معسكر الهول لايواء النازحين القادمين من العراق خلال العام 1991 حيث قامت القوات الديمقراطية السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة باعادة افتتاحه في نيسان 2016 لاستقبال مدنيين مهجرين جراء عمليات عسكرية ضد مسلحي التنظيم شرقي سوريا .

منذ ذلك الحين اصبح معسكر الهول مكتظا باعداد تفوق طاقته الاستيعابية بعد قدوم اكثر من 63000 شخص من افراد عوائل داعش ومدنيين سلموا انفسهم للقوات الكردية السورية في شرقي محافظة دير الزور وذلك للفترة الممتدة بين كانون الاول 2018 الى نيسان 2019 .

وكان معهد الدراسات الحربية (ISW) قد حذر في تقرير له في أيار من هذا العام من ان تنظيم داعش سيحاول احياء نفسه من جديد من خلال استغلال الظروف السائدة في معسكر الهول ويخطط لعمليات هروب مسلحين معتقلين واشخاص نازحين في شمالي سوريا. ويشير التقرير الجديد الى ان موالين لتنظيم داعش ينشطون حاليا في عمليات تجنيد وجمع اموال تجري في معسكر الهول .

من جانب آخر بدأت قنوات التواصل الاجتماعي لمناصري داعش بالترويج لمواد دعائية من معسكر الهول منذ اواسط شهر تموز 2019. ونشرت نساء داعشيات شريط فيديو يظهرن فيه موالاتهن للبغدادي من داخل المعسكر في 15 تموز 2019، ثم شاركت بعد ذلك قنوات موالية أخرى في 16 تموز شريط فيديو لنساء مع اطفالهن وهم يحملون راية لداعش صنعوها بايديهم داخل المعسكر ذاته. وأطلق اتباع التنظيم حملة على موقع تلغرام لجمع اموال والترويج لتواجد التنظيم داخل المعسكر، ونشرت احدى المواقع دعوات لتحرير الموجودين في المعسكر. ويشير التقرير الى ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش لا يتعامل بجدية مع قضية المعتقلين من المسلحين في العراق وسوريا، وانه وفقا للبنتاغون فان الجيش الكردي السوري حاول نقل بعض مسلحي داعش والمؤيدين لهم الى سجون أكثر ملاءمة ولكنه مايزال يفتقر الى التمويلات والمعدات الضرورية فضلا عن القوة البشرية لتأمين هذا الحشد من المعتقلين.

وذكر التقرير ايضا انه وردت معلومات عن نجاح التنظيم بانتزاع اعداد صغيرة من مسلحيه من هذه السجون، ربما عن طريق رشاوي لأموال حصلوا عليها من تبرعات عبر الحملة الاعلامية على مواقع التواصل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here