تحذير هام

دائماً تتعرض حركة الثورات في كل العالم إلى أعمال كيدية من أشخاص
يظهرون في الوسط حماسيون في الغالب ولكنهم نفعيون ومرتزقة ومتآمرون
وهم كثير فأحذروا منهم ، أولئك الذين يلبسون ثوب الثوار
والمصلحين والأطهار وهم أبعد ما يكون عن الثورة والثوار ، هؤلاء
الذين يكثرون الصراخ بمناسبة أو بدونها فهم من يخاتلون الثوار
الحقيقيين ويطعنونهم في الظهر ، وهؤلاء يجب تعريتهم وتعريفهم
للعالم لكي يشهد على خبثهم ونفاقهم وأنتهازيتهم .
وإننا إذ نهيب بأبنائنا الثوار أن يحذوا الحيطة والحذر فليس كل من
تسربل بلباس الجنود مقاتلاً ، نعم هناك ثمة مؤامرة يُراد لها
ان تخلط الأوراق وإفتعال الفتنة بين المتظاهرين ، والتهويل من الخطر
الوهمي كما فعل أبن زياد ذات مرة .
فكونوا على حذر ووجهوا أنظاركم نحو الهدف الكبير في التحرير وبناء الدولة
الجديدة ، وفي هذه المناسبة أناشد بعض شيوخ العشائر أن لا يكونوا بيادق
في صف أعداء الوطن ، ولا يجب ان يدنسوا شرف العشيرة والقبول بفتات من
دنيا زائلة أو يتساهلوا مع المعتدي مهما كثُرة مغرياته ، وأبشركم
فإن ما ينتظر الجميع خيرا كثيرا ، فلا تفوتوا على أنفسكم وأهليكم شرف
المشاركة في صنع العراق الجديد الذي يحلم به كل حر غيور شريف ، ولا
تنخدعوا بأباطيل جوقة المفسدين الذين خربوا كل عامر وجميل في وطننا
الحبيب ، وهم في النفس الأخير .
نعم هناك شيوخ وعشائر ترفع لهم القبعة والعقال والعمامة لمواقفهم
الوطنية الجسورة التي عبرت بصدق عن توجهات كل الشعب من أقصاه إلى أقصاه
مواقف جريئة جبارة ، فلهم الشكر موصول منا ومن كل عراقي أصيل ما
حيينا ، وسيسجل التاريخ أسمائهم وصفاتهم بأحرف من نور في سجل
الخالدين طيبي الذكر .
وفي هذه المرحلة من مسيرة الثورة أتمنى أن يكون شعارها ، هو ذلك
الشعار الخالد للإمام الحسين وهو يقول : – ( من لحق بنا أستشهد ومن
تخلف عنا لم يبلغ الفتح ) – ، في رمزية هذا الشعار وفحوآه متوكلين
على هديه سائرين غير منحازين سوى لشعبنا الذي يأمل فينا خيراً وصلاحاً
.
أحببت أن أقول ذلك في هذا التحذير ، لما نسمع ونشاهد من المحاولات
الخبيثة لإعداء الثورة من الطابور الخامس ، وزمر المتآمرين والخونة
فكونوا أيها الثوار في وطني على حذر ، وأعقلوا أمركم وتوكلوا فلم يبقى من
الأمر أكثر من الذي مضى ، نصركم الله وسدد خطاكم ..
راغب الركابي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here