شعب يرقص على جراحه

خالد ألقيسي
جُند ألله نهضت
لتغسل عار الفاسدين
وتكنس أزبال ألمدينة
في بركة مستنقع الخضراء
لتمزيق دجى بغداد ألحزينة
ما أَروع ألاصوات ،عندما إنبرى شباب وفتيان آمنوا بالوطنِ فمزقوا أثواب ألصمت ، وسارت جموعات وزرافات حاشدة في ألعاصمة بغداد والمحافظات وألقصبات وألاطراف في جذوةٍ لم تهدأ ولم تنم ، لتحاصر حلقات ألفاسدين وتغلق ُطُرق ألهروب عليهم ، بعد أن أيقن ألجميع إن منظار ألفساد لانهاية له في نهب مستشري وسحت بلا حساب ، أنبت مخالبه في كل مفاصل ألدولة ، حصدها ألاداري والنائب وألسياسي كل على هواه ، من تمتع بإمتيازات المال ، ألمناصب ، الحرير، السيارات ، ألسفرات ، ألبيوت الفارهة وألحمايات ، وكأن مناشدات ألخيرين والنزيهين وألجياع لحل معضلات ألبلد وفقر ناسه ترقص على لظى وتصطدم بحائط سمنتي أصم وصمت عميق .
أغمضنا ألعينين وغضينا ألطرف وجلسنا خلف ألابواب 16 عشر عاما ننتظر في حياة واهنة ، خوفا من ألموت ومن عصابات ألعابثين بألامن وألقانون ، وأفقنا على مصائب وويلات ألدواعش ، لتتردى عيشتنا ومقامنا وينتشر شعاع ألقتل وألتفجبرات بما لا يخطر على بال ، توارت مشاهده ألدموية بتضحيات فئة مؤمنة بأللِه وصوت ألمرجعية ، فردوس أسوار ألمدينة ألحشد ألشعبي .
تلاشى ألصمت ورفعت حواجز ألإنتظار بهمة فوارس ألصيحة ( سلمية ..سلمية ) لتلوي عنق ألظلم وألراقصين على دماء ألفقراء وألمعدمين ، ومن يدعي تضامنه مع ألمتظاهرين ويركب ألموجة رياء برجل داخل ألحكومة ورجل يوهم ألناس بالمعارضة !! ليزداد ربحاً وصوته ساري على من قعد في بيوت ألطين وألجوع وإسترخى ألعذاب .
سيمضي ألشباب ألمتظاهر في عزم ألتغيير، ما زالت رموز ألفساد ومن يدعي ألإيمان تحكم ألبلاد ، ونراها أليوم عندما حمى وطيس المحاسبة بهتافات ألآلم ، منها شدت حقائبها ، ورزمت دفاتر دولاراتها ، لتتوارى في شوارع ألغرب ودول ألجوار لتمضي بقية أيامها ألقريبة ألتلاشي بما مترع من كؤوس أموال ألحرام ، ومنها من إعتصم في بوفية 5 نجوم !! لماذا لا تعتصمون بشوارع ألمتظاهرين ؟ ومنها من ذهب ألى أحضان عشيرته ألتي تؤيه تراقب ألمشهد كما كانت ألحال في معركة تطهير ألارض من ألدواعش .
مللنا من هذه الوجوه ألكالحة ، وليبقى نباحها بعيد وظلامها لا يعود وتختفي أبواقها ومعسول كلامها الى زوال ، ألتي أثرت على حساب ألشعب بشروق شمس ألعراق ألجديد .
رغم دربنا ألطويل في مجاهدة ألفاسدين ، سينفرط عقدهم ويهوى ركبهم ، حينها نرفع شراع ألنصرمع كل صيحة وفرحة لناس ألبلاد في عرضها وطولها وكل مكان قريب أو بعيد ، ويعود رغيف ألخبز وضحكات ألطفولة الى وطن جريح وطن الحضارات وألمقدسات .
إن إختفى ألضياء في فترة ألشر وألزمن ألعصيب ، أعاد ت أنواره من قلب ألظلمة أرواح شهداء ألحشد ، فأخوانهم أبطال نصرة ألحق ألتي ضمتهم ألطرقات تدق أبواب ألفساد ، وستزف نور ألشمس ألى ألجياع عندما تسقط جدران ألمحاصصة وتهوى حسابات ألتوازن وألتوافق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here