الشرق مكب نفايات الغرب فلماذا نستغرب الحرائق التي فيه!!؟

عباس راضي العزاوي
لست متشائما بطبعي ولكن لا أجد مايبدد هذا الشعور المقرف حتى لمائة سنة قادمة, فمنذ فجر سقوطنا وفشلنا بمواكبة العصر ونحن نجتر تاريخ اجدادنا وعلومهم التي أنقرضت واصبحت من مقتنيات المتاحف العالمية, يشار اليها كأثر قديم كما يشار الى ان اصل الانسان,هو القرد ولكن هل سنعود لحالة القرد؟ ونتدرج من جديد لنرتقي ونتحضرطبعا لا, فالعالم يتقدم بسرعة هائلة ولاينتظر احد.
تحول الشرق منذ عشرات السنين الى مجرد مغارة “علي بابا ” مغلقة بحجر يتحرك من مكانه بكلمة سرية متفق عليها ليسمح للصوص بالدخول,هكذا هو الشرق بعيون الرجل الاشقر المتحضر الانيق , الجشع, والبرجوازي المتغطرس, مغارة يحيط بها الظلام والحيوانات المتوحشة والافاعي, ولكي يمراللصوص وقطاع الطرق والمرتزقة ويغترفون منها مايطيب لهم, عليهم الخلاص اولا من بعض هذه الكائنات المؤذيه والمحيطة بالمغارة , فليس من المعقول ان تتحكم مجموعة كائنات بدائية بهذه الثروة الهائلة.
في القرن الماضي تحول الشرق الى مستعمرات خاصة للدول العظمى بعد انسحاب جيوشها المحتلة ,وبدات مرحلة جديدة لاتحتاج لقوات عسكرية تضمن تدفق النفط بانتظام وبالاسعار التي يحددها ذو العيون الزرقاء, فكل شي ممكن ان يرتفع سعره لاسيما مايصنع في الغرب الا النفط , يجب ان يحافظ على اسعاره المنخفضة.
فاصبحنا سوق هائلة للمنتجات الغربية ياخذون النفط رخيصا ويصدرون لنا البضائع الرديئة باسعار خيالية ,,فكل شي في الشرق مستورد ,الملابس, السيارات , النظريات , الافكار , الديمقراطية , الحرية , الانتخابات ….الخ ..
هذه المنتجات الضرورية صنعت للتصدير فقط و هي اساسا غير صالحة للاستهلاك الغربي, ولان الرجل الاشقر برغماتي جدا في تعاملاته اليومية , يصدر البضائع السيئة ويحتفظ دائما بالمنتوج الجيد لشعبه, ويتكتم على الخلطة السرية لهذه المنتوجات, كي نبقى في حاجة دائمة اليه,اذن نحن مكب نفايات عظيم للبضائع الغربية.
وعلينا ان نتذكر ايضا بان مانحصل عليه هو نتاج المادة بعد معالجتها اوروبيا, وبالتاكيد لاتصدر لنا معها الذهنية التي اوجدتها, لهذا تجد ان جميع مايصدر لنا لايتوافق وذهنية الشرقي, فالنتائج تكون مختلفة تماما, ولاننا شعوب استهلاكية للمواد والافكار لايمكن لنا ان نطور حتى اساليب استخدام هذه الافكار والمفاهيم الغربية , او ربما نحن لانمتلك الذهنية التي تستطيع ان تستوعب فكرة الديمقراطية مثلا او الحرية وحدودها.
فتصور ان تاجرا شعر بان السوق الشرقي الذي يدرعليه مليارات الدولارات سنويا , تتعرض بعض الدكاكين المهمة فيه للخطر من قبل بعض الحفاة او الذين جعل منهم حفاة بجشعه ولصوصيته المقننة عشرات سنين.
فهل سيقبل ان يتنازل عنها بسهولة ؟ ليُحرم ربما من رحلات الصيف القادم بيخته الخاص, او تقل كمية الشمبانيا التي اعتاد على شربها في حفلاته الليلية, او كمية الكافيار, او سكائر الهافانا!!!.
لا ياعزيزي سيحرق السوق ومن فيها , وربما يحرق المدينة واهلها كي تكون عبرة لباقي المتمردين في الشرق ان فكر احدهم يوما ان يقطع قناة تدفق الثروات لخزائنه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here