حول خطاب الرئيس اردوغان الاخير في الجمعية العامة للامم المتحدة

بعد ان تورط النظام الايراني في الاعتداء المباشرعلى منشئات لشركة ارامكو,وتسبب في ارتفاع سريع لاسعار النفط ,وتوجس دول العالم اجمع من تبعات تلك العملية الغير مقبولة, والتي ادت الى تغير لهجة الدول الاوربية التي كانت متعاطفة مع طهران,وقيامها بتوجيه الاتهام الصريح اليها بانها الفاعل او المتسبب الحقيقي لتلك العملية,

فاجأنا السيد اردوغان بالتغريد خارج السرب العالمي,عندما انبرى للدفاع عن حليفه الايراني ,والزعم بان القصف جاء من اليمن!رغم ان جميع الاراء استبعدت هذا الاحتمال,
انا شخصيا لم اتفاجأ,لاني كنت اعلم ومنذ البداية ان كل من ايران وتركيا تلعبان ادوارا مناطة بهما من اجل سحق وتدمير الامة العربية,خصوصا اعتماد الفتنة الطائفية وتولي كل طرف قيادة طائفة ضد اخرى والاشراف على عملية اقتتال وابادة ذاتية,يقوم بها العرب انفسهم وفيما بينهم ,وذلك بهدف اضعاف الامة العربية وتقسيم اشلائها الى غنائم توزع بين ايران وتركيا ويذهب القسم الاكبر للمصالح الغربية والصهيونية المتربصة بالعالم العربي ,والطامعة بثرواته الطبيعية الغنية جدا
كان دور ايران,يتمثل في التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا وقيادتها لحزب الله في لبنان,والذي اصبح امتدادا طبيعيا لنظام ولاية الفقيه
اما دور تركيا فكان ذو غطاء من التدليس ,حيث كلفت بان تلعب دورالراعي للمقاومة السنية ,ضد مايسمى التشيع الصفوي,فقامت اجهزة مخابراتها بجمع وتدريب اعداد كبيرة من المتطرفين والجهاديين ,والذين استقطبتهم من كل انحاء العالم وتولت مسؤولية تقديم كل انواع الدعمم التدريبي واللوجستي لهم,وبالتعاون مع مشيخة قطر ,والتي قدمت الدعم المالي والتسليحي لتلك المجاميع الجهادية التي اطلقت على نفسها تنطيم الدولة الاسلامية في العراق والشام
كلها مؤمرات وضحك على البسطاء واستغلالا للعوطف الدينية,والتي تعتبر فكرا تسلطا الزاميا لايبقي للانسان العادي خيارا غير التخندق مع طائفته او اثنيته,لانه سيكافأ,أو يعاقب استنادا الى هويته وليس لرأيه الحر
لقد كان واضحا ان النظام التركي كان متواطئا ومتعاونا مع منظمة داعش,واكبر دليل واقعي على صدق مااقوله ,انه عندما احتل الدواعش الموصل في شهر حزيران(مايو)2014,قاموا وبكل وحشية بقتل كل من وقع تحت اياديهم من اسرى,ماعدى موظفي القنصلية التركية,حيث قام الدواعش بتسليمهم الى السلطات التركية سالمين,معززين مكرمين,وذلك اكبر دليل على التعاون والتفاهم المبطن بين الحكومة الاردوغانية في تركيا
لقد قدم الدواعش خدمات لاتقدر بثمن للسيد اردوغان حين استولوا على منابع النفط واخذوا يبيعون له البرميل بعشرين دولارا حين كان سعره العالمي يتجاوز المئة دولار,كما انه,تعاون مع وسائل اعلام مدفوعة الثمن على تقديم تركيا كدولة واعدة واقتصاد قوي تحت زعامة حزب العدالةوالتنمية,حيث تمكن من اصطياد رؤوس الاموال الهاربة من العراق وسوريا,وبعد ان سلط الدواعش على رقابهم,وجعلهم يهربون,الى تركيا,فاستقطب الكثير من المال,والذي استطاع ,بواسطته ان يبني به قصر الحكم والذي لم يسبق له مثيل من ناحية الفخامة,وما اطلق عليه بانه اكبر مطار في العالم,وبقية من خدمات ,قدمها للشعب التركي من اجل ان يعيد انتخابه,حيث كان يحلم بان يصبح سلطان وخليفة جديد,رغم ان تلك الالموال كلها جمعها من دماء المسلمين واغلبهم من ابناء السنة الذين فتك الدواعش بهم وحطموا مدنهم وشردوهم في مخيمات اللجوء,الا انه يبدو لم يتحرك ضميره,بل كان من الواضح ان الغاية تبرر لديه اية وسيلة للوصول,الى تحقيق احلامه الطموحة والنرجسية
وقد تبين لاحقا هشاشىة الاقتصاد التركي وحقيقة التدليس الاردوغاني حين انهارت الليرة التركية بمجرد هزيمة الدواعش وعدم تمكنهم من الاستمرار في سرقة الموارد الطبيعية للتي كانوا يتحكمون فيها في الاراضي السورية والعراقية,حين كانت تحت ادارتهم
قلت باني لم افاجأ بما حدث, لاني كنت اراقب الوضع عن كثب,بحيث كتبت مقالة بعد انهيار الدواعش ,وتوقعت قرب انهيار الاقتصاد التركي لانه اصبح بلا غطاء,وذلك حدث بسرعة لم اكن حتى اتوقعها
مااريد قوله بانني ااسف كثيرا عندما ارى ابناء وطني يتحولون الى امعات تمجد الاجنبي الحاقد ولاسباب طائفية بغيضة,كالذي يحمل صور قادة ايران,وأو الذي يقابله بتمجيد اردوغان !بينما كل منهما اعداء للعرب ,وللدين الاسلامي عامة,ورغم ادعائاتهم بانهم مسلمون طائفيون
مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here