من يستطيع حماية الأرمن السوريين؟

أحمد الخالد

أصبحت عملية “نبع السلام” التركية صداعاً حاداً لجميع أطراف الصراع السوري ولكن أولا وأخيرا للولايات المتحدة التي وجدت نفسها أمام خيارين الذان يستبعدان أحدهما الآخر: حفاظ على العلاقات مع حليفها في حلف شمال الأطلسي تركيا أو وفاء بوعود قطعتها واشنطن للأكراد السوريين، شريكها الأساسي في سوريا.

حددت تركيا الأكراد السوريين كهدف أساسي للعملية “مكافحة الإرهاب” لأن السلطات التركية تعتبر قوات سوريا الديمقراطية تنظيماً إرهابياً بسبب علاقتها المزعومة مع حزب العمال الكردستاني وتسعى إقامة “المنطقة الآمنة” على طول الحد السوري التركي من أجل إعادة استقرار هناك حسب الرواية التركية الرسمية.

هذا ولكن تشمل هذه المنطقة بالإضافة إلى الأكراد أقليات ضعيفة لديها أسباب قوية لتكون على حذر مع التقدم التركي وتتصدر القائمة الأرمن السوريون.

يصل عدد الأرمن المقيمين في شمال سوريا إلى حوالي 20,000 وعلى رغم من أن القسم الأكبر منهم يتركز في مدينة حلب الآمنة لا تزال مجتمعات أرمنية متماسكة في المدن على طول الحد السوري التركي من بينها تل أبيض والحسكة والقامشلي وغيرها.

مع بداية العملية التركية شاهدت هذه المناطق القصف والاشتباكات بأسلحة ثقيلة ومتوسطة واضطر هذا الوضع الحرجي زعماء المجتمع الأرمني في تل أبيض التي تعرضت لقصف المدفعية التركية إلى القرار بأجلاء المدينة.

من جانبهم رفض الأكراد الذين كانوا يسيطرون على تل أبيض التعاون مع الحكومة السورية تحت الضغط الأمريكي وفاتتهم فرصة دخول الجيش العربي السوري إلى المدينة كتدبير وقائي لمنع تقدم الأتراك وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا. في هذه الظروف الأمل الوحيد للأرمن السوريين هو الاتفاق المفاجئ حول مستقبل شمال سوريا بين تركيا وروسيا.

نوهت المصادر مطلعة بنتائج المفاوضات بين الرئيسين التركي والروسي أن سلامة الأرمن السوريين كانت ضمن جدوال أعمال الاجتماع. لم تصدر بعد السلطات التركية بياناً رسمياً بهذا الموضوع ولكن هناك أدلة قوية لصالحه من بينها جاهزية قادة القوات التركية للقاء زعماء المجتمع الأرمني في تل أبيض لمناقشة في بداء إعادة إعمار الكنيسة التي ضُررت نتيجة قصف المدينة سابقاً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here