لا فاض .. ولا تبدًه

محمد علي مزهر شعبان

هل انتهت المشكلة، وأطفئت النائرة، ومضى بنا القطار الى المحطة المأموله ؟ هل ذهاب الرجل الذي ولد من أرحام من وضعوه على سدتها، ستزال الازمة، وتنتهي الغمة والطريق سالكه الى الخلاص، وما أنتجه نهر الدماء السخية من منعطف غير مجرى التوجهات ؟ هل قدمت لنا قائمة انتجتها تلك الجموع، وما ألت إليه من تضحيات وأماني ثمنها الدماء، أم سيركب الموجة من أنبرى وقد نهضت وسائل إعلامه تضرب على الوتر المنغم المناشد المتباكي مع المتظاهرين، وكأن الازمة المستديمه، ظهرت على حين غره . أولئك هم ذاتهم من عضوا عليها بنواجذهم، ملكا صرفا منذ 16 عاما، يهجمون في تلاحم صوب الهدف، الا اللحظة التي فوجئوا بها، فتلبسوا فيها موقع الدفاع، وخط التراجع ؟

كنا نسئل أمهاتنا ونحن جياع، ما أخبار ” كدر الفوح ” فتقول : لا فاض ولا تبده . إذن الى ماذا تؤشر البوصلة، هل سيرجع من إلتحف بجلباب الانتفاضة، ليكون قاضيا، وهم اركان الجناة ؟ بدأت حركات توميء باسماء، وكأنها بعثت من منازل الرحمة، يترشحون لادارة رأس الوزاره، وقد جهزوا أنفسهم، وكأن السدة ستمسك، من خلال ما أرادت الاجندة الامريكية ان تلعب، فبدلت الادوار من موالاة ايران الى الركون في حضن ” ام الانسانية ” امريكا، تحت سقف الفوضى الخلاقة . عجبي أي فوضى تمتلك مناهج وسبل الاخلاق ومؤدياتها ترسي على شواطيء الامان والاستقرار ؟ إنساقت قنوات إعلامية، بالامس القريب تبعث لنا زرافات من الجحوش المفخخه، وتحرق سمائنا بافتراءتها، وتشعل الاجواء بفبركتها وهي معروفة المفاد والتوجه، حتى إلتحقت بها قنوات قرأت المقدمات، وعرفت النتائج فذهبت في سياق التصعيد والتباكي .

السؤال هل نحن مجربون، أم حكماء ؟ الحكمة في متاهة التخمين، ضرب من الخيال، والتجربة تمتلك ثوابتها في التعيين . وكما قيل في الامس القريب ( المجرب لا يجرب )

نعم مسالك انتاج حكومة جديده، تحتاج الى بنود دستوريه في عملية إنتقال الحكم،ولكن من يضع هذه البنود، ولمن توكل في تأسيسها ؟ هل توكل عملية تبادل الادوار الى ذات اللاعبين، ممن جندوا لهذا الغرض؟ إذن اين المتظاهرون وأصحاب التضحيات من هذا الامر؟ فتغيير الدستور عملية تحتاج الى وقت وأشواط إضافية، تتميع فيها المطالب . فالاحرى البحث عن ثغرات الدستور التي ولج في تأويلها أصحاب مقود العملية السياسيه، اللذين إنقلبوا ليس على أهوائهم، إنما لشدة عصف الجمهور، والا كيف تبرم وثيقة التغيير، والجناة جميعا لا زالوا في خضمها . فأين أهل الحق اللذين يدركون التقاضي، والادراك الى درجة التثبت اليقيني، ويرقى في ان يضع النقاط على الحروف، لا تشوبها ظلال التأويل . فالامس ليس ببعيد، والحقائق تغني عن وثائق الوعيد وما جبلوا عليه من ولوج ناعمة الملمس . ولكي تهتك الوقائع وما أسست وما جرى في ميادينها من عماية الاباطيل فعليكم الادراك ان لا تذهب تضحياتكم سدى .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here