الانقلاب الصهيوامريكي في لبنان

كتب الدكتور سمير محمد ايوب

يا رب لا تهجر سما لبنان
البحث عن الحقوق المعيشية والسياسية ، بين تضاريس التجويع وحرائق الطائفية ولهيب المذهبية ، حق صحيح وضروري . ولكن دونه وخز القتاد ، فهو كالسير بأقدام عارية ، فوق جمر متقد .
لينجح مسعى كهذا بشكل جاد وهام ، لا بد من الاعتراف بداية ، بان الفساد وتجريف حقوق الناس ، متجذر راسخ وقديم قدم النظام السياسي في لبنان . ولا بد من الاعتراف بأن تعميم تهمة الفساد ، فسادٌ فاسق ، فيه تعمية متعمدة ومشبوهة ، على الفاسدين الحقيقيين وحماية لهم .
منذ اقتطع لبنان جغرافيا بالقوةعن سوريا ، وتاسيس كيانه السياسي المعاصر ، ومنظومته السياسية السائدة ، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ، والحقد الاكبر المقيم فيه ، ثقافة طائفيةعميقة ، باتت شبه جمعية . مذاقها مذهبي ، تطل ناعمة من كل التشققات المفصلية والفرعية ، وعابرة للحدود . والانتقام فيه مناطقي متجول متحول ، وفي متناول كل يد . واقع مثل هذا مأزوم دائما للأسف ، يبقي لبنان وطنا ، في مهب كل ريح خارجية .
الجماهير اللبنانية المسحوقة من كل الطوائف ، تواجه عصابة تحمي مصالحها ، بصراع متعدد اليفط والشعارات . يتكئ على الكثير من النتوءات المنفرة ، في مدارس التخريب الناعم ، نتوءات لم تعد تصلح إلا لمهرجانات التكاذب ، وتهريج خرافات من خارج ثقافة العصر . .
في ظل الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان ، أرسل السيد حسن نصرالله ، في كلمته الاخيرة ، برسائل لا لبس فيها للداخل والخارج . فاجأت الواهمين المتربصين . مفاد تلك الرسائل ، ان القوه العسكرية للمقاومة ، جاهزة للتصدي لاي عدو . وتعمل بشكل طبيعي مستقل ، وبجهوزية عالية ، مهما كانت انشغالات القيادة السياسية لها . ومهما كانت تحولات او مخاضات الداخل اللبناني .
عصا المقاومة قوية كعصا سيدنا موسى ، قادرة على التهام افك العملاء والتابعين . وطمأنة المخلصين من احرار لبنان والعرب ، على ان الانقلاب الذي كان يعد ضد لبنان قد فشل حتى الان . وان الجيش اللبناني يسهم في منع تقسيم لبنان ، وشل الحركة فيه . وأن كل خطوط الامداد امام المقاومة باقية ومفتوحة . وهذا بحد ذاته ، مصدر قلق وغضب العدو الصهيوامريكي ، والمتصهينين من العرب ، وتابعيهم في اخطبوط المصالح والحكم والنهب في لبنان .
في المحصلة ، للخروج من انفاق الطائفية وشوائبها ، وتأمين الحد الأدنى للإستقرار ، وتلبية الحد الادنى من مطالب الناس ، التي كانت سبب نزولهم الى الشوارع ، وتأسيس مجتمع منسجم بعيدا عن المتسلقين ، لوجع الناس وانتفاضتهم ، وناسفي الحياة فيه ، المتماهون مع مصالح العدو الصهيوني ، لا بد من تصميم وبناء مستقبل لبنان ، بدلاً من ترميم ماضيه ، لا بد من تفعيل نقاشات فكرية ، تليق بوجهات النظر وتقريبها ، بعيدا عن العقول المقفلة ، او المدارة بريموتات البترودولار . وتنظيم الانتقال من شعارات المشاعروالمواقف الغاضبة ، الى خطط عملية موثوقة قابلة للتنفيذ ، وتلبية احتياجات الناس ومطالبهم ، التي انطلق حراكهم لأجلها .
الاردن – 3/11/ 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here