الاستخفاف بالقدرات ودس الحطب في النار

لاشك ان حب الوطن أقوى من كل منطق ويبث النار في روحه وأن الوطنية هي ينبوع التضحية وينبض في شرايين الانسان السوي، لله سر فيه ، وآخر جرة قلم لأجل بلده و لأجل ترابه و سمائه ومياهه و لأجل كل نسمة هواء فيها ،لأجل كل روح مخلصة تتحرك عليها ،لأجل كل حرف خطته أنامله صغاراً وخطته أقلامهم كباراً ونطقت به شفاههم دون تعثر ، حروف اسمه تلاحق ضميره لأجل تقدمه ورفعته و حمايته وصونه والذود عنه دماً ولحماً وعظماً عند الشرفاء، والانتماء إلى الوطن والاعتزاز بتاريخه ، لازالت العقبة التي يتحطم عليها مطامع وأفكار أصحاب النفوس الخبيثة ولا سبيل إلأ التغني بأمجاده وإجلال رموزه المضحية ليفتخر بهم من أجل حمايته وحفظ كرامته والعمل على صون سمعته بين الأوطان كي يكون منه وبه وله ، فعلى الرغم من الوقوف المبدئي مع حرية الرأي، و مع الحرية المسؤولة والتظاهرات بصورة سلمية وفق الدستور المادة 34 حق مكفول إلأ ان بعض القوى السياسية المشاركة بفعالية في جميع المكاسب والحصص والمسؤولية ظاهراً لم تكتفي بهذه المكاسب و لبست لباس المعارضة لاغفال الشارع الذي يأن من ضيم المعاناة والفقر و لا يمكن انكار الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن لسوء التخطيط والفساد المستشري مع الظروف الضاغطة على كاهله الذي يملك حق التعبير عن رأيه فيها فخرج ليطالب بالحقوق بصورة شرعية ولكن ومع الاسف استغلت وسائل الاعلام التابعة ( احدى القنوت الفضائية ) لتيار معروف بشكل مزري في نقل صورة مغايرة للحقيقة لتزيد النار حطباً وجيرت من قبل هذا التيار تحت ذريعة الوقوف مع الشباب والمطالبة بحقوقهم لاحقاقها فكان ما كان بالامس وافساح المجال للبعثيين والمتصيدين بالماء العكر(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أَمنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكم بَعْدَ إِيمَانِكُم كَافِرِينَ). (آل عمران 100). ومن غذتهم الولايات المتحدة الامريكية بالمال والسلاحة عن طريق احدى الدول الخليجية لاراقة دماء الابرياء من اصحاب المطالب والاصطياد في الماء العكر وخاصة بعد الانفتاح الاقتصادي مع الصين الشعبية وعقد مجموعة من الاتفاقات التي تهم المواطن في توفيرفرص العمل واعادة البنية التحتية والحياة للمصانع المتوقفة ما اغاضهم لانهم قد خسروا الميدان فدفعهم في السير وراء مخططاتهم، ويتقون اثارة المشاكل المختلفة بمنتهى الصفاقة وذو عقول ضيقة ومنغلقة ويعمدون التربص والايقاع بالمظلومين في ماَزق حرجة وقاسية يصعب الخروج منها ويملكون نوازع الشر لاشباع غريزة الحقد والكراهية التي تعشعش في نفوسهم المريضة . دائما ما يستخدمون الإنتهازيون الضعفاء للوصول إلى هدفهم، لأن حياتهم تخلو من الصراحة ولا يجرؤون على المواجهة، وحياتهم أساسها مجموعة كذبات متتالية تبنى على الانتهازية والأنانية، والسعي وراء تحقيق المصالح الذاتية مهما كلفهم الثمن. فالإنتهازي يرى من الناس فقط ما يحقق مصلحته الذاتية دون الإلتفات للعواقب التي تدمر حياة الآخرين، فهو لا يشعر بالراحة إلا إذا عكر صفو الجماهير وبذلك تتوجه فرصته على اقتناص الفرص تحقيقا لمآربه بتسميم الأجواء وبث الفتنة، باقتناص الفرص وإستغلال الظروف وتكييفها لمآربهم الشخصية.ان المطلوب وسط الظروف المحيطة بنا وما تشهده المنطقة من صراعات و احداث وتطورات العمل على حفظ الوسطية والاعتدال والمودة والرحمة

، كما أننا لا نؤمن بخطابات الإدانة فقط لأنها تقود إلى الاصطفافات والاختفاء ورائها وهو ما لا نريده، بينما من الواجب هي نقل رسائل إيجابية يمكن أن تقود إلى التهدئة” و المساهمة في اخماد الحروب لا اثارتها وعدم المساهمة في النزاعات التي تحيط به وانما اطفاء لهيبها وان يتجنب ،التعريض والمساس بحقيقة وجود الوطن وسمائه الذي يجب ان يكون عليه كل من يدعي انه ابنه ، لکن البعض: لا یفقهون وأنّى لهم الذکرى.. والأرض تلعنهم والشعب يكرههم، ويوم الخلاص من بقاياهم قريب.

ان الارهاب لم ينتهي بعد و المعركة معه باقية و بدون إرادة شعبية واعية تبقى الخلايا النائمة تختفي عند حواضنه من الذين سولت لهم انفسهم ودون العزيمة للقضاء عليه بشتى أنواعه، سواء كان إرهاب العقول أو الأنفس لا يمكن انهائه بسهولة، ولذلك يجب أن تكون الغاية في التعاون الاستخباري بالاعتماد على الطلائع الخيرة من مكوناته للقضاءعلى هذا الجرثومة القذرة وتنظيف البلاد منه وإعلاء مصلحة الوطن وحفظه .

لقدغاب عن ذهن البعض ان اكثر المجتمعات تتفق على مبدإ من بين المبادئ السامية للإنسانية و هو الصدق في جميع الأمور، رغم أنه في زمننا هذا أصبح مجرد عنوان لا يعمل به و لا ينصح به. فكثيرا من الناس يخفون الصدق في كلامهم و تعاملهم ، الوطن جبل حب وان كان فقيراً في الشكل ولكن غني في المعنى رغم ان البعض لازال يجحد بحقه . يستمر في وقاحته ليصف وطنه بالضعف وعدم القدرة في ان يكون له الدور والمشاركة في فرض السلم وابعاد شبح الحرب عن المنطقة و وضع الحلول للمشاكل الاقليمية و بالقبح و غير ذلك بالأوصاف السيئة والاستخفاف بعقوله وكفاءاته ، وهي حملات مدروسة من منظمات مشبوهة إعلامية وغير إعلامية مدفوعة الثمن بدعم من جهات خارجية تعمل عليها فئة كفرة بقيمه داخلياً، فنحن نعلم أن هناك أعداء في الخارج يقفون خلفها فتزول دهشتنا، لكن حينما تأتي الإساءات لبلدنا ومجتمعنا ويملأ بها فضاءات وسائل التواصل الاجتماعي ممن هم في العملية السياسية فذلك هو الكفر والنفاق بعينه و نجد من استغل وسائل الإعلام المختلفة، وحولها إلى منصات تهريج وسخافات وانتقادات وإساءات وبذاءات، ثم يجد في الفضائيات من يسوّق له ليستغل التقصير الحكومي في ضرب احلام وامال الوطن ، ولكي يعلم هؤلاء السياسييون أن عليهم رقيبا عتيدا في الدينا قبل الآخرة حيث الذنب لا ينسى، فإنّ من الواجب علينا كاعلاميين وكتاب أن لا نترك الحبال مرخيّة لسنوات طوال قبل شدها على اعناقهم وفي رد الامانة التاريخية ، فليس المقصود بمن يقول رأيه الذي من الطبيعي أن يتوافق فيه مع أناس، ويختلف مع آخرين، ويسانده البعض، ويضدّه الطرف الآخر، ويقبله من يقبله، ويرفضه من يرفضه، بل المقصود الإساءة والتهجّم والافتراء بحق الوطن، وحرية الفرد تقف عند حدود حرية الآخرين ولا يتخطاها. كما أن المواطن يجب ان يكون أكثر وعيًا بأمنه واستقراره والدفاع المستميت عنه ولكن يظهر ان البعض الاخر لم يصل بعد إلى إدراك المعاني والقيم الانسانية العظيمة لبلدنا والحرية لا تسوغ لأحد أن يمس الثوابت والرموز في بلادنا بسبب تبلد الش. عور وطغيان المصالح والمنافع الشخصية ، ان الوضع الدولي والإقليمي يمر بمفترق طرق خطير يجب إدراكه من الجميع ، وهكذا وضع على حد وصف القول بان المنطق (لا يحتمل المغفلين ولا يغفر للجهلة )

لقد جرى البعض بعد التغيير و سقوط النظام السابق نحو الدولة ومؤسساتها ولبس لباسها وهو يضمر الشر لها ويعمل على حرف مسارها والذي لم يدرك حجم الانتباه في الوعي لدى شعبنا وستتجاوزه المرحلة ولن يكون جزءً من المستقبل. . بل هو خيار استراتيجي لا مفر من العمل وفقا لقواعده وحقائقه ومقتضياته لتلافي العواقب الكارثية التي سيحدثها عدم تبنيه أو جعله عرضة للأهواء والنزاعات السياسية ضيقة الأفق ، لیحشّد من سولت له نفسه یجمع ویطلق ادخنته لیحجب، ولو قلیلا، من صفاء الفجر.. و الفجر سوف یفصح لهم فی کل لحظة عن بعض أسراره .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here