د. عبد الخالق حسين بين زمنين

لا اريد التحدث عن ما كتبه الدكتور في مقالته الاخيره “يحرقون العراق باسم المطالب المشروعه” لانها تكرار لما كتبه سابقا وليس لها قيمه او مصداقيه بنظر معظم الوطنيين من العراقيين، ولاني متابع لما يكتبه الدكتور عبد الخالق حسين منذ اكثر من عشرون عاما ، انا لا انكر وطنية ويسارية هذا الرجل وحبه للعراق وقادة ثورة 14 تموز المجيده. ومعادي للبعث الفاشي .. الخ . كل هذا كان في الزمن الاول! اي قبل عام 2003 ولكن بعد الاطاحه بنظام صدام المجرم وغزو العراق من قبل الولايات الامريكيه تغير زمنه وقلمه !! واصبح يحابي حكام العراق الجدد الطائفيين قادة الاحزاب الاسلاميه الشيعيه ويدافع عنهم بشراسه وخاصة نوري المالكي زعيم الدعوه الذي وجه له الدعوه لزيارة العراق و وكَرمه والحفاوه التي تلقاها من المالكي في السنوات الاولى من حكم المالكي وكنت متابعا للاحداث وقتها، فجميع مقالات الدكتور كانت مدحا وثناء ودفاعا مستميتا لحكم المالكي بالرغم من الفساد وسرقات اموال الدوله وتشريع القوانين التي تقنن السرقات من قبل المالكي (باني الدوله العميقه ودولة الفساد في العراق) وحلفائه وبعد اندلاع التظاهرات المطلبه ضد الفساد وانعدام الخدمات عام 2011 وظف قلمه لخدمة المالكي ووصف هذه التظاهرات بالبعثيه والمؤامراتيه الخ من الاتهامات الا منطقيه والباطله! بالرغم من علمه ان الشيوعيين كانوا محركي وداعمي تلك التظاهرات! وعندما تكررت كان يعيد الكَره، ولم يكتب الرجل مقاله واحده ضد الفاسدين ومن نهب ثروات البلد طيلة فتره حكم المالكي ولمدة ثماني سنوات! وكذلك لم يكتب عن المتسبب الحقيقي لسقوط الموصل والمحافظات السنيه وانسحاب ثلاثين الف عسكري من الموصل حيث كان القائد العام للقوات المسلحه نوري المالكي، وانا اسأل القارئ الكريم كيف سقطت الموصل وفيها اكثر من ثلاثين الف عسكري! اليس هذا كان باوامر من القائد العام نوري المالكي ! واسأل لو كان هناك 500 جندي امريكي في الموصل هل كانت ستسقط الموصل؟ طبعا لا لان الامريكان لاياخذون الاوامرمن المالكي! والغريب ان الدكتور تحول من معادي لحزب البعث العراقي الى مدافع عن البعث السوري وجرائم بشار الاسد ضد شعبه بكل انواع الاسلحه ومنها الغازات الكيمياويه وتناسى الدكتور جرائم النظام السوري بحق العراق وشعبه عندما كان النظام السوري يجند الارهابيين من القاعده وانصار الزرقاوي ومن جميع البلدان العربيه ويرسلهم لقتل الامريكان والعراقيين وبالتنسيق مع الحكومه الايرانيه. والمؤسف ان الدكتور يقف اليوم ضد بني جلدته من الشباب الشيعه العاطل والجائع والباحث عن وظيفه الذين قُتلوا باوامر قاسم سليماني والتي نفذت اذرعه الخسيسه المجرمه هذا القتل! والمؤسف انه يلقي بالوم على المنتفض الجائع! الذي انتفض على السراق والفاسدين ولا يذكر القناص القاتل الذي يستهدف الرؤوس والرقاب لشباب لم يتذوقوا طعم الحياة منذ ولادتهم عندما اتى هؤلاء المجرمون السراق ووصلوا الى السلطه ليس باذرعهم بل بفضل الاميركان وحكموا العراق ومن ثم تنكروا لهم وهنا ينطبق على هؤلاء بيت الشعر” ان انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا “. ويستشهد بحالات فرديه مثلا.. متظاهر واحد حمل قنيه (بٌطل) تحتوي على بانزين يريد ان يدافع بها عن نفسه امام المئات من القناصين القتله المددجين بالاسلحه (رجال قاسم سليماني) ! وهنا ينطبق المثل المعروف “قتل امرءٍ في غابة جريمة لاتغتفر وقتل شعب آمنَ مسالة فيها نظر” والدليل على عدالة قضية التظاهرات هو استجابة مجلس النواب لبعض شروط المتظاهرين. والمؤسف ان الدكتور تحول من مناضل وطني الى احد (وعاض السلاطين) وهو المتنعم في بريطانيا حيث لا يشعر بمعانات العراقيين في الداخل وهو في خريف عمره! واقول ان الدفاع عن المجرمين والفاسدين ولو بالقلم ..جريمه سيعذب ضميركل من يعادي شعبه ويقف مع الطغات الفاسدين والقتله !! لقد تنكر د. عبد الخالق حسين لتاريخه الوطني ولشعبه المظلوم ووقف في صف الفاسدين والقتله عملاء الارجنتين!
مؤيد راعي البله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here