خيارات صعبة امام المعلم اليوم.

حكمت مهدي جبار

تحت وطأة الاضطراب الذي تعيشه المؤسسة التربوية اليوم متأثرة بسبب عدم استقرار الوضع السياسي في البلد ماهي الخيارات امام المعلم والمدرس وهو يواجه ميدان صعب يضج في الآلاف من الطلبة والتلاميذ تحت ظل الوضع الحالي القلق. والحقيقة انه لاخيار أمام المعلم والمدرس اليوم سوى الصبر وان يحتوي كل سلوكية وان يقبض على نفسه كما يقبض على جمرة والا فلم يكن هناك خاسر سواه.

ان ضعف الحكومة هو السبب الأول في خلق كل أشكال الفوضى ليس فقط في المؤسسة التربوية والتعليمية فحسب بل في شتى مؤسسات الدولةوعندما يكون الراعي الكبير ليس بمستوى المسؤولية أمر طبيعي ان تضطرب الأمور وتتعاظم المشاكل في جميع مظاهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ان التلميذ ثمرة هذا المجتمع الذي اضطرب والذي تشظت حياته بفعل تخبط المنظومة السياسية التي جاء بها أشخاص توهموا بأنهم قادرون على إدارة شؤون الشعب والدولة والحكومة.

لقد ظلت المؤسسة التربوية عرجاء تعاني من تركات وعلل مزمنة لم تقدر على معالجتها الوزارات المتعاقبة المتخصصة بالشأن التربوي التعليمي حتى أنتجت أجيال مضطربة العقول معقدة النفوس جراء فوضى الحكومات واضطراب الأمن وتدهور أسباب الحياة.عندما اندلعت المظاهرات الأخيرة مستنكرة فشل الحكومة في أداء واجباتها رافضة كل أنواع الفساد وتسلط الأحزاب تأثر قطاع الطلبة كثيرا بما جرى. وتعاظم عندما اضطرب وضع التعليم وخروج جماهير المعلمين بالمظاهرات وانعكاس ذلك بشكل واخر على نفسيات الطلبة.

استزرعت في شخصية الطالب المراهق روحية التمرد وتطورت إلى نزعة تخريبية فصار يناقش ويجادل ويقف في وجه المعلم ويرفض وربما وصل بالبعض من الطلبة إلى الاعتداء بالضرب مثلا او تخريب المدارس وغيرها.وهكذا فإن أصعب مهمة يؤديها المعلم اليوم إزاء مايحدث في مجتمعنا العراقي هي مهمة الاستيعاب والاحتواء للطالب وذلك أمر شاق جدا قد يكلف المعلم باعتباره القدوة والشمعة الشيء الكثير إذا ما دفع صحته ثمنا باهضا. هكذا إذن تثبت مقولة أن المعلم شمعة تحترق لتضئ الدروب للأجيال صحتها لحقيقة المعلم العراقي الذي لم يتحمل فرد عراقي ما تحمله عبر تلك السنين الظالمة. لاخيار أمام المعلم اليوم الا ان يصبر على قبض الجمرة في سبيل مستقبل الأجيال وخلاصهم وأنها لاوالله أعظم رسالة..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here