الدعوة الى أسقاط الحكومة يعني الدعوة الى الفوضى

أثبت بما لا يقبل أدنى شك ان الحكومة فاشلة وفاسدة وعاجزة عن أنجاز المهمة التي كلفت بها ومن الطبيعي مثل هذه الحكومة ستكون رحما وحاضنة وراعية للفساد والفاسدين في كل مكان من العراق وفي كل المجالات من القمة الى القاعدة حتى أصبح العراق بلد الفساد والفاسدين حيث أصبح الفساد هو القوة الغالبة والفاسدون هم السادة وهم المتسيدون مما أدى الى أنهيار القيم الأخلاقية والأعراف الأجتماعية الأصيلة وحلت الفوضى في كل المجالات لهذا أصبح القضاء على الفساد والفاسدين ليس سهل بل صعب جدا ومع ذلك ليس مستحيل اذا تهيأت عناصر صادقة مخلصة للشعب والوطن هدفها خدمة الشعب وتحقيق رغباته وحماية كرامته وثروته وتجنيد أنفسهم من أجل خدمة الشعب لا يشغلهم اي شي غير خدمة الشعب

السؤال الذي يطرح من أين نأتي بالمسئول الصادق الأمين ولماذا لم نجد مسئول واحد صداق وأمين وهل المسئول الصادق الأمين هو الذي يفرض نفسه على الشعب او الشعب هو الذي يختاره

أثبت بما لا يقبل أدنى شك اي مسئول يصل الى الحكم عن طريق القوة ويفرض نفسه بالقوة سواء بالثورة الشعبية أو بأنقلاب عسكري انه مسئول فاسد ولص مهما صبغ شكله وغطى نفسه بكل الأغطية البراقة ومهما كانت ألوانها وهذه حقيقة واضحة لا يمكن أنكارها

وهذا يعني ان المسئول الصادق الأمين يأتي به الشعب وهذا يتطلب شعبا واعيا مدركا للواقع كل الوعي وكل الأدراك فاهما لكل التحديات التي تواجهه ولكل السلبيات التي يريد تغييرها والايجابيات التي يريد وضعها والا فانه يختار المسئول الفاسد من حيث لا يدري لان اللص الفاسد له القدرة على الخداع والتضليل ويمكنه ان يحقق

مراميه وأهدافه بسهولة والوصول الى كرسي القوة والنفوذ وبالتالي يمكنه ان يفسد العباد والبلاد

نعود الى دعوة اسقاط الحكومة النظام العملية السياسية الديمقراطية والعودة الى نظام صدام وأعلان الحرب على ايران وضم العراق الى ال سعود لكل مفردة من هذه المفردات انصارها ومؤيديها ولها من يسعى الى تنفيذها باي طريقة من الطرق

صحيح في العراق دستور وقانون ومؤسسات دستورية وقانونية ولكن مجرد حبر على على الورق ليس هناك من يحترمه لهذا أصبحت المشكلة ليست عدم وجود البديل في حالة اقالة رئيس الحكومة رئيس الجمهورية اي مسئول كبير آخر بل المشكلة هي عدم أتفاق الكتلة السياسية على البديل

المعروف ان الطبقة السياسية كلها تنطلق من مصالحها الخاصة لهذا لا يتفقون على البديل الأكثر أخلاصا والأكثر صدقا والأكثر أصلاحا والأكثر تضحية والأكثر قوة وتصميم أبدا بل سيتفقون بعد

المماطلة والأخذ والرد على الأكثر فسادا والأكثر ضعفا

من هذا يمكنني القول ان اسقاط حكومة عادل عبد المهدي ستؤدي الى خلق فوضى عارمة في البلاد التي تؤدي الى حرب أهلية وبالتالي تسمح لداعش الوهابية والصدامية بالعودة لحكم البلاد وتقسيم العراق

ولو فرضنا أنهم أتفقوا على البديل يعني على الأكثر فسادا والأكثر ضعفا وهذا ما كان طيلة ال 16 عاما الماضية عندما بدل الجعفري بالمالكي وبدل المالكي بالعبادي وبدل العبادي بعادل عبد المهدي والعراق يسير من الأسوأ الى الأكثر سوءا

ولو نظرنا نظرة موضوعية لهذا التغيير والتبديل لاتضح لنا الخلافات والصراعات الشخصية بين زعماء الحركة الشيعية وعدم وجود زعامة واحدة صادقة ومخلصة منطلقة من مصلحة العراق والعراقيين لها خطة واحدة وتملك ارادة وعزيمة لا تخاف ولا تجامل في تطبيق وتنفيذ هذه الخطة لا شك ان عدم وجود مثل هكذا قيادة شيعية سهل

للقوى المعادية للعراق بشكل عام والشيعة بشكل خاص وفي المقدمة ال سعود وكلابها الوهابية والصدامية في العراق ان تفرض مطالبها الغير شرعية والغير قانونية على قادة الكتلة الشيعية وفرض شخصيات فاسدة أرهابية كان هدفها أفشال العملية السياسية وذبح العراقيين الشيعة وتقسيم العراق الى دويلات تحكمها عوائل

وفعلا نجحوا في تحقيق كل ذلك للأنهم درسوا طبيعة قادة الشيعة ونفسيتهم وما يرغبون وما يتمنون انهم يريدون الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا انهم يريدون المال ففتحوا لهم الباب أي باب الفساد على مصراعيه وبالتالي فتحوا امامهم باب المنافسة فانشغلوا في جمع المال مقابل سكوتهم عن عملية نشر الفساد والارهاب وسوء الخدمات

وهاهم ساسة الشيعة محاصرون من قبل الشيعة انفسهم يريدون عمل وتعليم وصحة وماء وكهرباء فبدأ احدهم يتهم الآخر لا يدرون انهم وحدهم يتحملون مسئولية كل ما حدث ويحدث

فالشيعي الحر العراقي لا يهمه ذبح الصدر والحكيم والمالكي والعامري وكل من حوله من الفاسدين واللصوص واسر نسائهم ونهب اموالهم لو كان ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية تكتفي بذلك فقط لكنها تريد ذبح كل شيعي وسبي واغتصاب كل شيعية وتهديم مراقد اهل البيت وفرض الدين الوهابي الظلامي

ليت غمان الشيعة يدركون ذلك ( الحكيم والصدر والمالكي والعامري واليعقوبي ومن حولهم)

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here