رواية كتارا

رواية كتارا 2019-2020

مقطوعة من رواية قنابل الثقوب السوداء بعنوان

“كون الطيور العظام ”

لم يهدأ وليم مطلقاً منذ أن خبّره فهمان بأمر العبور إلى الشيطان.

-قال وليم همساً..أرجو أن تريني كيف تصنع قنبلة الثقب الأسود والتى تمكنك ركوب الجرافيتون لعبور الجسر المؤدّي إلى إبليس.

-أستاذي.. إمكانيّات FCC-1 ضعيفة ولن تسمح بذلك.

-ألا توجد أيّ طريقة ملعونة لأرى ذلك الجسر؟

-مستحيل ، صمت هنيهة متفكّراً ثمّ قال ..من الممكن أن أريك جسر عبور لبوابة أخرى مجهولة ، ولكن للأسف سيُنسف فوراً ، أي سيُنسف كلمح البصر وتبعاً قد لا ترى شيئاً.

-قال راجياً ..الحقني به.

-لابدّ من رصد الجرافيتون ، إذا استطعنا رصْد الجهة التى يهرب إليها أمكننا رؤية البُعد ، لكنّها تجربة خطيرة عليكَ ، أنت فقط.

-حياتي فداءً للعلم ، أريد أن أرى البُعد ، فهمان ..أتوسّل إليك أريد أن أرى كوناً آخر.

-العفو أستاذي ..سنقوم بعدّة ارتطامات على FCC-1 حتى تستطيع أن ترصد منطقة هروب الجرافيتون ، اتبعْ بعينيك المسار وستجد البعد عندها.

-لم أسمع بشئ كهذا من قبل.

-سيدي وليم..قفْ هنا عند هذا الكاشف وانظرْ بنفسك بهذا التلسكوب ، سنؤدّيا التجارب بكامل طاقة FCC-1 وهذا كما تعلم قد حذّرت منه سيرن .

-محظور محظور ، غير هام ، أريد أن أرى الكون مهما حدث.

توجّها مباشرة الى المصادم وأطلقا حفنة البروتونات ومرّت 19 دقيقة وبدأ العدّ التصاعدىّ للدقيقة الأخيرة ..1ث ،2ث ، .. 58 ث، 60 ث ارتطام ..

نظر وليم فلم يرصد شيئاً ، فقال له .. فهمان لم أرَ شيئاً.

ردّ فهمان : سيدي .. لقد هرب من ناحية غير التي نظرت فيها ، تحلَّ بالصبر حتى يقع نظرك على الجرافيتون.

ردّ وليم بشغف .. حاضر حاضر .. هيّا .. هيّا . لنفعل ونكرّر حتى أرى.

وأُعيدتْ التجربة ومرّت العشرون الدقيقة وحدث الارتطام ، وفجأة سقط وليم مغشياً عليه بعد أن جذب الجرافيتون بنطلونه وقطعة من شورته الداخليّ .

هرع إليه فهمان وأفاقه ، نهض من الأرض ثمّ لطم فهمان .. وفي مشهد غريب ارتعش جسده وهو يواري سوءته ، حتّى إذا ما غادرته الرعشة قال له .. سيدي وليم هل أنت بخير ؟ الحمد لله ، صمت برهة ثمّ قال .. ماذا رأيت سيدي ؟

فقال وليم ..كدتُ أن أموت يا فهمان ، رأيتُ طائراً ضخماً كالجبل وهمّ بمرور البوابة والدخول إلينا.

ردّ فهمان .. سيدي ..لقد جذب الجرافيتون بنطلونك و .. ، ولقد رأى هذا الطائر بُعدنا عبر جهة هروب الجرافيتون ، ولقد هرب إلى كون آخر وقد كان كون طيور عمالقة ، الطائر منهم بالحجم الذي رأيته ، ولو استمر تدفق الجرافيتونات بضعة فيمتو ثانية لعبر هذا الطائر والتهمنا ، ثمّ جرى ليأكل ويهدم كلّ ما يراه.

بقلمي :ابراهيم امين مؤمن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here