قراءة في المجموعة الشعرية : (ن ) سجاح . للاديب حميد الحريزي

قصائد تملك هالة من أنسيابية التدفق في الشعور الانساني . وتملك رؤية وموقف في هواجسها وخلاجاتها واحاسيسها . تتناغم مع مفردات الحب والعشق في صفحته المشرقة , وفي اوصافه البارزة في عمق نقاء الهوى والهيام , ولكنها ايضاً تعرج على ثيمات وعورات وعثرات الواقع وتعامله اليومي مع ( نون ) النسوة . في واقع يحافظ على ركود بالعقلية المغلقة والمتزمتة , وترفض وتتصدى لمحاولات التغيير والاصلاح في عقليتها . تجاه الحب والعشق ونون النسوة , في قسوته الطاغية في السلب والانتهاك . لذلك ان رؤى ورؤية القصائد تتصدى لهذه العقليات المتصابية , بالرفض والتحدي , في جوهر مفرداتها الشعرية الدالة , في المواجهة الحدية بالتمرد والتحريض في المواجهة , في التعامل وعدم التساهل مع الواقع الذي يرزح في عقلية الماضي المحافظ والمغلق والقبلي , لذلك ان قصائد المجموعة الشعرية , تنشد التحرر والانعتاق لنون النسوة , من الوصايا التقليدية الظالمة تجاه المرأة والحب والعشق . في الواقع الاجتماعي الذي يرزح تحت ثقل القهر الاجتماعي بالظلم والحرمان والتزوير . ولهذا تستخدم القصائد صيغة التحريض والاستفزاز لهذه العقليات الجامدة , تحاول القصائد رفض فكرة التساوم والتصالح على انتهاك شخصية ( نون ) النسوة , والتي تنحاز الى الاستغلال ونظرة الشؤوم الى الحب والعشق , يعني سلب هذا الحق الشرعي من ( نون ) النسوة , ليكون للرجل وحده , فهو المسيطر والامر والناهي في مصير المرأة , لانها حسب عقليته , بأن المرأة عورة وناقصة العقل , هذه الهيمنة العقلية السائدة في الخطاب الديني والاجتماعي , الذي مزقته ( سجاح ) في تفاصيل حياتها البارزة , بمحاولة كسر الحواجز في واقع يعاني من زخم التناقضات الصارخة , والتدخلات السافرة . لذلك تسبح قصائد المجموعة الشعرية ( ن سجاح ) عكس التيار في البنية الاجتماعية والدينية , التي ترفض الاصلاح والتغيير . ان قصائد ( ن سجاح ) تتعامل بالتحريض والتحدي , لتكسر العقلية المهيمنة في ظلمها الجائر , وتوظف فعل التمرد والرفض , من عمق المخاض العسير من الالم الاجتماعي الساقط في مظاهره على ظهر ( نون ) النسوة . ولهذا يدس الشاعر رؤيته وموقفه الثوري من الحياة والحب والعشق . فليس غرابة ان يستخدم عنوان مجموعته صادم ومستفز ( ن سجاح ) في الدلالة الفكرية العميقة في الرمز والتعبير . ليس التشبث بالقشور في حياة ( سجاح ) بانها توصم بالكذب والنبوة المزيفة , وانما في جوهر المعنى في عمقه الدال , بأنها تسجل اول خرق في جدار المحتمع القبلي والعشائري , بشكل غير مسموح وغير مسبوق , او انه خارق تعدى الحدود , في مجتمع ظالم في الانتهاكات ضدة المرأة بشكل خارق , ان تكون ( نون ) في مقدمة المجتمع , كقائد سياسي وعسكري وديني , في دعوتها النبوة , في اقناع جيش جرار من قومها واقوام اخرى لتطوعت لها , بعقليتها الفذة ان تكون قائدة لهم بطواعية اختيارية . هذا هو الجوهر الدال , في التحدي والجسارة التي قامت بها ( نون ) النسوة بأسم ( سجاح ) في مجتمع متخلف وقبلي وعشائري , هذه المرأة الخارقة , كيف اقنعت المجتمع الذكوري والبدوي والقبلي ان يسلم القيادة الى ( نون ) النسوة طوعاً . وتعاملها الند بالند مع ( مسيلمة الكذاب ) وحتى زواجها منه بشروطها هي , لا بشروطه كرجل في مجتمع قبلي . هذه هي روحية التمرد والتحدي , حتى انها اتخذت سمة الانقلاب في المفاهيم السائدة والرائجة , هذه اشراقة ( نون ) النسوة في الحب , وفي مفردات الحياة , لتحطيم القديم السائد , برفض اكوام قمامته , بأن تشعل نيران التمرد . هذه انطلاقات الثورية في قصائد المجموعة الشعرية , وهي تتناول اهم قضية حياتية ووجودية . الحب والعشق بعطوره الريحانية الزاهية في رونقتها , هكذا تطلعت ( سجاح ) الى الحياة والحب , في تكسير القيود والاغلال عنها ,
( سجاح )
لمْ تسجدُ للعهرِ
كفرتْ ( سجاح )
بالكفرِِ
ال ( نون ) مولدةُ الاسماء الاسمى
هي سر الخصبِ
هيَ البحرُ هيَ
النهرُ
تحلمُ الزهور بسكنى فستانٍ
( نون ) الفتنه
القداحُ يسجدُ بين النهرين
ويفارقُ
غصنهُ
كل آلهة الحسن ترقصُ
في يوم
( الحنه )
لا أدخل قفصاً ذهبياً
حوريتي
تقودني نحوَ
الجنه
حوريتي تدخلني قصر الخلد
قالتْ
في نقطة ( ن ) ي
كلمةَ
السر
ادخلي بسلام
بأمر النون فوضتكَ
أمري
لا دين للعشق فكل الاديان دينه . ولا يهتم باللون او الطائفة والمذهب . سوى مذهب العشق . ومن يروم السباحة وركوب امواج الحب والغرام , ان يبحر بروحية العاشق النقي , بروحية الظمأن ان يرتوي من مياهه العذبة في احساس صادق , وقلب مؤمن في آيات العشق والغرام , لا ندم ولا خواء , ولا وجل وارتجاف القلب امام العواصف والاعاصير , ان يملك التحدي بروح عاشق , ليبحر في أمواجه , ويقطف ثماره الشهية , وشراب خمره اللذيذ , ليغسل قلبه من الاحزان والآم
أشربي صديقتي
واسقيني
بهمسكِ الوسنان
عن بعدٍ أسكريني
ولا تسأليني من أين أنتَ
أسمرٌ أشقرٌ
أبيضٌ
ولا من أي دينِ ؟؟؟
فأنا دينُ العشاق
ديني
الا
هيا ألثميني
بالشفاهِ الشهدِ
ترويني
قَبلي الروح مني
وأغسلي آلآم
السنين
اسألي الاطيار عني
اسألي
ريح الشمال
اسألي
ازهار الياسمين
ان ضعتُ أنا أو ضاعتْ
عناويني
أرشفي الكأس خمراً
وناديني
الحب الصادق لا يعرف الزيف والمخاتلة , واذا انجرف الى هذه الهوية , فالاحسن الترك والشطب والهجر , وعدم الخوض في غماره وركوب امواجه . الحب النقي يطلق جناحيه في سماء صافية , لاغيوم ملبدة بالمال والجاه والسلطان , فالعشق وفاء وغرام , والشهوة الزائفة سرعان ما تخفت وتنطفئ . الحب لا يملك شيكات في البنوك والمصارف . وانما شيكات الحب نبضات وخفقان القلب . فأذا لم يكن على دين العشق , يصبح لعبة موقتة , والرحيل والفراق , مصيره لا محالة .
ماعدتُ من دينكِ
ولا صرتِ
منْ
ديني
ماعدت أهواكِ
أتركيني
ما علمني الحبَ قوالٌ
ولا قرأتهُ في كتبٍ
الحبُ يا حلوتي
مخبوءٌ
ب ( جيني )
ما عدت معبودكِ
أتركيني
—————-
لا اشتريكِ أبنةُ
المال
أرصدتي في البنوك صفرٍ
عملتي شيكات حبًّ
دقات قلبٍ
واشواق تجري في
شراييني
لا يرضيكِ دربي
فأهجريني
الحب أمل والعاشقة هي أمل , اسم على مسمى , فهذه السمراء الفاتنة بالحسن والقبل , تغرف من عسل الحب والغرام , وتنام على وسادة الاحلام بالوصل والهيام ’ ولم يفارق عاشق روحها , فهي الغاية والمرام , وهي الحياة والوجود والامل . في اطياف الحب تروي الظمأن . وتتغزل بالعشق احلى كلام لهذه العاشقة ( أمل ) , ولكن ياحسافة فقدها كما لقيها . كحلم مرَّ على عجل
مازالت شفاهي عطشى
لم تزل الكلماتُ
حيرى
كالطيف لقيتها
كالطيف فقدتها
كحلم مرَّ على
عجل
قالوا ما أسمها ؟
قلت
وردتي
أمل
————–
عندليبٌ على الغصنِ شدا
فجاء ملاكُ الشعر
والزجل
قال ما أسمها ؟
قلتُ
مليكتي
أمل
ومضات في الحب والعشق في توهجها الدال في الهوى والهيام
× حين يبرقُ مبسمك
تذوي كل …
المصابيح
——–
× حين ألمسُ كفيك
تنتشي كلُ
الرياحين
———
× حين ألثم ثغرك
ترقصُ نجوم
السماء
————-
× حين تشتهيك
شفاهي
تورق كلُ
البساتين
الامل في أمنية الحب ان يضيء ويزهر كالازهار . ان ترفع رايات الحب عالياً . تصبح الدموع ازهاراً , لتولد مواليد واناشيد جديدة , لترقص المناجل في سلال الحبوب
متى
تصير
دموعنا زهوراً
تعانقُ
المواليد
تكتب الاناشيد
ترقص
المناجل
فتمتلئ السلال
بالحبوب
حمامة الحب بيضاء صافية , ترقص لها الروح وتطير فرحاً , ومن دونها , لا زهور ولا رائحة عطور الازهار . من دونها تفقد الحواس خصبتها وجمالها , فهي الامل الذي يباغت الظلام . فهي الشمس تدور في الجود والشكر .
تجودُ حبيبتي
الشكربحقها قليل
الشمس حولها تدور
حبيبتي تستحق السجود
حمامتي بيضاء طليقة الجناح
حمامتي
تُقبل السنابلُ
حمامتي تعشق
الورود
حمامتي
تجدلُ ضفائر النجوم , ثم
تعود حمامتي
تمشطني
تُلبسني , تقبل عيوني , تدللني كطفلها
الودود
حمامتي لا تخلفُ
الوعود
حمامتي لابد ان
تعود
حبيبتي لابد أن
تعود
× عنوان الكتاب ؛ ( ن ) سجاح
× اسم المؤلف : حميد الحريزي
تصميم الغلاف : فلاح العيساوي
الطبعة الاولى : عام 2019
عدد الصفحات : 143 صفحة
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here