القادسية الثالثه … تلوح في الافق .

محمد علي مزهر شعبان

يلوح في الافق المحصور، في زوايا، كانت الاصوات، التي تريد إحياء العهد المقبور، تبوح على حياء وخفر، تلمح بايحاءات وان لبست معطف الوطنية، والبكاء على الزمن الماضي، ولعن الحاضر . أساليب أدركوا فن لعبتها، ولهم سطوة من خلال إعلام ممول أتسع لعشرات القنوات، ومئات الاقلام، قصاد إعلام محلي لم يرتق الى مهمة مواجهة الاعلام المضاد، وليس له من القدرة في ملاحقته . اليوم يبعث المدُ، وتمتد الايدي الملطخة بالدماء، يتامى الامس القريب، كي تذبح إنتفاضة الابرياء، البسطاء، ليًحرفوا توجهها النبيل، نحو إرادات ما انفكت، تتباكى على الزمن اللعين .

هل عن هداية عادوا أم هي بدوة من بدوات ماكنة الاموال، الممنوحة بسخاء، لتجرف طريق الحق الى جادة الباطل ؟ أهي فسحة الامل في ركوب الموجة على ظهور المطالبين بحقوقهم، إندسوا كملتحقين ملثمين، تحت خيمة حق يؤازرونها . لقد مضت الايام وسيوف حربهم في قربها، وأكفهم تعطلت في سياطها على ظهر الشعب، وبقت ألسنتهم تدير المعركة من على منابر القنوات والاجتماعات المعلنة والسريه . يمتد الصوت من الجوار، ليمزق حصانة وأحقية الجدار.

( ثوري يا بغداد ثوري .. خل يجي عزت الدوري ) هذا صوت البعث والمرابطين له من الاردنيين كي يستلم السلطة ” رومل العراق ” وليركب القيادة مرة أخرى قتلة الشعب الذي إنتقل من النار الى الرمضاء . يتقدم الاسطورة الوطنيه ” سعد البزاز ” لخطبة ” هوازن” إبنة عزت الدوري، مقابل 45% من ملكية الشرقيه، مع القبول بأي شرط مقابل الموافقة . يمنح متنبي الشعراء” عباس جيجان ” الذي لم يبق ملكا او أميرا الا مسح قدميه قبل أكتافه، ويطلق عليه ” الصادق الامين” من قبل من اراد ان يتزوج بالحكومة القادمه صاحب الشرقيه .

واذ تمتد أيدي السخاء المغلف بالدوافع الخفية التي خرجت بهذه العصابة من مكامنها الى العلن، في نشر كل وسخ ورديء، على ذبابة لسان ناطقيهم . لا ريب إنهم يريدونها دماء، ويضربون الجهة بالجهة، ويشوهوا مطالب شعب بريء خرج يطالب بالعدالة والوجود بين صفوف من احتجزوها، رافضا التحاصص واللصوصية، راغبا ان يعيش بسلام، في بلد مصادرهم من القدرة ان تجعلهم في مقدمة الناس .

كل مقدمات التشويه، وغرس النبتة الخبيثه، حتى لتتفرع جذورها وتمتد الى حيث ان يرهن الزمن لخطاب الماضي، الذي مهد للقادسية الثانية . بالامس كان “رامسفيلد” اليد الخفية، وملوك السعودية أعلنوها جهارا ” منا المال ومنك الرجال ” ولازالت الامورعلى ذات الايقاع سلوكا وممارسه، لخلق العداء بين ايران والعراق، وتتلاحق وتيرة خلق الازمة، بإفتعالات وإدعات، كي تسخن الارادات وكأنها على موشك من التصادم، من أقاصيص ملفقه وأحاسيس محمومه . مباراة رياضية بين العراق وإيران، تنتقل من كونها فرحة جمهور لفوز بلده الى متغير حمل معاه كل مفاد التصاد والعداء، وأغتنمت كل وسائل الاعلام الكاره والقاتل لهذا الشعب، في ان تنقلها من فرحة فوز، ليس طاريء على كل ما يدور في دوريات الامم، وكأنه إعلان نصر في الكونية الثانيه للحلفاء . هذه التمهيدات يدركونها، ان لا دولة من هذا اللفيف يقاتل إيران، إلا العراقيين . من القادسية الاولى والثانية، ليجلسوا قدرها على الثالثة حتى حولوا المطالب الحقه، الى شعارات توحي بأننا على وشك إعلان الحرب على إيران . مطالب شعبنا معروفة، وسبلنا في التظاهر سلمية، واعتصامنا الجماهيري، لقصور في سلسلة الحكومات المتعاقبه . فنحن نريد وطن، وموطن أمن لسكن . نحن نريد ان تعم العدالة في توزيع الثروات، وان شعب بقراتنا الحلوب وقد نجزت ضروعا بالعطاء، دون أن يأخذ شربة ماء صالحه . نحن شعب أنهكته الحروب والفتن، وساقته المنايا الى المحن، مالنا وعداءكم مع قصادكم . لا نريد ان نكون حطبا لحروب بالوكالة، لقد ضجت مقابرانا بشبابنا . المتظاهر إبننا ورجل الامن من دافع عن حياضنا، والخيار خيار شعب عرف حقيقتكم، وأدرك أن لا طائل من هذا الجلباب المتهريء الذي، فصله ” بريمر” ليس لدينا بعد من قدرة ان نكون بيادق لحرب الاخرين بالنيابة . أخرجوا جميعا من هذا الوطن .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here