تحية للجزائر والخزي لطغاة الخضراء

ساهر عريبي
[email protected]

تشهد الجزائر حراكا شعبيا متواصلا دخل أسبوعه السابع والثلاثين على التوالي. يطالب المحتجون بالقضاء على الفساد وإبعاد رموز النظام السابق عن مفاصل الدولة وتوفير الظروف المناسبة لتنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة, لايشارك فيها رموز العهد السابق.

نجح هذا الحراك وبعد ستة أسابيع من انطلاقه في شتى أرجاء الجزائر, نجح في إجبار الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة على الإستقالة, بعد ان حكم البلاد لمدة عشرين عاما متواصلة. بلغ الفساد في عهده اوجه بعد أن هيمنت عائلته وحلفاؤه على موارد البلاد الإقتصادية في بلد نفطي تتفشى فيه البطالة, والأوضاع الإقتصادية السيئة.

لكن شعب المليون شهيد نزل الى شوارع الجزائر وساحاتها في تظاهرات عارمة نجحت في اقصاء بوتفليقة. وكان اللافت في هذا الحراك أن المؤسسة العسكرية والأمنية لم تامر بإطلاق النار على المتظاهرين! ولم تراق ولحد اللحظة وبرغم استمرار الحراك قطرة دم واحدة! فقوات الجيش والشرطة تعي بان مطالب الشعب محقة, ولذا فهي تأبى ان تقف في صف الفاسدين وتطلق النار على أبناء الشعب المطالبين بالإصلاح! تعطلت الحياة في الجزائر, ولكن لم يتهم احد المتظاهرين بان هناك من يحركهم من الخارج.

وصلت الأزمة الى اوجها عندما اعلن الجهار القضائي في البلاد الأسبوع الماضي, إضرابه عن العمل ومقاطعته للإنتخابات المقبلة مما يعني فقدانها للشرعية! ولازال الجيش ضابطا اعصابه ويأبى اللجوء الى القوة لوقف الحراك الشعبي الهادر. وهنا لابد من الإشارة الى ان السلطة في الجزائر ليست بيد اسلاميين سواء كشخصيات او احزاب اسلامية, بل بأيدي طبقة علمانية محبّة لشعبها وبلادها.

وبالمقابل فإن الطبقة السياسية الإسلامية التي تهيمن على مقاليد الحكم في بغداد! التي أطبق صيت فسادها الآفاق خلال الستة عشر عاما الماضية, حتى تربع العراق بفضلها على عرش الفساد العالمي! فلم يردعها دين ولا أخلاق ولا قيم انسانية من ان تامر قواتها بإطلاق النار على متظاهرين عراقيين عزّل, رغم ان هناك الف سبب وسبب يدعو لقيامهم بالثورة ضد هذه الطغمة الفاسدة والفاشلة.

فأسباب الثورة أكثر عددا من مثيلتها في الجزائر بل لا وجه للمقارنة بينهما, والمستغرب هو صمت العراقيين وصبرهم وعدم تحركهم وليس ثورتهم ضد الفساد والطغيان. لكن هذه الحراك العراقي المشروع تعرض الى حملة تشويه لا مثيل لها في تاريخ العراق, حيث المراكز المتخصصة التي لا تتورع عن نشر الأكاذيب وفبركة الأخبار وتتبع مساؤى تظاهرات شعبية عفوية كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة, رغم أن هذا الحراك يمثل“صفحة مشرّفة ومشرقة في تاريخ العراق“ كما وصفه المفكر العراقي محمد عبدالجبار الرفاعي.

لقد أراقت هذه الطبقة الفاشلة والفاسدة والمجرمة دماء أكثر من 250 متظاهر أعزل خلال شهر واحد فقط, وبالمقابل فلم تراق قطرة دم واحدة في الجزائر بعد مرور تسعة شهور على اندلاع حراكها. فتحية للجزائر سلطات وشعبا, والخزي والعار لحكام بغداد وتحية للمتظاهرين العراقيين الأبطال الذي سطّروا بدماءهم وصمودهم ملحمة سيكتبها التاريخ بأحرف من نور, فيما سيظل الخزي والعار يلاحق هذه الطبقة التي دخلت في نفق الإجرام بعد الفساد, وأما رئيس الوزراء وهو اسم على غير مسمى فقد باع آخرته بدنيا غيره من الفاسدين, بعد ان تلطخت أيديه بدماء العراقيين الطاهرة.

فهذه الطيقة أثبتت بمراتب انها أطهر وأنقى من

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here