من يقتل شعبه ليس منه

عبد جعفر

نهر من الدم، وجبال من الإهمال والفساد والعبث بكرامة المواطن وحريته، أصبحت الحدود الفاصلة بين الشعب وسلطته.

رئيس الجهاز التنفيذي (رئيس الوزراء) يمعن بالإرهاب والقتل، ويعتبر عدم خروجه من الكرسي الأول هو الحفاظ على التوازن وعدم ضياع البلاد بالفوضى. والبرلمان (ممثلو الشعب سابقا) بلع اكثره لسانه وسكت، هرب من هرب واعتكف من اعتكف، سوى بعض تحركات رئيس البرلمان الذي يبدو كالحاوي يحرك ثعبانه ،عبثا، ليجلب الجمهور أليه. أما الرئيس الجمهورية – حامي الدستور- أصبح وجوده مثل عدمه، وهو في إمكانه حل البرلمان والاعلان عن حكومة طوارئ، ولكنه يكتفي بتغريدات ينطبق عليها قول الشاعر (كأننا والماء حولنا/ قوم جلوس حولهم ماء).

اما المصيبة الكبرى فجاءت من السلطة القضائية، التي اساءت الى تاريخ القضاء برمته، باستحضار قانون البعث المقبور في اعدام كل من يهاجم او يخرب المباني الحكومية.

ونحن بالتأكيد ضد أي تخريب، ولكن هل الحائط او الحجر اهم من الانسان؟ ولماذا لا تفعل السلطة القضائية قوانين الردع ضد قتل المواطنين السلميين في الشوارع، ومن ينهب البلاد والعباد ويعبث بقوت الشعب وكرامته وجعل الوطن مستباحا للقاصي والداني؟

أنظمة سابقة مارست هذه الأساليب، جمعت كل إرهاب الدولة بقوانين قمع لا مثيل لها، رغم انها تعرف ان السيف لا يقطع الهواء، وانتهت بالمزبلة من عيدي امين آكل لحوم البشر، الى صدام الذي وعد بترك العراق ترابا بعده، الى غيرهم من الجلادين الكبار والصغار في العالم.

لو كان الشهيد شمران الياسري (أبو كاطع) معنا ، لسألته عن جوابه لهذا الحال لقال لي:

-ذيچ السنه ابن الشيخ صار عصبي …جر المسدس وكتل فلاح..

اجو اهل المگتول للشيخ يعاتبونه.. واحد منهم گال للشيخ : ترضى يا امحفوظ ابنك يگتل اخوي بأول چيله.. وما يكتفي: انوب يوصل بصفَه ويضربه اربع چيلات وهو ميت؟

وچان ايصيح الشيخ: ولكم وصلت لهالحد ولكم وصلت وكاحة عيونكم لهالحد ..تتهمون ابني ضارب خمس چيلات وهو ما ضرب غير چيله وحده.

ولكن انه ما يهمني الچاتل ولا المچتول.. تهمني سمعة بيت بروش اويلاخ.. يا سمعة بيت بروش ولكم هاي چبيره ما اسكت عنها لازم ..آخذ منكم حشم واصون (سمعة بيت بروش)!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here