أربعينية الفقيد الراحل الشاعر إبراهيم الخياط

البارحة في مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق

أربعينية الفقيد الراحل الشاعر إبراهيم الخياط

غصت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب ببغداد، امس الاربعاء، بالحضور الحاشد من وجوه الثقافة والمجتمع ومن رجال الاعلام والسياسة وغيرهم، الذين شاركوا في احياء اربعين الفقيد الراحل الشاعر ابراهيم الخياط، الامين العام السابق للاتحاد.

وقد ادار الجلسة الشاعر مروان حمزة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، الذي افتتحها مرحبا بالضيوف الكثار، وكان من بينهم الرفيق حميد مجيد موسى. بعدها دعا الموسيقي الفنان وليد غازي الذي ادى عزفا مؤثرا على آلة الجلو، ملأ اجواء القاعة شجنا شفيفا نبيلا.

وقدم الشاعر حمزة من ثم المتحدثين في جلسة التأبين، وقد تصدرهم رئيس الاتحاد الباحث ناجح المعموري، تلاه الامين العام القاص حنون مجيد، فالناقد على الفواز عضو المكتب التنفيذي.

وصعد الى المنصة بعد ذلك د. محمود الخياط شقيق الفقيد، الذي القى كلمة العائلة في المناسبة.

واستمع الحضور الى قصيدة في المناسبة للشاعر البصري الكبير كاظم الحجاج، والى كلمة الحزب الشيوعي العراقي ارتجلها الرفيق مفيد الجزائري )ننشر نصها في أدناه).

وتلت ذلك قصائد للشعراء منذر عبد الحر ومندوب العبيدي وكاظم العبودي وآخرين، كذلك كلمات كانت بينها كلمة للناقد علوان السلمان.

وكان آخر المتحدثين عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الاستاذ آشور ملحم، الذي كلل كلمته بتقديم تسجيل لابنته الفنانة جوانيتا، أدت فيه تراتيل شجية وسحرت الحاضرين بجمال صوتها وأدائها.

واختتمت جلسة التأبين بعودة الفنان وليد غازي في عزف حزين وآسر على الجلو.

نحن الشيوعيين اكبر الخاسرين برحيله

مفيد الجزائري

ايها الاحبة

مثلكم جميعا عصف بنا الخبر قبل اربعين يوما. ومثلكم كلكم أذهلنا وعقد ألسنتنا.

لم نصدق ما نسمع. أمعقول ما يقال؟ أبهذا اليسر يسقط ابو حيدر من بين ايدينا، وينسل من خلال اصابعنا؟

هزتنا المفاجأة وخضتنا. ومثلنا وجدنا الكل من حولنا، وقريبا منا، بل وبعيدا، وحتى في اصقاع الوطن الابعد، مفاجأين. ومثلنا راحت النازلة تهزهم رويدا وتخضهم.

وفي بحر ساعات صارت الأصوات الحزينة تترى من كل الارجاء. صار العراق في أسى ووجع.

انهم الناس، العراقيون البسطاء الذين احبهم ابو حيدر، ونذر لهم نفسه: انسانا ومواطنا ومناضلا وشاعرا، وقد عرفوه جيدا بكل صفائه ووفائه واصالته .. فبادلوه حبا بحب، واهتزوا لحظة اجتاحتهم ريح كبوته الحزينة.

من لم يعرفوه منهم في الماضي الابعد، رأوه في السنوات القريبة الماضية يجول كل جمعة في ساحة التحرير، وسط المحتجين المطالبين دون كلل بحقوقهم وحقوق الشعب المهضومة، وسمعوه يردد الاهازيج التي كان ينسجها بنفسه، ويرددها مغنيا لهم، شادا خطوه الى خطوهم، وهم اهله وناسه الذين احب، وبقي وفيا لهم ابدا.

حين نعاه الناعي، ادركوا حجم فقدانهم.

لقد خسروه.

ومعهم خسرته الجمهرة العريضة الكبيرة من اخواته واخوته الادباء والشعراء والكتاب والمثقفين عموما، الذين كان بالنسبة اليهم اكبر كثيرا من مجرد امين عام لاتحادهم، واكبر من زميل واخ ورفيق كار وفكر وابداع.

ما اكثر ما كنت ازوره في مكتبه هنا في مقر الاتحاد فلا اجده.

لم يكن كثير الجلوس في المكتب. كان في حركة لا تكف. ان لم يكن مع زملائه المثقفين في نشاطاتهم وفعالياتهم ولقاءاتهم ومهرجاناتهم، فمع الناس ووسطهم، في افراحهم واحزانهم، وفي لحظات سكينتهم وثورتهم.

واذا كان الناس، أحبة أبي حيدر، هم من يتوجب ان تتوجه اليهم اليوم، في اربعينيته، المواساةُ الحارة، فيقينا ان زملاءه واخوته المثقفين، الاعضاء في الاتحاد وغير الاعضاء، الذين استشعروا جميعا فداحة الفقدان برحيله، هم من يكونون في صفهم، يتلقون معهم التعازي، ويصونون الذكرى الطيبة العطرة.

لكننا نحن معشر الشيوعيين نبقى، ايها الاحبة، اكبر الخاسرين برحيل رفيقنا ابراهيم الخياط.

فالى جانب الانسان والمثقف والشاعر والمواطن والصديق و .. و .. فقدنا فيه كذلك وخصوصا الشيوعي الناصع الامين، الشجاع، الودود، المتفاني، المتواضع، الكدود، العامل باخلاص ودون كلل من اجل شعبه ووطنه، وفي سبيل حزبه وقضية حزبه والكادحين.

فالمواساة برحيله للشيوعيين ايضا، ان لم نقل اولا..

ولا ننسى ان نعزي بوفاته اخواته واخوته المتظاهرين، رفاق احتجاجاته في التحرير وغيرها..

كما لا ننسى ان نعزي ابا حيدر نفسه، بأحبته شهداء المتظاهرين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here