المرجعية الدينية….مقدار المسافة من الوطن.

حكمت مهدي جبار

اصدرت المرجعية الدينية العليا في مدينة النجف اليوم خطبتها الاسبوعية والتي اعتاد على سماعها المسلمون في صلاة كل يوم جمعة.وتأتي الخطبة في خضم تصاعد وتيرة الاحداث الدامية التي شهدتها محافظة ذي قار من خلال المصادمات بين المتظاهرين وقوات الامن المتواجدة في مدينة الناصرية والتي راح ضحيتها العشرات من الشباب الابرياء بين شهداء وجرحى امتلأت بهم مستشفيات المدينة.

دعت المرجعية من خلال بيانها على لسان السيد احمد الصافي في كربلاء بأنها لاتسمح لأي كان باستغلال المظاهرات والعبث بالمؤسسات والاعتداء على دوائر الدولة والمواطنين وقوات الامن.وأشارت المرجعية الى أن العراق اليوم يمر بظروف عصيبة جدا لم تتمكن الحكومة من تلافيها والتعاطي معها بشكل ايجابي.وقالت أن هناك عجز واضح من الجهات المعنية وربما تقصد بها الجهات الامنية المختصة بحماية أمن الشعب فهي لم تتمكن من حقن دماء الابرياء من المتظاهرين فان على مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة ان يعيد النظر في خياراته في هذا الشأن بما تمليه مصلحة العراق ودماءه وتفادي انزلاقه الى دوامة العنف والفوضى والخراب.

وأكدت على ضرورةالاسراع باقرار حزمة التشريعات التي صلرحت بها بما يرضي الشعب تمهيدا لاجراء انتخابات مبكرة تعبر بصدق عن ارادة الشعب وأدانت المرجعية التسويف والمماطلة الذي تمارسه السلطة فذلك لايحل المشكلة ولايتجاوز الازمة بسلمية وحضارية تحت سقف الدستور.وأن ذلك سيكلف البلاد ثمنا باهضا وسيندم عليه الجميع.وقالت:ان الاعداء وادواتهم هم الذين ينشرون الفوضى للقتال الداخلي واعادة البلد للدكتاتورية المقيتة فلابد من تعاون الجميع لتفويت الفرصة على الاعداء..وجاء في الخطبة ان المرجعية الدينية سندا للشعب العراقي الكريم وليس لها الا النصح والارشاد من اجل مصلحة الشعب ويبقى للشعب ان يختار الاصلح لحاضره بلا وصايا لاحد عليه.

لقد تكررت الاستنكارات للمرجعية فيما يخص استغلال المظاهرات طيلة خطبها عبر ايام المظاهرات المتواصلة ولم يجد ذاك الاستنكار نفعا ليزداد نزيف الدم وتتطور الاحداث في الناصرية بشكل مخيف جدا.وتتعرض مؤسسات الدولة للخراب والتدمير ويقتل الشباب في الساحات والشوارع.وتعيد ايضا نفس العبارات عندما تقول ((ان الظروف عصيبة)) ولم تتمكن الحكومة من تلافيها وهو نقد قاس واستنكار للحكومة ولكن لم يجد الشعب حلا.واشارت الى ان هناك عجز واضح في الجهات المختصة في التعامل مع الاحداث.أن دعوة المرجعية للبرلمان في اعادة النظر في خياراته لهو أمر صعب جدا على البرلمان.فكيف سيعيد الخيارات وماهو موقفه من اعادة الانتخابات مبكرا.وان تحذر من انزلاق البلد الى الفوضى والخراب والدمار بينما الشعب يرفض الحكومة ويدعو لاسقاطها بالكامل وأن الدماء مازالت تنزف كالانهار في ساحات المدن وشوراعها.

ولاندري من هم الأعداء الذين قالت عنهم المرجعية ومن هم ادواتهم والذين سوف يرجعون البلد الى عهد الدكتاتورية..هل هم في داخل العراق ام في خارجه. وتختتم المرجعية قولها بأنها لاتمكلك الا (النصح والارشاد) من اجل مصلحة الشعب ويبقى للشعب (ان يختار الاصلح) لحاضره بلا وصايا لاحد عليه.هل سيسمع اصحاب السلطة نصح وارشاد المرجعية وهل ستحد خطبها من مصائب البلد وهل ستوقف نزيف الدم وهل ستنقذ العراق من الانزلاق الى الهاوية؟؟؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here