على أبواب السفارات !

فراس الغضبان الحمداني

لعلها صورة مشرقة أن تكون لدينا منظمات مجتمع مدني وناشطين ومدونين رائعين لا يضعون أعينهم على أبواب السفارات ، ولا يبحثون عن التمويل الأجنبي ولا يعملون بحسن نية لحساب دول أخرى تريد تخريب وطنهم .

لا توجد دولة على وجه الأرض تقدم مصلحة العراق على مصلحتها حتى لو كان حاكم تلك الدولة نبيا أو ملاكا أو قديسا فهو في النهاية مسؤول عن تأمين حاجات شعبه وإلا ثاروا عليه ، وتلك الدول تدفع بعض المال لشراء ذمم رجال سياسة ودين وصحفيين ومدافعين عن الحريات بهدف إختراق مؤسسات الدولة وإضعافها والهيمنة عليها وسلبها القرار عبر وسائل وخطط معدة مع دفق إعلامي هائل يلتقي مع تراكمات من الحرمان والألم والمطالب والرفض والإختلاف في وجهات النظر وعدم الإيمان بنظام الحكم من جهات بعينها ويشكل ذلك تسونامي لا يمكن مواجهه .

أتهم بعض الزملاء بأنهم عملاء لسفارات وأنهم يتلقون الأموال من هذه السفارة أو تلك وعبر مصادر مختلفة ولعل دولا من مصلحتها أن تدفع كالولايات المتحدة والسعودية وإيران وقطر وسواها ، وأعرف أن زملاء وزميلات يذوبون شوقا للقاء مسؤول في سفارة ما وكأنهم عشاق وكأن السفارة مكان لمطارحة الغرام وليس لبيع الأوطان .

يمكنك أن تغير سكنك وتشتري سيارة حديثة وتتخلص من ماضيك البائس وتكون لك علاقات جديدة وظروف مختلفة وقد تسافر لدول عدة وتتغير لديك الصور ولكن تذكر أن ذلك كله لا قيمة له حين تكون عميلا رخيصا لدولة اخرى .

أتذكر جيدا الحملة التي قادتها الحكومة المصرية على المنظمات والاشخاص الذين يحصلون على الدعم الخارجي ويحرضون على التظاهر ودعاوى نشر الثقافة الديمقراطية وهم يدركون أن ذلك سلوك مرتبط بإجندات مخابراتية للسيطرة والتحكم وإخلال النظام العام ونشر الفوضى والإضطرابات والمفاهيم الغريبة عن الثقافة المحلية الأصيلة والتعاليم الإنسانية العالية والقيم التربوية والعادات والتقاليد المحترمة .

يجب أن يفهم الجميع أن حماية الوطن أهم من نشر الخرافات والأكاذيب والثقافات الدخيلة ويجب التصدي بكل قوة لأي محاولة لتخريب البلاد تحت شعارات زائفة ومخزية .

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here