انتفاضة تشرين العراقية وحتمية الانتصار

ادهم ابراهيم

مما لاشك فيه ان الحكومة العراقية ومن وراءها الاحزاب والتكتلات الفاسدة قد تفاجات بالزخم الكبير للمتظاهرين وهم يطالبون بازالة الطبقة الحاكمة كلها، ولم يطالبوا بالخدمات العامة او الخاصة كما كان يجري في المظاهرات السابقة. ومن ذلك جاء شعار نازل اخذ حقي و اريد وطن. الذي ارعب الحكومة واحزابها، لكونه ظاهرة جديدة في الشارع العراقي

انتفاضة عفوية
لم تستطع الحكومة في البداية استيعاب هذه الظاهرة، ولذلك لم تبادر لمعالجتها بالطرق التقليدية مثل اقالة بعض المسؤولين اوتقديم بعض التنازلات، مما زاد في زخم الانتفاضة، وشعرت ان الشعب اصبح قادرا على تغيير موازين القوة واسقاط النظام، في وقت لم تستطع فيه ان تجد جهة تحرّك او تقود الانتفاضة، فهي انتفاضة عفوية، فلجأت الى اسلوب الاتهام بانها من صنع قوى خارجية او بعثية، في حين ان اغلب المنتفضين هم من الشباب دون العشرين من العمر او اكثر بقليل فاخذت تتخبط في طرق معالجتها، او التصدي لها

القوة المفرطة
فاتجهت الى القوة المفرطة لقمعها، وربما جاء ذلك نتيجة الخبرات الايرانية في قمع انتفاضاتها، ولما خشيت من انضمام بعض قطعات الجيش والشرطة اليها، جردتهم من الاسلحة. واستعانت بميليشيات موالية لايران. والتي سميت فيما بعد بالطرف الثالث الذي تحدث عنه وزير الدفاع، فاصبح هدفها استخدام العنف والقتل بالرصاص الحي لقمع الانتفاضة . ولم تبال بكون المتظاهرين من الشباب العزل، فتوالى اطلاق الرصاص عليهم عشواءيا من افراد ملثمين يرتدون بدلات عسكرية سوداء، فتركوا في ساحات التظاهر مجازر دموية للشباب لم يشهد لها تاريخ العراق الحديث مثيلا

وامام هذا المشهد الدموي اللاانساني بقي العالم صامتا صمت الاموات، لعدم ورود اشارة من امريكا راعية الديموقراطية السوداء في العراق

محاولة اسكات الاعلام
ثم قطعوا الانترنت لمنع التواصل بين المحافظات وكذلك بين المنتفضين انفسهم ولمنع توثيق عمليات القتل العمد للشباب المنتفض. ورغم ذلك فقد شهدت منظمة العفو الدولية على
بشاعة السلطة الفاشية في تعاملها مع المحتجين السلميين

وقامت الميليشيات الموالية لايران، والتابعة للاحزاب الحاكمة في العراق بالهجوم على بعض مكاتب الفضائيات العراقية والعربية وحطمت معداتها وتهديد العاملين فيها لاسكات اي راي اعلامي مخالف لراي الحكومة واحزابها المتسلطة ولمنع نشر اخبار الانتفاضة

تواصل اعمال البطش
كما تواصلت اعمال الخطف و الاعتقالات و الاغتيالات التي تقوم بها الميليشيات الموالية للحرس الثوري الايراني في العراق ، على وفق تقارير منظمات حقوق الانسان الدولية، وحتى اعترافات المسؤولين الايرانيين بضرورة القضاء على الثورة التي اعتبروها العدو الاول لهم، بعد اتهامها بتهم شتى

الجيوش الالكترونية
وفي وقت لاحق قامت الاحزاب الموالية لايران والساندة للحكومة الفاسدة بتحريك جيوشها الالكترونية، بالمال الحرام المدفوع الى مواقع اعلامية وكتاب ماجورين لتشويه الثورة التشرينية المجيدة
والتحريض على المتظاهرين السلميين من خلال صفحات وهمية وادعاءات ثورية، وهي تبث الأخبار المزيفة بهدف التضليل من جهة، وإرباك شباب الثورة من جهة اخرى
وعلى سبيل المثال فقد كتب احدهم بان الاحتجاجات العراقية ليس لها قائد او خلفية حزبية
، مما يدل على ان هناك جهة ما وبشكل سري يعد بمثابة العقل “المسير” لها!

واخر يقول ان تهديد المرافق الحيوية يهدد كينونة الدولة العراقية، ويحرض رئيس الوزراء لممارسة مزيد من العنف للقضاء على الانتفاضة المجيدة بدعوى انها تقضي على هيبة الدولة.. كذا ! ء
وهم ينسون او يتناسون بان الدولة التي يرأسها عبدالمهدي تستجدي الميليشيات الخاطفة لاطلاق سراح اللواء ياسر عبد الامير.. او يدعي احد وزراءها بان قتل المتظاهرين قد تم من اطراف خارج الدولة. وهم اساسا قد ادعوا بان القناصين الذين اغتالوا الشباب ليسوا من قوات الامن العراقية. كما ان قاسم سليماني يصول ويجول في العراق. والسفير الايراني ايرج مسجدي هو الذي يعين ويوجه الوزراء في العراق. . فعن اي دولة وهيبتها يتحدثون

دعوة العشائر
وخلال الاسبوع الماضي اجتمع عادل عبد المهدي ببعض شيوخ العشائر . فاغدق عليهم الاموال والوعود الكاذبة بهدف منع افراد العشائر من الخروج للتظاهرات التي عمت المناطق الوسطى والجنوبية. في محاولة يائسة لايقاف المد الثوري العراقي لاكتساحه ومن معه من الطغمة الحاكمة الفاسدة.. وقد سماهم الشعب بشيوخ العار. لكونهم استلموا الاموال من حكومة فاسدة ودماء الشعب لم تجف بعد

المراهنة على الزمن
ان الحكومة باعمالها المنافية للقانون ولابسط مبادئ حقوق الانسان تراهن على الزمن والمطاولة، حيث تعتقد ان الشباب الثائر سوف يمل ويعجز عن المطالبات.. في حين يصر الشباب المنتفض على عدم العودة الا بتحقيق مطاليبه العادلة، خصوصاً وان هناك اوساطا من داخل وخارج العراق تضغط على الحكومة لتقديم التنازلات من اجل الصالح العام، ولتجنب اي تصعيد

محاولة الالتفاف على الثورة
وبالإضافة لكل هذه المحاولات لقمع وتشويه الثورة والتشويش عليها. فهناك من يتآمر عليها ليدس اتباعه في جموع الثائرين للالتفاف عليها . بدعوى حرصه على المشاركة فيها بشعارات الاصلاح التي اصبحت مستهلكة، واتباعه مازالوا يشاركون في البرلمان والحكومة. اضافة الى انهم جزء من منظومة الفساد الحاكمة

الحذر واجب
رغم ايماننا بحتمية نجاح الثورة الا اننا نحذر من الدسائس، والطابور الخامس، من الذين يدعون حرصهم على الثورة او سلميتها. او يتخوفون من الفراغ السياسي. والعراق يعيش في هذا الفراغ منذ امد بعيد رغم وجود هياكل رسمية في الواجهة فقط . كما نوصيكم بعدم رفع اي صورة او اعلام غير العلم العراقي لتجنب سحب البساط من تحتكم. والاستماع فقط الى تنسيقياتكم التي تثقون بها والتي استطاعت وحدها من تحقيق الوحدة الرائعة للشعب العراقي. وهزت كراسي الفاسدين وارعبت احزاب السوء

عليكم بالصمود والثبات على الحق والمطالب العادلة فثورتكم حضارية عادلة، وقد تم تحقيق الكثير بصمودكم ونزاهتكم وسلميتكم وسوف يتم تحقيق اهدافكم كاملة ، حيث ان النظام اخذ بالتآكل يوما بعد يوم بقوة عزيمتكم. ولا يخدعنكم احد بغير ذلك، والشعب كل الشعب ملتف حولكم، ويمد يده اليكم
ادهم ابراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here