حول نتائج التحقيق في جريمة قتل المتظاهرين

بعد انتظاروتسويف,تخللتهما,انباء متضاربة,سربت,وتحدثت عن مساومات وتهديدات وتصفية حسابات,طالعتنااللجان التحقيقية بنتائج ماتوصلت اليه,والتي كانت كما توقعنا,كلام عريض مبهم,لارأس له ولااساس يستند اليه,
حيث لم يوجه الاتهام الى اي من قادة الدولة,أوزعماءالحشد,بالتنفيذ المباشر,أو حتى اصدار الاوامربقنص المواطنين
فقط ,مجرد اخطاء ارتكبها بعض المسؤولين الامنيين الكبار,ونتج عنه انفلات امني
وتصرف فردي من قبل اشخاص!مدفوعين من قبل جهات معينة!ونتيجة لذلك فقد عوقب بعض المسؤولين الامنيين الكباربالنقل أوالاعفاء من الوظيفة(وربما صرفت لهم مكافئة نهاية خدمة)
هكذا وبكل بساطة,تسجل الدماء الشابة الزكية الطاهرة,والتي لم تفعل شيئا سوى الانتفاض من اجل حقوقها وكرامتها,كمجرد ضحايا لاخطاء ارتكبهابعض الحمقى الغيرمنضبطين,وكأن القضية هي مجرد وقوع خسائر مادية وتحطيم بنى تحتية,وليس ازهاق ارواحا زكية لشباب بعمرالزهور,قتلوا بدم بارد
ذلك يذكرنا بالجريمة التاريخية الكبرى,عندما ارتكب قادة عسكريون كبارجريمةالهرب من ارض المعركة,وسلموا الموصل التي كانوا مكلفين بحراستها وحمايتها لحفنة من الدواعش,وتركوا ملابسهم العسكرية ورتبهم مهانة في ارض المعركة يلهو بها الصبيان امام كاميرات الاعلام,ورغم ان تلك الجريمة لو كانت سجلت ضد رئيس عرفاء وحدة,لعوقب بالاعدام,وحسب القوانين العسكرية المعمول بها في اغلب بلدان العالم,ثم ماتلى ذلك من جريمة تاريخية بشعة في معسكر سبايكر
لكن احدا لم يعاقب,بل بعد ذلك بايام قطعت الطرق المؤدية الى نادي الصيد بسبب حجزه من قبل الفيلد مارشال عبود كنبر,والذي كان القائد الاعلى للفرق العسكرية التي هربت من الموصل,اي انه كوفئ على جريمته النكراء
بعدها شكلت عدة لجان حققت في اسباب,وكيفية ومسؤولية سقوط الموصل,وتداعيات واسباب جريمة سبايكر,ولكن وحتى هذا اليوم لم يحرك ساكنا,ولم يعاقب احد
هكذا عومل العراقيون,من قبل الطغمة الفاسدة التي تصبت لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته الوطنية,باستعلاء واستكبار واحتقار,واستهزاء
لكن,اليوم ليس كالامس,فقد طفح الكيل,وهيهات ان يقبل الشعب,بمثل نتائج التحقيقات الصورية,تلك,والتي يقوم بها الجاني نفسه!فقد تبين بشكل واضح وجلي بأنها استعراض هزيل,ومجرد محاولة لخداع الشعب واقناعه بان هناك لجان قضائية مهتمة بما حدث وتعمل من اجل احقاق الحق,ومعاقبة المعتدين,لكنها تعتمدالتسويف والمماطلة حتى ينسى الشعب ما كان قد حدث,أو يغلف قلبه اليأس
لذلك فعلى اللجان التحقيقية ان تجيب على الاسئلة التالية
اولا:-من هم الذين نفذوا وقتلوا المتضاهرين الابرياء,اسمائهم وانتمائاتهم
ثانيا:-من هي الجهات التي دفعتهم الى ارتكاب تلك الجرائم؟يجب تشخيصها بدقة ووضوح
ثالثا:-فقد سربت وسائل التواصل الاجتماعي صورا واسماءا لمن قيل انهم ارتكبوا جرائم القنص,ورغم ان احدا لم يقدم دليلا دامغا,الا ان الشعب يريد ايضاحا,ومقابلة علنية معهم والتحقيق فيما نسب اليهم من اتهام
وبعد الاجابة على هذه الاسئلة
يجب تقديم الجنات الى محاكم علنية,باسرع وقت,والسماح لوسائل الاعلام المرئية بنقل بث مباشر,لجلسات المحكمة ,لكي يستمع الشعب الى الحقيقة,كما هي,وبكل وضوح وشفافية
كما يجب ان لاتطول وتسوف المحاكمات,لأن,لأن المتهم مشخص,وادوات الجريمة معروفة

,وحتى الهارب,يحاكم غيابيا,ويجب تكليف الانتربول بالقبض عليه,أوالتشكي ضد الدولة التي ترفض تسليمه
كل ذلك يستدعي وجود قضاءا عادلا نزيها,ووقفة جدية,ومسؤولة من قبل وزارة الداخلية,والتي يجب ان تتولى القاء القبض على المتهمين وتسهيل تقديمهم للعدالة لينالواجزائهم,العادل,,واكرر,أن تكون المحاكمة علنية,بالختام اقول:-ان
الشعب قد ثار,ويوم الاول من تشرين هو البداية,ويقينا ان الامور لن تعود كما كانت,وان 16 عاما من عمرالزمن,ليست الا لحظة في عملية كتابة التاريخ,تلك السنين العجاف كانت صفحة سوداء في تاريخ العراق العريق

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here