الارهاب الامريكي والفساد الحكومي

صادق غانم الاسدي
لم يتوقف نزيفك وشلال الدم منذ عقود وانت ياعراق مطروح ارضا وتنهش فيك سكاكين الزمن بأيدي لم تراعِ ِ خيراتك وسعة أرضك المتنوعة بسهولها ووديانها وجبالها وتلالها وقصبها واهوارها لتنهش كل مافيه من خير وبركة , مرة عليك سنين قحط وحرمان وجوع وحبست السماء انفاسها وانعدم سقوط المطر لاعوام , ومع ذلك كنت تحفظ كل ذكرى فينا وسيكتب التاريخ ان بلدي رغم ماجرى عليه سيقاوم وسينهض , لان الوطن هو حضن الطفولة وهاجس الشباب وذكريات الشيخوخة ومقبرة الغزاة والطامعين فيك , وصف الدكتور علي الوردي رحمة الله تعالى عليه العراق قائلا (عادة ما أشبه العراق بأمرأة أسمها (غنية) حسناء لبيبة مترفة وثرية مكتنزة بالحلي ومرتدية حلة مقشبة ، ويحيطها ويحف بها بداة حفاة أجلاف ممزقي الثياب شبقين كل يريد وطأها ،لكن كل منهم يخشى سطوة الآخر وليس سطوتها بسب وهنها، ويمكث كل منهم متلصص متربص لها ولعدوه البدوي الآخر، والكل ينتهز الغفلة التاريخية للإنقضاض عليها،حتى وطئها الجميع وكانت ولاداتها هجين من أرومات هؤلاء البداة ، ولكن هؤلاء أصبحوا أبنائها وفلذتها). ،مايهمني بالامر تعاقبت الحكومات على العراق كثيرة منذ تأسيس الدولة العراق ولم نر النور والازدهار في اي عصر وان بعض الامور تتحسن لفترات محدودة في حكم رئيس وتنتهي لتعود الاحزان من جديد, ومن خلال مانقرأه في كتب التاريخ نجد أن الحاكم القاسي تطول فترة حكمه اكثر من الحاكم العادل والضعيف والديمقراطي ولكن بعد اسقاط كل حاكم ظالم والاطاحة به ينتج عنه اخلال بالامن العام ويتحول الشعب فيه الى اوج الحرية ولايوجد فاصل او منطقة يركن اليها الناس للمستوى الديمقراطي قبل التحول الى الوضع الطبيعي لنهاية عصر الدكتاتور , كما جرى في العراق بعد القضاء على الظلم والقمع ابان النظام السابق ,ليتحول العراق ايضا الى مرحلة من الانفتاح الواسع جدا ترافقه انحدار بمستويات واخلاق الناس وانتشار الفساد واقتناء الناس لادوات التطور دون ان يستخدمها بما يناسب الذوق العام , فضل الشارع مصدر لضخ عوامل الانحدار الاخلاقي عند معظم الناس وانتشرت فن الجريمة والاحتيال والنصب وسادة نظام الغابة بين الشعب لغياب سلطة القانون, قبل اربعة عشر عاما حكم العراق مجموعة من الاحزاب والتيارات بنظام برلماني تستند فيه الديمقراطية كأسس في التداول السلمي للسلطة , وانتشر خلال ذلك الفساد والضعف في محاسبة من سرق المال العام والتقصير في توفير الخدمات بمختلف انواعها بسبب المحاصصة السياسية فضل البلد ينزف دما , والحديث يطول جدا عن الظلم الذي لحق بمختلف واسع من الشباب والخريجين واقتصر التعين على المنسوبية والمنتمين الى الجهات الحزبية , وهنا لااريد ان ابخس دور الاحزاب من جانب محاربة قوى الشر فقط المتمثلة (بتنظيم داعش) واستجاب الرأي العام لفتوى المرجعية بمقاتلة داعش بتشكيل فصائل المقاومة والحشد الشعبي المقدس الذي انهى صفحة من التهديد والخطر الحقيقي على اراضينا ومقدساتنا ووحدة بلادنا , اليوم العراق يمر بأزمة سياسية حادة نتيجة المطالبة من كافة شرائح المجتمع وهم ينتفضون على الفساد بكل ماتحتويه هذه الكلمة وسقط من جراء ذلك مئات الابرياء للتعبير عن رفضهم للظلم , الجميع كانت لديهم تحفظات على ماقامت به الحكومات السابقة من تلكأ في كافة الميادين وماشهدته التظاهرات السلمية هو خير دليل على ذلك ربما لم يخرج الشعب بكل فئاته الى الشارع للتنديد والمطالبة بعملية الاصلاح الجذري كون التظاهر هو حق وليس واجب شرعي وتكليفي , ولكن جميع العراقيين اتفقوا على التأييد ودعم تلك الجهود والتظاهر السلمي الخالية من العنف والبعيدة عن الحرق والتنديد بشعارات خارج الاصلاح كي لايركب موجة التظاهر المغرضين لتشويه صورة واقعية لشباب حولت بسواعدهم انفاق وجداريات وشوارع العاصمة الى لوحات تحاكي الضمير العالمي واعطت رسالة المحبة والسلام واظهرت صورة مشرقة ومعززة ان العراق بلد الثقافة والفكر , وما يرافق التظاهر من اعمال عنف وحرق للمحلات والاضرار بالمال العام وممتلكات الدولة لايمثل روح المطالب الحقيقية وحذرت المرجعية الدينية الرشيدة بخطاباتها ونبهت عن المندسين وتطالب بالتمييز عن التظاهر السلمي , ولايغفل على الجميع ان امريكا تريد ان يكون العراق بلد للفساد والتخريب ونظام اللادولة ويستمر العنف ليصبح ساحة امريكا الاولى لتصفية ومقاتلة الارهاب داخل اراضيه’ فاسقط برايمر العراق بحجة الاحتلال واسقط نيغربوتي الدولة بالحرب الطائفيه واسقط اوباما الدولة بحجة داعش وترامب بحجة العصابات وما يشهده العراق اليوم من تظاهرات ربما تتحول الى اقتتال بين ابناء البلد وينتج عن ذلك عواقب وخيمة تحرق الجميع ان لم ينتبهوا على المخطط الكبير وينظموا الصفوف ويتظاهروا ضد الارهاب الامريكي والفساد الحكومي معا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here