احباط لحكومة الاقلية

هآرتس 13/11/2019

بقلم: يوسي فيرتر

)المضمون: احتمال تشكيل حكومة أقلية برئاسة غانتس كان حتى أمس موضوع على الطاولة. ولكن أحداث غزة حولته الى أقل اهمية. وفي المقابل، زادت احتمالات تشكيل حكومة وحدة وطنية مع التأكيد على وطنية- المصدر)

بعد نصف ساعة على منتصف الليل وقبل اربع ساعات على اطلاق صاروخين دقيقين اللذين أنهيا الحياة العنيفة للقيادي في الجهاد الاسلامي في غزة، كان مهم جدا لنتنياهو أن يرسل للشعب التغريدة التالية: “حكومة أقلية بدعم الاحزاب العربية = خطر على الدولة”. الى هذا اضاف اقوال عضو الكنيست احمد الطيبي عن ياسر عرفات: “ستبقى في قلوبنا دائما”. الرائحة العنصرية التي انبعثت من اقوال وكتابات رئيس الحكومة تجاه الاقلية العربية تعودنا عليها.

السخرية المكشوفة لمن كان مستعدا للتوسل لسياسيين عنصريين مسيحانيين وكهانيين ويكرهون الاجانب ويطاردون الاطفال، فقط من اجل تأييد حكومته، تعودنا عليها. ولكن لم يكن من المبالغ فيه أن نتوقع منه أن يهدئ قليلا الحملة، لمعرفته أنه بعد بضع ساعات سيتم اطلاق مئات الصواريخ على سكان غلاف غزة وشماله. عند كتابة هذه التغريدة كان في مكتبه في وزارة الأمن في تل ابيب أو في طريقه الى هناك.

نتنياهو هو سياسي متهكم وحتى يائس، في هذه الايام يحارب على بقائه السياسي. وحتى الآن فان جموحه لم ينحرف نحو الشؤون الامنية. أمس خرج عن طوره كي يقنع بأن توقيت عملية التصفية غير مرتبط بالمعضلة السياسية. رئيس الاركان كوخافي ورئيس الشباك ارغمان تطوعا أو تم تطويعهما لمساعدته.

“كل النجوم تدبرت”، هكذا برر ارغمان الحاجة التي دعت الى العمل فجر أمس. لا يوجد أي سبب لعدم تصديق هذين الشخصين الاخيرين. وحتى لو كانت الاعتبارات التي دفعت للقيام بالعملية أمنية خالصة، إلا أنها جاءت من واقع هو بعيد جدا عن أن يكون طاهرا وموضوعيا. قبل اسبوع من قيام غانتس باعادة التكليف للرئيس أو انتهاء سريانه في يوم الاربعاء القادم، فإن الرهان بدأ يكون عاليا وخطيرا.

حتى أمس كان احتمال حكومة الاقلية برئاسة غانتس، بتأييد امتناع القائمة المشتركة، كان موضوع على الطاولة. أحداث غزة حولته الى اقل احتمالا، وفي المقابل زادت كما يظهر احتمالات حكومة وحدة وطنية مع التأكيد على “وطنية”.

ولكن ايضا هذه بعيدة عن أن تكون عملية. الخلاف الاساسي، من سيكون الاول في التناوب وأي صورة سيرتديها عدم الاهلية ومتى ستبدأ وهل سيكون بالامكان فصل كتلة اليمين عن نتنياهو، كل ذلك سيبقى معنا بالتأكيد ايضا بعد أن تصل جولة القتال الحالية الى نهايتها.

غانتس ليس غبيا. هو يعرف ذلك. ولهذا هو سعى الى التوضيح ظهر أمس في البيان الرسمي بأن التطورات العسكرية لا تغير أي شيء في السياقات السياسية. ما يدور في ذهنه، هو فقط الذي يعرفه. ويمكن الافتراض أنه يتوق الى أن يكون في مركز اتخاذ القرارات كوزير للأمن، في الكابينيت، الى جانب رئيس الحكومة كقائم بأعماله. ولكنه مكبل بملايين المقابلات والخطابات (آخرها كان هذا الاسبوع في الكنيست) المسجلة.

ملاحظتان حول الاسلوب: لقد احسن وزير الأمن الجديد صنعا عندما قرر تولي منصبه بشكل متواضع، بدون احتفالات. واذا كانت ولايته سيكون عمرها اسبوعين أو ثلاثة اسابيع فان الصور من الاحتفال ستطارده حتى نهاية حياته السياسية.

من جهة اخرى، ايضا في التواضع لا تجدر المبالغة. غانتس، الذي في اليوم الاخير يتصرف بضبط نفس ولا يمتنع عن أن يثني على المستوى السياسي اضافة الى المستوى العسكري، يظهر كرمادي وغير واضح في الفيلم الذي نشره في الانترنت.

المعطف كان معلق باهمال والقميص كان يميل الى الرمادي والستارة ظهرت وكأنه تم اخذها من غرفة مليئة بالغبار لمعلمين. الشعور كان أنه يبث من ملجأ. ومع القليل من التفكير الابداعي، كان يمكن وضع ماكياج مناسب مثل ماكياج رئيس الحكومة أو على الاقل القائم بأعماله وكوزير للأمن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here