الخلفية السايكو اجتماعية والأقتصادية لأنتفاضة أكتوبر العراقية

د.عامر صالح

عمت اغلب محافظات الوسط والجنوب العراقية احتجاجات سلمية عارمة انطلقت بتاريخ 2019ـ10ـ01 مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية العامة عبر التغير الجذري للنظام, استخدم فيها العنف المفرط وغير المبرر من قبل الأجهزة الأمنية, مما ادى الى عشرات من الشهداء وجرحى تجاوزت اعدادهم الألف جريح, ولازالت الأحتجاجات مستمرة حتى هذه اللحظات, ومما يميزها هذه المرة أنها خرجت عن الأطر الحزبية والتكتيكات السياسية للقوى المساهمة في العملية السياسية وتتمتع بزخم جماهيري ومؤازرة من الداخل والخارج.

أراقة دماء الشباب, بل هي تراكم كمي لمجمل أزمة نطام الحكم اعملا عبثيا او نزهة استعراضية أريد بهكن الأنتفاضة لم تالمحصصاتي الطائفي والأثني السيئ الذي لم يعمل شيئ ايجابي خلال عقد ونصف من الزمن, بل انه نظام منتج للأزمات واعادة ي على اساس المحاصصة المذهبية تدوريها انطلاقا من طبيعته المافوية والمؤسسة اصلا على الأستئثار بالسلطة وتقاسمها والمبنالسياسية والعرقية المتخلفة التي تشتغل على اضعاف وتفكيك الوطن والمواطنة والأكتفاء في التمترس في الأطر الجغروطائفية تجسيد يه نتفاضة لأا هذه فيها. أن والاثنية في فهم مريض منها ان ذلك يكفي لنيل الحقوق والاستئثار بالثروات الوطنية والافسادحي وانعكاس لأزمة الحكم الخانقة والتي لم توفر الحد الأدنى الانساني من الحقوق المشروعة والتي عكستها الحاجة الى الماء العيش ومطالب وغيرها من مسلمات وعدم ايجاد فرص عمل لحملة الشهادات الجامعية والعليا والكهرباء والصحة والتعليم الصالحوالكريم. المعاصر

ن تجربة عقد ونصف من الزمن في الاخفاق المزمن للمطاليب العادلة للمنتفضين تعكس بشكل واضح انها ازمة نظام متآكل وليست أأزمة تلبية خدمات عامة كان يفترض على النظام تلبيتها في السنوات الأولى من الحكم, أنها أزمة فساد نظام الحكم المتهرئ الذي لا ما هي إلا مدخل للمطالبة ها والمطالبة بالحقوق الأساسيةفي تي اندلعتمحافظات الالوأن شعارات اهلنا في ,يمتلك أي شرعية للبقاءبتغير النظام المحصصاتي, واهلنا هناك يعرفون تماما فلا كهرباء تأتي ولا ماء صافي سيشرب في ظل نظام معوق وكسيح لا .يستطيع تقديم الحد الادنى من مسلمات الحاجات الانسانية, في ظل نظام فاسد لا يتورع عن سرقة لقمة العيش

جهود أي تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة تقوم على منجزات العلوم ل خلال عقد ونصف من الزمنعرقأن نظام المحاصصة الاقتصادية والاجتماعية ومنجزات التقدم التقني والتكنولوجي, وذلك من خلال إسناد المواقع الحساسة والمفصلية في الاقتصاد والدولة لكفاءات الوطنية أو التكنوقراط ولا تستند إلى انتقاء المواهب والقابليات الخاصة إلى رموز تنتمي طائفيا أو عرقيا ولا تنتمي إلى الإدارة الاقتصاد,بل حصرها بأفراد الطائفة أو إلى توافق من هذا النوع بين هذه الطائفة أو تلك, أن هذه السياسة لا تؤسس إلى تنمية

سات من استفحال الفساد بمختلف مظاهره من سرقات وهدر للمال العام شاملة ,بل تؤسس إلى ” إفساد للتنمية “, وقد عززت هذه السياومحسوبية ومنسوبيه وحتى الفساد الأخلاقي بواجهات دينية مزيفة لا صلة لها بالدين الحنيف, والأسوأ من ذلك حصر الامتيازات في أدعاء الطائفية والعرقية لتحقيق العدالة , أن مدقعدعاة كبار رجال الطائفة أو الحزب أو العرق وترك السواد الأعظم في فقر .الاجتماعية هو ادعاء باطل, وان الفقر وعدم الاستقرار والقلق على المستقبل يلف الجميع باختلاف دينه ومذهبه وطائفته وعرقه

الأربعة عشر عاما الماضية, نية بحقوق الأنسان تعرض جزء من مأساة الشعب العراقي خلال عأن منظمة هيومن رايتس ووتش والم, والتي من خلالها على الأقل لايمكن القبول بالعملية السياسية وبأحزابها الفاسدة التي اسهمت بتبديد الثروات الطبيعيةة منها والبشريةلف نازح داخل . أربعة ملايين ومائة أوتؤكد المنظمة: أن هناك ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف مهجر موزعون على أربع وستين دولةعام 17العراق. مليون وسبعمائة ألف يعيشون في مخيمات مختلفة. خمسة ملايين وستمائة ألف يتيم” تتراوح اعمارهم ما بين شهر وعاما”. ستة ملايين عراقي لا يجيدون القراءة والكتابة” تتصدرهم البصرة وبغداد 25و 15″. مليونا أرملة” اعمارهن ما بين الأنبار والمثنى وديالى وبابل في الصدارة تليها بغداد وكربلاء ونينوى”. %”31الأنبار “.بلغت نسبة البطالة والنجف وواسط و” بغداد في الصدارة % معدل تعاطي الحشيش والمواد المخدرة6% من العراقيين تحت خط الفقر” اقل من خمسة دولارات”. 35, أبرزها الكوليرا مرضا ووباء 39عاما. انتشار 15% نسبة عمالة الأطفال دون 9وواسط”. تليها البصرة والنجف وديالى وبابل معملا ومصنعا 328ألف و 13توقف وشلل الأطفال والكبد الفيروسي وارتفاع نسبة الأصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية.% من المواد 75. استيراد مليون دونم. استيراد 12مليون دونم الى 48ومؤسسة انتاجية. تراجع مساحة الأراضي المزروعة من 800مدرسة, تسعة آلاف منها متضررة, و 658ألف و 14التعليم الأساسي في أسوأ حالاته: % من المواد الأخرى.91الغذائية و 2014ـ2003فترة دولة. واردات النفط لل 29مليار دولار من 124 ألف مدرسة جديدة. الديون العراقية 11طينية, والحاجة الى بلغت ألف مليار دولار, لم تسهم هذه الاموال الطائلة في حل مشكلات الحياة الاساسية, بل ذهب معظمها في عمليات الفساد ونهب المال العام.

سياسات الإقصاء والتهميش والمحاصصات وما يرافقها من تدهور مستمر لحياة المواطنين قادرة أما على المستوى السايكولوجي فأنعلى حرف حالات المساهمة السياسية من أجل تثبيت النظام” الديمقراطي” إلى حالات عداء سياسي للنظام وأركانه, باعتباره يجسد لحالة عدم الثقة والشك في القيادات السياسية ونواياها, متزامنا ذلك مع حالة الاغتراب السياسي بينه وبين المواطن, وهي نتاج طبيعيومن شأن ذلك أن اتساع وتعمق دائرة الفئات الاجتماعية المهمشة والتي تقدر بالملايين جراء ظروف العراق التاريخية والحالية,ية الشعور بالإحباط الناتج من التدهور المستديم يخلق ما يسمى ” بالفجوات النفسية المدمرة”, حيث تنشأ هذه الفجوات على خلفلظروف العيش الحر والآمن, وهي شروط مواتية ولازمة لخلق وإعادة توليد سلوك العنف والعدوان باعتباره نتيجة للشعور الشديد ملة من قبل المجاميع السياسية بالإحباط, وعلى خلفية اتساع الهوة بين النظام والشعب وتعزيز حالة عدم الاكتراث تجري الاستفادة الكاراته السياسية, النظام السياسي والتأثير على قرالتمترس في السياسية ل ديمقراطيةمرتزقة الغير مؤمنة أصلا بالوفلول الإجرام وال. ,مستغلة الفساد والعبث بالمال العام وسرقته كوسائل سهلة في الإغراء والتمويل وشراء الذممتغييرهوعلى عدم

وتعكس انتفاضة اكتوبر العراقية الحالة المتقدمة والأيجابية للتعبير عن حالة الأغتراب بين النظام السياسي والشعب من حيث مطالبها العادلة واساليبها النضالية المتقدمة ودعواها الواضحة في تغيير الأوضاع القائمة عبر فهم الأسباب, والتي تكمن في أسس نظام المحاصصة الطائفية السياسية والأثنية المنتج لعدم الاستقرار والعاجز عن معالجة الأزمات, وأن

الدعوى لتغير أسس النظام وبنيته المؤسساتية هي دعوى لتثبيت الديمقراطية بأطرها المعاصرة وفسح المجال للقوى المؤمنة حقا بالديمقراطية والتدوال السلمي للسلطة والخلاص النهائي من افرازات ما أتى به الاحتلال الامريكي بعد سقوط الديكتاتورية.

أن انتفاضة اكتوبر 2019 الحالية هي انتفاضة تغير النظام بعد كل هذه المعاناة وبعد كل هذا التراكم الكمي من الأزمات في ظل نظام عاجز عن الايفاء بمطالب العيش الكريم ولا يمكن للمرء ان يلدغ من جحر مرتين, ولكي تفضي الانتفاضة الى مرتجاها يجب الانتقال من القيادات المناطقية والتجمعات المتفرقة المتباعدة الى القيادة المدنية التنويرية حفاظا على الاىنتفاضة من المنعطفات الصعبة والتي قد تقوم بها السلطة المحصصاتية في شراء الذمم وترويض بعض القيادات غير المتمرسة لأختراق الانتفاضة واسكاتها, كما أن الاحزاب ذات الصبغة المدنية مطالبة اليوم بالتضامن والتكاتف الواضح مع المنتفضين, فتلك هي لحظات حرجة في حياة شعبنا ومختبر للمواقف بعيدا عن ضيق الأفق أو بانتظار صفقات سياسية سيئة لأحتواء الانتفاضة حفاظا على مصالح انانية ضيقة في طريقها الى الزوال السريع. المجد والخلود لشهداء الأنتفاضة الأبطال والنصر المؤزر لشعبنا المناضل في انتزاع حقوقه المشروعة في بناء حياة حرة كريمة نليق بأنسانيته عبر الخلاص الكامل من نظام المحاصصة وبناء دولة المواطنة الحرة الكريمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here