مبروك لشعب لبنان عيد الاستقلال..وأمنيات بالخروج من المحنة!!

حامد شهاب

يحتفل اللبنانيون في الثاني والعشرين من تشرين الثاني من كل عام ،بعيد استقلال بلدهم ، كل على طريقته، لاتفرقهم الطوائف ولا المذاهب ولا الاديان، ، بالرغم من كل المحن التي مروا بها وقد تجاوزوها بحكمة رجال سلطتهم ، وقدرتهم على أن يبقى بلدهم الجميل واحة للأمان وللإستقرار وموئلا يقصده كل طامح الى ان يبقى لبنان مزهوا بروائع طبيعته الساحرة الغناء ، وشعبه العريق ، الذي يستحق الحياة ، وهو من علم العرب كيف تحافظ الاوطان على حريتها واستقلالها وكرامة شعوبها!!

وبيروت، كما تستحق، هي باريس العرب ، وهم من يقصدونها للشعور بآدمية الانسان، وفي ان يستنشقوا هواؤها العذب وماؤها الصافي الرقراق، كصفاء قلوب اللبنانيين ، وروعة جمال صباياهم ، وملكات الجمال التي يزدان بها هذا البلد الجميل!!

وبالرغم من ظروف المحنة السياسية التي ألمت بلبنان، وتتعلق بترتيبات للسلطة تعيد للبنان هيبته ووقاره، وتبتعد به عن مهاوي الفساد، وهو قادر على أن يخرج من تلك الايام الصعبة، إن أسمهت دول المنطقة في أعادة الوجه العربي للبنان، ولكي يبقى واحة غناء مفعمة بكل ما يسر الخواطر، ولكي يبقى قبلة العرب في كل زمان ومكان!!

ومن واجب العرب، أن لايبخلوا على لبنان في ان يخرج من دوامة هذا الصراع الذي لامبرر له، لأن استقرار لبنان هو استقرار لأنظمتهم ، وان خرجت الاوضاع فيه عن السيطرة لاسمح الله، سيتذوق كل العرب ومعهم دول المنطقة مرارات الفوضى والحروب الاهلية، التي نتمنى ان يتجنب اللبنانيون عواقبها، وان لايذهب شعبها بعيدا في مطالب، قد تخرج بلدهم عن حدود السيطرة، ويخسروا سمعة بلدهم، وبخاصة ان درجة الولاء للوطن عند اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم هي عالية، ولا بد من ان يحرصوا على سمعة بلدهم ، ولكي يبقى لبنان، الطائر الجميل الذي يحلق في أجواء الحرية ، وفي ربوعه تزدهر قيم الثقافة والوعي والجمال، ولكي لاتذهب كل تلك المنجزات التي حصل عليها اللبنانيون على مدى عقود تضيع هباء منثورا!!

قلبي على لبنان، وعلى باريس العرب، قلعتهم الشامخة بسحر الطبيعة الخلاب، وهي أشبه بجنات عدن، لو أحسن اللبنانيون ، المحافظة على التكريم الذي حباهم به رب العزة، وأبقاهم البلد المثالي ، الذي يعد مفخرة لكل العربّ!!

ومن محاسن الأقدار أن شعب لبنان ، عندما تصطرع افكارهم ورؤاهم في النهار بين أقطاب سياسييه ورجال سلطته، ما أن يجن الليل ، وتضاء مدن لبنان بأنوارها الساحرة ، حتى تجد أغلب اللبنانيين وهم يحضرون حفلات الطرب والمجون على مائدة واحدة، ويتناسون كل تلك السجالات والجدل الذي ينبري بينهم في النهار، وكأن شيئا لم يكن، وترى دبكاتهم ووجوههم العامرة بالفرح والطيبة ومعالم المرح والزينة ، وهي تحيل أيام لبنان الى جنة غناء!!

وقد شاءت الاقدار ان نعيش على أرض بيروت لأكثر من عامين، وهم يعشقون العراقيين الى حد الجنون، ووجدنا فيها شعبا رائعا، وقد وهبها الخالق طبيعة ساحرة ، والوان أضواءها الزاهية ومياه انهارها المتدفقة الجريان وبحرها المخملي، وساحلها البديع، لتبدو وهي تزدان مثل عروسة تقلدت أجمل القلائد، وتوشحت بتاج الكبرياء ، وقد طوقت اعناق صباياها الجواهر والدرر!!

تحية من الاعماق لبيروت ، ولكل بقعة من أرض لبنان، وتحية لشعبها العربي المغوار ، في ذكرى عيد استقلال بلدهم .. وأمنياتنا بأن يتجاوز الجميع تلك المحنة التي يمرون بها، ليخرجوا منها سريعا بتوافق بين سياسييهم، يرفع عن غائلة اللبنانيين بعض خيبات الأمل، ليبقى هذا الشعب العريق موئل الأمل العربي ويبقى يحظى بإحترام العرب والعالم ، وهو يستحق هذه المكانة عن جدارة !!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here