المرجعيه تقود الاصلاح

عباس الادريسي

في خضم الاوضاع الجاريه حاليا في العراق ،وحراك الاحتجاجات والمظاهرات نتيجة للعجز الحكومي في جميع الجوانب واستشراء الفساد الذي وصل لحدود لاطاقة للبلاد بتحملها،ونتيجة لتدخلات القوى الدوليه او الاقليميه في الشأن العراق في محاولة لخلط الاوراق وتمزيق وحدة العراق واغراقه بفضوى عارمه ، وسط عجز تام للقوى السياسيه جميعا في الاتفاق على اجراء الاصلاحات الجذريه في جميع الاتجاهات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه،ومع نفاذ صبر الكثير من ابناء الشعب من جميع هذه القوى السياسيه في تحقيق طموحاتها ،كان لابد ان ياتي الحل من جهة يشترك جميع العراققين باحترامها وترتقي فوق الشبهات وهمها مصلحة ابناء العراق لاغير ،وبالرغم من دعواتها الكثيره في هذا الجانب وقد بح صوتها كماعبرت عنه ، فلم تستجب لها الجهات الحكوميه سواء كانت القضائيه او التشريعية او التنفيذيه، كان لازاما عليها التدخل من اجل تغيير هذا الواقع المؤلم ، ولكن هذا التدخل كان وفق مراحل واوقات معينه وذلك للحفاظ على الكيان العراقي في الانزلاق نحو الهاوية لاسامح الله ،فكان لصوت المرجعية ان يعلو فوق كل الاصوات الاخرى التي كانت تتآمر وتدس السم بالعسل وتخفي رغباتها الجامحه في ان ترى النار وهي تحرق العراق، فكان صوت الحكمة والتعقل والسلمية والحوار هو السبيل من اجل انقاذ العراق في هذه الفترة العصيبه.
في بدايه الحراك الشعبي طالب المرجع الاعلى السيد السيستاني من الجميع بسلمية المظاهرات سواء كان من خرج للتظاهر او القوات الامنيه التي كانت تؤمن الحماية للمتظاهرين ولكن جرى ماجرى وسقطت الارواح الزكيه وعندها كان الكلام الفصل حين امرت المرجعيه بالكشف عن قتلة المتظاهرين والقوات الامنيه وتقديمهم للعدالة ،ومع استمرار الوضع في التازم ومحاولة اطراف خارجيه التدخل في الشان العراق اكدت المرجعية مرة اخرى على حضورها واعلنت ان على السلطة ان تستجيب فورا لمطالب الشعب الحقه وجعلت نفسها بمواجهة هذه السلطة التي ارسلت اليها المرجعيه مئات الرسائل والمواقف ولكن دون جدوى ،والشيء بالشيء يذكر ان المرجعية العليا عندما استقبلت المبعوثة الامميه فانها تخبر السلطة انه لايمكن لكم العودة الى جادة الصواب الا بالعمل وفق ما يريده الشعب ،وان الحكمة في عدم استقبال اي مسؤول حكومي هو عدم ثقة المرجعية بكم ودليل على فسادكم واجرامكم وهذا ابلغ دليل على عدم رضا المرجعية فرضاها من رضا الشعب عليكم وكذلك تؤكد المرجعية لجميع الدول التي تحاول فرض اجندتهاعلى الشعب العراقي ان عليها الكف عن ذلك، والنتيجة المستخلصه من مواقف المرجعيه اجمع انها تخاطب الجميع بمن فيهم ابناء الشعب العراقي ان الحكمة والتعقل والتظاهر السلمي هو السبيل الوحيد للتغير لحراجة الموقف العراقي وما تحيط به وتحاك ضده المؤامرات من جهات كثيره غاطسه في مستنقع التآمر .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here