سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان ما تقوم به ادارة ترامب من استهداف للقضية الفلسطينية لا يقل خطورة عن وعد بلفور المشؤوم “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن مؤامرة صفقة القرن وقرارات الادارة الامريكية التعسفية والعنصرية بحق شعبنا الفلسطيني انما تأتي استكمالا لوعد بلفور الذي تسبب في تشريد الشعب الفلسطيني وسلبه ارضه ، وقال سيادته بأن وعد بلفور هو وعد جائر وباطل ومرفوض كونه يستهدف حقوق شعبنا الفلسطيني وهذه البقعة المقدسة من العالم التي جذورنا عميقة في تربتها .

ان بريطانيا وحلفائها هم الذين كانوا سببا في النكبة التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني عام 48 والتي ادت الى اقتلاع هذا الشعب من وطنه وتشريده وها هم الفلسطينيون اليوم منتشرون في مخيمات اللجوء ينتنظرون تحقيق عودتهم الى وطنهم .

وقال سيادته بأن شعبنا لم يكلف احدا لكي يتنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها .

ان ترامب تعمد بعد مرور مئة عام على صدور الوعد المشؤوم باتخاذ جملة من القرارات العنصرية والاجرامية بحق الشعب الفلسطيني وابرزها قرار الاعتراف بمدينة القدس الفلسطينية عاصمة لدولة الاحتلال بالاضافة الى جملة من القرارات السياسية والاقتصادية الاخرى .

ان ما يقوم به ترامب والادارة الامريكية لا يقل خطورة عن وعد بلفور وندعو للتصدي لعنجهية ترامب ومجموعة مستشاريه الذين يعملون بتعليمات من السلطات الاحتلالية بهدف تصفية القضية الفلسطينية .

ان التصدي لهذه المؤامرات لا يمكن ان يكون فقط باطلاق الشعارات وانما بالعمل على الارض واستنهاض كل الهمم وحشد الطاقات على المستوى المحلي والعربي والمسيحي والاسلامي والدولي .

وقال سيادته بأن المؤامرة الامريكية ومعها حلفائها على فلسطين لا تزال قائمة ولكن وجب التأكيد بأن صفقة القرن التي تلوح بها الادارة الامريكية لن تمر والفلسطينيون يرفضون هذه الصفقة جملة وتفصيلا وان افشالها ليس امرا مستحيلا ولكن هذا يحتاج الى مزيد من الوحدة واللحمة والوعي والصدق والاستقامة والوطنية الحقة كما انه يحتاج الى مواقف عربية اكثر وضوحا تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام وتجاه صفقة القرن بشكل خاص .

مطلوب من الشعب الفلسطيني الا ينسى مؤامرة وعد بلفور والتي تسببت في ضياع حقوقه وتشريده من ارضه وان ترامب يصر على استكمال فصول بلفور من خلال اطلاق مؤامرة صفقة القرن التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس ويضاف الى ذلك 11 قرارا تعسفيا اتخذتها الادارة الامريكية ضد الشعب الفلسطيني خلال العامين المنصرمين .

ان شعبنا الفلسطيني ما زال يعيش النتائج الكارثية لوعد بلفور والتي تركت المجال امام الهجمة الاستيطانية التي شجعتها قرارت ترامب العنصرية ودعمه اللامحدود .

ان وعد بلفور ودعم ترامب للاحتلال ساهما في انجاح المشروع الاستعماري وفتح المجال امام الاحتلال لتمرير مشاريعه في فلسطين الارض المقدسة .

يجب ان تقوم بريطانيا بالاعتذار عن الجريمة الاستعمارية التي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني وقال بأن المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية منذ وعد بلفور لا تزال قائمة بل وزادت في ظل الادارة الامريكية الحالية التي اخذت على عاتقها مسؤولية استكمال فصول هذه المؤامرة .

ان ترامب يحاول ان ينهي القضية الفلسطينية من خلال قراراته ونيته فرض الحل في المنطقة وفق الرؤية الاسرائيلية ولكنه لن ينجح في ذلك لان الفلسطينيين جميعا والاحرار من ابناء امتنا العربية يقفون له بالمرصاد كما ان اصدقاءنا في سائر ارجاء العالم يرفضون هذه الصفقات المشبوهة التي تستهدف القضية الفلسطينية .

ندعو لوقف الهرولة نحو التطبيع والتصدي بحزم لقرارات ترامب والوقوف مع الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل انتزاعه حقوقه الوطنية الغير قابلة للتصرف ومن اجل تعزيز صموده في ارضه ووطنه وتمكنيه من احباط صفقة القرن الامريكية.

وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى مشاركته في ندوة اقيمت في العاصمة المغربية في الرباط في ذكرى وعد بلفور المشؤوم حيث خاطب المشاركين في هذه الندوة من القدس وعبر وسيلة الفيديو كونفرنس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here