سياسة نتنياهو انهارت

بقلم: اسرة التحرير

هآرتس 11/11/2019

مفاجأتين استراتيجتين دفعتا إلى انهيار السياسة الخارجية والأمنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعرضتاها كأداة فارغة ومحملة بالمصيبة”. “المفاجأة الأولى كانت بعد الهجوم الناجح على منشآت النفط في السعودية، والمنسوب لإيران، حينما ردت عليه الولايات المتحدة بعدم اكتراث”، مضيفا أن “المفاجأة الثانية تمثلت بهجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأكراد، والسماح لتركيا بعمليتها بسوريا”.

لقد فوجئت اسرائيل من القدرة العملياتية التي أظهرها الايرانيون ضد السعودية. وسارع نتنياهو لطلب علاوة ميزانية لتعزيز ا لدفاع الجوي. وفوجئت بقدر لا يقل من الانسحاب الامريكي من شمال سوريا. وحسب تقرير عاموس هرئيل وامير تيفون فانه في المرة السابقة التي قرر فيها ترامب اخراج قواته من سوريا، نقل اخطار لاسرائيل قبل يوم من ذلك؛ اما هذه المرة فتخلى البيت الابيض حتى عن مثل هذا البلاغ القصير.

لقد اقام نتنياهو سياسته الخارجية والأمنية على التماثل المطلق مع ترامب، وتصعيد المواجهة مع إيران وحلفائها، ضمن هجمات متزايدة في الأشهر الأخيرة بل وسارت بعيداً حتى العراق. فقد آمن، وهكذا سوق ذلك للجمهور بأن ترامب منصت لنصائحه وسيعمل على انهيار النظام في إيران”. “لكن لخيبة أمله الشديدة، قطع ترامب الاتصال معه منذ الانتخابات، وهو يعمل على نحو استعراضي لتحسين العلاقات مع إيران”، معتبرة أن “نتنياهو ليس له حلفاء آخرون في أمريكا، بعد أن قطع علاقاته مع الحزب الديمقراطي”.

أن “تسليم ترامب للضربة في السعودية وترك الأكراد لمصيرهم، هما إشارتا تحذير لإسرائيل، لأنها لا يمكنها أن تعتمد على رفيق نتنياهو في البيت الأبيض”، يسعى ترامب لإنهاء التدخل العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط، وسياسته تتمتع بتأييد جماهيري في الساحة السياسية في الولايات المتحدة”.”أما جهود نتنياهو لعرقلة تغيير النهج الأمريكي، وإحباط تحسين العلاقات مع إيران، فلا تستدعي إلا المشاكل”.

” يتولى نتنياهو أيضا منصب وزير الدفاع، وعليه ملقاة المسؤولية عن المفاجآت الاستراتيجية، وعن إعداد إسرائيل العليل للانعطافة في السياسة الأمريكية، والتصدي للقدرة العسكرية الإيرانية، وهذا سبب حيوي آخر لإنهاء ولايته”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here