ما هي المشكلة في أقالة استقالة عادل عبد المهدي

هل المشكلة في عدم وجود البديل أم المشكلة في عدم الاتفاق على البديل

أي نظرة موضوعية لاستقالة او أقالة السيد عادل عبد المهدي تتضح لنا ان المشكلة ليست عدم وجود البديل لعادل عبد المهدي ففي العراق الكثير ممن هم أكثر كفاءة وقدرة وتضحية منه مرات عديدة لكن المشكلة هي عدم اتفاق القوى السياسية على البديل الصادق الأمين

المعروف ان اختيار السيد عادل عبد المهدي جاء بصفقة مشبوهة وغامضة غير معروفة وكانت مفاجئة وغير متوقعة( بين الصدر والعامري ) ولولا هذه الصفقة لما تمكن البرلمان من تشكيل حكومة فلو استقال او أقيل السيد عادل عبد المهدي من المستحيل ان يتم الاتفاق على البديل الشريف الصادق الأمين واذا اتفقوا على البديل يعني اتفقوا على البديل الفاسد اللص الضعيف كي يجعلوا منه وسيلة وغطاء لسرقة العراقيين وتدمير العراق لان

هذه القوى مقسومة الى مجموعات عصابات هدف كل عصابة الحصول على المال الاكثر في وقت اقصر

المعروف ان القوى السياسية التي تسلمت الحكم بعد تحرير العراق في 2003 كان هدفها الأول مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية ولا يهمها مصالح الشعب ولا منافعه ابدا لهذا طيلة السنوات الماضية اي ال 16 عاما لم يحصد الشعب الا الخيبة والفقر والجوع والحرمان وسوء الخدمات في كل المجالات في حين نرى الطبقة السياسية تزداد غنى وثروة ورفاهية ونعيم وقصور وأرصدة في كل بنوك العالم حتى أنهم فاقوا تبذير واسراف وفساد صدام وزمرته

لهذا نرى كل عصابات السرقة والقتل وشبكات الرذيلة والدعارة و المحتالين والمزورين والكثير من عناصر أجهزة القمع والاضطهاد والتجسس الصدامية وكل من يريد شرا بالعراق والعراقيين قرروا الانتماء الى احزاب وتيارات ومجموعات الطبقة السياسية وهكذا قسموا ثروة العراق

والعراقيين في ما بينهم وما حولهم كما قسموا كل شي في العراق الوظائف المناصب المشاريع الوهمية والصفقات التجارية وحتى الأدوية والمعالجة والعلم والتعليم ولم يبق للشعب اي شي لا علم ولا صحة ولا اي خدمة حتى لو وجد من ذلك شي لا يمكنه الحصول عليه لأنه لا يملك المال لشرائه فالمعامل أصابها الخراب عاطلة عن العمل والمستشفيات خالية من الدواء والعلاج وحتى من الأطباء وأصبحت المدارس لا تصلح للدراسة فلو كان هدفهم خدمة العراق والعراقيين وبناء العراق وسعادة العراقيين لأتفقوا على اختيار الصالح الصادق والامين المخلص

لهذا أنتشر الفساد وتسيد الفاسدون وفسدت كل دوائر الدولة المختلفة عسكرية ومدنية من القمة الى القاعدة لا يمكن لاي عراقي ان يعيش شريف الا اذا فسد الا اذا قدم عرضه فاذا راجع اي دائرة من دوائر الدولة لا يمكنه ان يحصل على حقه الا اذا تنازل عن شرفه اي قدم رشوة الى الموظف حتى أصبحت الرشوة شبكة تبدا بالمدير وتنتهي بالفراش

والويل لمن لا يدفع المبلغ المقرر والويل لمن يقول هذا يتعاطى الرشوة

فاذا كان بعض العراقيين يصرخون مثل صلاح عمر العلي ومجموعته ان العراقي فقد شرفه في زمن صدام حسين وزمرته فهل هناك من يلوم من يصرخ ان العراقي فقد شرفه في زمن الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية لكن البعض منا يقول لم ولن أصرخ أبدا مهما كانت درجة الفساد وقوة الفاسدين فصرخة أبناء الوسط والجنوب وبغداد وانتفاضتهم المتمثلة بصرخة الحسين ( كونوا أحرارا في دنياكم) ضد الفساد والفاسدين وكانوا قبل ذلك قد صرخوا تلك الصرخة بوجه أعداء الحياة والانسان وتصدوا بقوة للهجمة الظلامية الوهابية والصدامية وطهروا وحرروا العراق من دنسهم وقبروا خلافتهم وخيبوا أحلام ومخططات ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية وسيدهم ال صهيون

وهاهم اليوم يتصدون للفساد والفاسدين بانتفاضة عراقية سلمية حضارية الغريب نفس الشباب الذين

تصدوا للهجمة الظلامية الوهابية والصدامية ثيران العشائر والمجالس العسكرية وجحوش صدام والطريقة النقشبندية وأبناء الرفيقات هاهم يتصدون لشبكات الفساد والفاسدين

لا شك ان العراق على أبواب مرحلة جديدة مرحلة خلق العراق الجديد عراق الحرية وحكم الشعب وقبر العبودية وحكم الراي الواحد والعائلة الواحدة والقرية الواحدة

لا شك ان هذه الصرخة التي صرخها ابناء الوسط والجنوب وبغداد ستخلق ساسة صادقين ينطلقون من مصلحة الشعب لا من مصالحهم الخاصة وسيضعون الشعب فوق رؤوسهم وسيكونون خداما له

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here