هل تسعى حماس لإعادة الانتشار في تركيا؟

دخلت العلاقات بين حركة حماس الإسلامية وحليفها التركي مؤخّراً منعرجاً خطيراً، إذ تشير التقارير إلى أن حالة من التوتر والغموض أضحت اليوم تسيطر على التحالف الاستراتيجي بين أنقرة و قيادة حماس.

هذه المعطيات الجديدة تُنبّأ بمرحلة جديدة للعلاقات المشتركة بين الطّرفين، قد تعصف بثقل حماس السياسي في الساحة السياسية الفلسطينية.

فما هو سبب الخلاف تحديداً؟ وهل تملك حماس خطة بديلة لرأب الصدع مع حليفها التركي؟

أظهرت تقارير إعلامية عديدة عن مصادر مقربة من حركة حماس أن القيادة الحماسوية بدأت فعلياً في تقوية شبكة علاقاتها على الأراضي التركية، مستندة على الدعم اللامشروط التي تعهدت أنقرة بتقديمه، إذ تدرك الحركة أن فرصة كهذه لن تتكرر ما يفسر المساعي الحثيثة للحمساويين لإثبات وجودهم بتركيا.

يرى المحللون أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية (والتي دفعت الحركة ثمنها باهضاً بسبب مواقفها، بخسراتها حليفاً مهماً وهو النظام السوري، والإيراني أيضاً، الداعم الأساسي للحركة، ماليّاً وعسكريّاً وتدريبيّاً) هي السبب الكامن وراء التهور الذي اتسمت به التحركات الحمساوية مؤخراً، فبعد رحلة بحث مضنية والتي انتهت باستقرار العديد من قيادات حماس في تركيا، لا تود الحركة أن تضع نفسها رهينة لعلاقتها بحلفائها الوقتيين لذلك تسعى لفرض نفسها فرضاً أنّى سنحت لها الفرصة.

تحركات حماس الأخيرة في تركيا تمثلت في إرسال عدد لابأس به من القادة الميدانيين من غزة ألى اسطنبول بنيّة تكوين شبكات متفرعة للحركة تعمل بشكل منفصل لضمان سلامة الأفراد وفاعليتهم.

الحكومة التركية لم تتحرك رسمياً للتفاوض مع حماس بشأن نشاطاتها الأخيرة إلا أن الجميع يعلم أن تغافل أنقرة لن يطول، فالاتفاق بين حكومة أردوغان وقيادة حماس يفرض على الحركة عدم القيام أو التخطيط لأي عمليات عسكرية على الأراضي التركية.
لارا أحمد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here