اجهاض مخطط ضم العراق الرهيب لأيران و اغنية الراب الإيرانية (اقتل عربياً) تشبه سليماني بقوروش

بقلم: بروفسور دكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لقد كان المخطط الفارسي لضم العراق لإيران رهيبا وتدرج على مراحل منذ عام ٢٠٠٣ بعد سقوط نظام صدام على يد الدبابات الامريكية الغازية. ولقد اعتمد الغزو الأمريكي لبغداد على اكذوبة روجها عملاء ايران والمتسكعون في شوارع قم وطهران ولندن ودمشق وبتوجيه من ايران على أساس ان العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. وقد اكتشف بعد ذلك ان هذه مجرد كذبة كانت الغاية منها اسقاط نظام صدام حسين وتدمير العراق كدولة وشعب. بدأ مباشرة بعيد ذلك المخطط الفارسي الرهيب لضم العراق الى ايران حتى ولو بتقسيمه وضم الجزء الجنوبي منه لإيران. تدرج المخطط بشكل متسارع وحتى تنظيم المسيرات الراجلة لكربلاء كانت جزء من هذا المخطط. ضنت ايران ان الشيعة العراقيين سذج وتستطيع ان تلعب عليهم وتستغل حبهم لاهل البيت فتستولي عليهم بذلك المخطط الرهيب كما سنرى ادناه. أولا لابد من التعريج على العداء الفارسي العربي ولو بشكل مختصر.

يعود عداء الفرس للعرب لما قبل الإسلام بآلاف السنين ولكنه اشتد فيما بعد الإسلام. وام ما كتبه ابو قاسم فردوسي الأديب والشاعر والمؤرخ الفارسي الشهير وصاحب مجلد ( الشاهنامه في القرن الرابع الهجري المتكونة من ستة الاف بيت) الذي يفصح عن عقد العنصرية و الاستعلاء والاستكبار على القوميات غير الفارسية وفي مقدمتها العرب حيث يقول في قصيدة تنضح بالعنصرية والتكبر: ” كيف نسمح لهذا العربي آكل الجراد الذي يشرب ويستحم بأبوال الإبل أن يأتي إلى هنا وباسم الفتح يقضي على عرش كسرى ” ( تف عليك أيها الزمن ) فكسرى بالنسبة للإيرانيين والفرس عموماً ليس مجرد “إمبراطور” ولكنه رمز تاريخي. وقد امتدح فردوسي كسرى بقتله الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي بينما ذم العرب ذماً شديداً. وقد كتبت الشاهنامة نكاية بالعرب في عصرهم الذهبي.

اما ( كرماني ) أحد مفكري الفرس المشهورين فيقول: إن الإسلام دين غريب فرضته على الأمة الآرية النبيلة أمة سامية هي حفنة من آكلي السحالي الحفاة العراة البدو الذين يقطنون الصحراء إنهم العرب المتوحشون الذين جلبوا الدمار للحضارة الإيرانية .

اما (صادق زيبا ) الفارسي العنصري فانه يظهر حقيقة الحقد الأسود للعرب بقوله : (يبدو اننا كفرسٍ إيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب؟ فما تزال معركة القادسية ماثلة أمام عيوننا على الرغم من مرور أربعة عشر قرناً عليها إننا نخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين على العرب

كأنه نار تحت الرماد تتحول إلى لهيب كلما سنحت الفرصة)؟ ويقول كذلك: أعتقد أن الكثير منا سواء كانوا متدينين أو علمانيين يكرهون العرب، للأسف الشديد الكثير منا كفرس عنصريون. وعلى ذكر القادسية فان حربهم ضد العراق لايزالون يسمونها الحرب المقدسة او الدفاع المقدس وهي الحرب التي اصر عليها خميني المقبور ثمان سنوات من القتل والدمار ولم يوقفها لا بعد ان أصابه السرطان وقيل يومها في قبول ايقافها انه اشبه بتجرع السم. فكم من الحقد الدفين هو يحمل على العرب العراقيين في نفسه؟ وفي يوم واحد من تلك الحرب قتل الجيش الفارسي ٣٠٠٠ اسير عراقي بعد محاصرتهم وساعده في هذا القتل الاذلاء من العملاء من أمثال هادي العامري ومحمد باقر الحكيم وغيرهم.

ومن المعاصرين الفرس الذين يسخرون من العرب المدعو محمد علي جمال زاده وهو كاتب معاصر بقوله: “في الصحراء يأكل العربي الجراد بينما يشرب كلب أصفهان المياه المثلجة ”

وقد وردت عبارات توبيخ وسخرية وكراهية للعرب في الادب الفارسي الحديث مثل وصف العرب بكلمات بذيئة مثل: (موبؤون، قذرون، بشعون أغبياء، و جلودهم سوداء ).

و قبل فترة وقف الشاعر الإيراني المعاصر مصطفى بادكوبه اي في أمسية شعرية نظمتها هيئة تتبع الحكومة الإسلامية في إيران، وأخذ يلقي قصيدته (إله العرب)، التي صفق الجمهور طويلاً لكل مقطع فيها يهاجم العرب والإسلام.
يقول الشاعر في أحد مقاطع القصيدة: (خذني إلى أسفل السافلين أيها الإله العربي شريطة ألا أجد عربياً هناك). ثم يكمل الشاعر بالسخرية من القرآن بالمقطع: (أنا لست بحاجة لِجَنَّة الفردوس لأني وليد الحب، فجنة حور العين والغلمان هدية للعرب). وكثيرا ما يورد عداء الفرس للعرب في الادبيات الفارسية الالاف المرات.

هذه الكراهية الفارسية للعرب موجودة ليس في ادبياتهم فقط بل حتى في المناهج الدراسية وتجدها متجذرة في عمق التاريخ خاصة بعد تحرير ايران من عبودية النار المجوسية. و ان كراهية الفرس للعرب لاتفرق بين مذهب وآخر فالكراهية تشمل السنة والشيعة العرب على حد سواء بل وقد عانى منهم الشيعة اكثر من السنة و خير دليل هو ما يفعله الفرس بعرب الاحواز الذين يتعرضون الى قمع وازدراء وتفريس مناطقهم بتهجيرهم الى مناطق غير عربية واستقدام فرس بدلهم . وعندما تستقدم الفرس تصادر اراضي العرب الزراعية وتمنحها للفرس لتأسيس شركات عليها. ويعاني عرب الاحواز من تمييز عنصري يسلبهم ابسط حقوقهم الانسانية.

ويشعر الفرس بالعداء الشديد للعرب في العراق لان هؤلاء العرب اصحاب الحضارة البشرية الأولى. وبقت الفرس تعاني من نقص شديد فهم ليس لديهم حضارة ولكن عندما وجدوا العراق موطن الحضارة والإبداع الإنساني، بينما لم يتمكنوا هم عبر تاريخهم من تقديم إسهام حضاري مماثل، اذ كل الذي فعلوه أنهم نقلوا إنتاج حضارة وادي الرافدين إلى فارس، لذلك فقد أخذوا موقعهم كمتلقين للحضارة لا صانعين لها. حتى الديانة (الزرادشتية) لم تكن فارسية، وإنما أخذوها من (الميديين)، ولم يجدوا ما يكتبون به كلامهم إلا الكتابة المسمارية العراقية والآرامية العربية… وكان الإسلام الذي جاء به العرب عاملاً إضافياً لجعلهم يكرهون العرب. فبعد أن كانوا يسخرون من العرب أصبحوا جزءاً من الحضارة العربية الإسلامية ، فما انفكوا يحلمون بإعادة أمجاد ساسان.

ان ايران تغذي العداء للعرب لاطفالها منذ الصغر وهم يستغلون مسألة حب اهل البيت لكي تحقق أغراض واهداف سياسية عنصرية. وتطفو كراهية الفرس للعرب بشكل كبير ليس فقط في تواجد العرب لزيارة الامام العربي علي بن موسى الرضا في مشهد ولكن حتى في تواجدهم هم في النجف وكربلاء وغيرها. الفرس بشكل عام يجعلون قوميتهم الفارسية تطغى على جميع القوميات ولكن عدائهم للعرب لايغطيه غربال بينما في نفس الوقت يطلبون من الشيعة العرب التخلي عن قوميتهم لشيعيتهم وفي الواقع هذا على المستوى الظاهري أما في الجوهر فإن الفرس يسعون إلى أن يكون الشيعة العرب أتباعا أذلاء لهم.

ان كراهية الفرس للعرب ذات بُعد شمولي وليس محدوداً حيث ان الخطورة في هذه الكراهية انها تنطلق من النخبة المثقفة الفارسية وليس من الجهلة فقط. ويسعى الفرس للهيمنة على مقدرات الدول العربية السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها خاصة العراق بحجة التشيع ونصرة المذهب. بينما هم اكثر من أساؤوا لاهل البيت وذلك بنسب ما ليس فيهم اليهم من معجزات وكذب وتلفيق واحيانا كثيرة تأليه. ولو كانوا صادقين بحبهم لاهل البيت لاحبوا قوم اهل البيت وهم العرب بحب اهل البيت. فهم لايودون العرب بغض النظر عن مذاهبهم و حتى عملائهم فانهم يعتبرونهم اذيال ذليلة لا غير. اذن فان الصراع الفارسي العربي هو صراع تأريخي وليس أيديولوجي فحسب. ولقد طفت على السطح مؤخرا اغنية راب إيراني اسمها (اقتل عربيا) تكيل السباب والشتائم للعرب وتدعو ملكهم (قوروش) للمجيء لقتل العرب وتقارنه بقاسم سليماني حيث تمتدح قاسم سليماني بان له جيش في كل مكان مثل قوروش. وهذا الملك قوروش هو مؤسس الإمبراطورية الفارسية الذي استولى على بابل والعراق وله مكانة خاصة في قلوب اليهود الصهاينة منهم خصوصا ويمجدونه ما تمجده الفرس. وتبيه قاسم سليماني بقوروش على انه لديه جيش في كل مكان تعني في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها انظر الرابطين ادناه:

https://www.alarabiya.net/ar/iran/2015/08/16/-اقتل-عربيا-عنوان-جديد-لمعاداة-العرب-في-إيران

https://www.alquds.co.uk/اغنية-ايرانية-تدعو-لـقتل-العرب-وتمتد/

ولقد حاولت ايران بعد معركة القادسية الأولى ان تجعل العراق جزء منها وهي كانت تخطط فيما بعد عام ٢٠٠٣ الى اجراء استفتاء عراقي عام لضم العراق لإيران. ولقد رأينا كيف ان الإيرانيين في الآونة الأخيرة اخذوا يربطون العلم العراقي بالعلم الإيراني عند قدومهم للزيارة وهي حركات مقصودة. وتردد كثيرا ان الدم العراقي والإيراني واحد ثم تدخل المجرم قاسم سليماني ومعممي قم وطهران وسياسيو ايران وسفيرهم في بغداد بالسيطرة علـى هرم السلطة العراقي بحيث صار العراق ليس الا ضيعة إيرانية علـى المكشوف. علاوة على ربط العراق بكهرباء ايران وطرق مواصلاته مع تدمير كل البنى التحتية العراقية بحيث اصبح العراقي اذا مرض يذهب للعلاج في ايران رغم انه يلقى رعاية هابطة جداً. كل ذلك وغيره هو جزء من مخطط كبير لأجراء استفتاء عراقي عام في الحاق العراق بايران. وبالنسبة للفساد المالي وخراب البنية التحتية كانت جميعها مقصودة ومشجع عليها من ايران لكي هيأوا الأجواء لربط العراق الضعيف بإيران ابتداءً بجعله معتمدا بالكهرباء وغيرها عليهم. ولقد شعر الشباب العراقي بالمخطط الحقير الذي يرسمه قادة ايران وعلى رأسهم علي خامنئي وقاسم سليماني وسفير ايران في بغداد مسجدي مع رؤوس الكتل والعصابات العراقية المعروفة وغير المعروفة. ولهذا السبب فان ايران أصيبت بالجنون وارسلت قناصيها والمئات من عناصرها التي اوغلت ولاتزال بالقتل المستمر لان مخططهم الذي عملوا عليه على مدى ١٦ سنة اجهضته ثورة شباب العراق خلال أيام. وكان جزء من هذا المخطط الرهيب الذي ينتهي بضم العراق لإيران هو ادخال داعش لكي يكون لهم موطأ قدم عسكري كبير داخل العراق. وفي حالة استفتاء الضم اذا افشله الاكراد والسنة فانهم كانوا مستعدين ان يتم تقسيم العراق وهم ضنوا انهم يضمنون تمرير استفتاء الضم في مدن الشيعة ولكن الثورة الشيعية ان صحت التسمية اثبتت لهم عكس ذلك وأثبتت لهم ان الشيعة العراقيون هم عرب أولا واخرا ولا يتنازلون عن عروبتهم على الاطلاق. وهذا هو السبب الذي جاء بالمجرم والعنصري المجوسي قاسم سليماني للعراق ولايزال.

أخيرا من العملاء الإيرانيين الذي خرج هذه الأيام لتسقيط الثورة العراقية وبايعاز من اسياده سيء الصيت المدلس والفاسد محمد حسين بحر العلوم مندوب حكومة عادل عبد المهدي العميلة في الأمم المتحدة. فهذا العميل حاول جاهدا تبرير قتل المتظاهرين وانكر قتلهم من قبل قوات الامن ودلس تدليسا موجها ضد الشعب العراقي وحتى ضد تقرير (اليونامي عن الاحداث وتدليسا يمتدح به حكومته الفاشلة. هذا الشخص الفاسد غير مرغوب به ويعمل ضد مصالح الشعب وهو من الطبقة التي أتت بالمحسوبية والمنسوبية وانه معادي للشعب فعليه يجب قلعه نهائيا. انه يمثل النظام العميل وليس الشعب وكان المفروض طرده من قاعة الأمم المتحدة لان جميع ما قاله كذب وافتراء وتدليس. هكذا هم عملاء ايران من المالكي الى بحر العلوم ليس لا دمى بيد قاسم سليماني (قوروش) حيثما شاء واينما شاء حركها.

النصر للعراق الحر الابي والموت لأعدائه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here