لماذا انقلبت أمريكا على الديمقراطية في منطقة الشرق الوسط

المعروف عن الحكومة الأمريكية منذ نشأتها وهي تتظاهر بأنها خلقت وجدت لحماية الديمقراطية والدفاع عن الشعوب التي تقمع وتضطهد وان مهمتها نشر الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الرأي والتعددية الفكرية والسياسية في الأرض

لكن عند التدقيق في كل حروبها وكل شعاراتها يتضح لنا أنها على خلاف ما تتظاهر به أنها لا تعترف بالانسان ولا بحقوقه ولا حرية رأيه وما هذه الشعارات الا وسائل تضليل وخداع الغاية منها تحويل الشعوب الى مجرد بقر حلوب تدر ذهبا ودولارات حسب ما ترغب في الوقت الذي تحدده والكمية التي تحددها وتضع الشعوب واقتصادها في خدمتها ومن أجلها وكل من يرفض ذلك تتهمه بأنتهاك حقوق الانسان والدكتاتورية

لهذا تتعامل امريكا مع البلدان الغنية غير تعاملها مع البلدان الفقيرة اي حسب الكمية التي يدرها ضرعها فلا شك ان تعاملها مع العوائل الفاسدة

المحتلة للجزيرة والخليج وفي المقدمة ال سعود على خلاف تعاملها مع الصومال وبعض الدول الفقيرة لأن ضرع ال سعود يدر دولارات بشكل مستمر وبدون انقطاع أما الصومال والدول الفقيرة الأخرى فلا يهمها أمرها لأنها لا تستفيد منها شي لهذا تخلت عن الصومال التي سيطرت عليها الكلاب الوهابية الارهابية كلاب ال سعود القاعدة داعش وعشرات المنظمات التي تدين بدين ال سعود والتي أصبحت قاعدة للمنظمات الارهابية ونقطة انطلاق لتدمير الحياة وذبح الانسان

يا ترى لماذا تخلت عنها وتركت الارهاب الوهابي يفعل ما يشاء في افريقيا وفي المنطقة العربية والاسلامية هل فعلا غير قادرة على محاربة الارهاب الوهابي وهي التي قبرت صدام وزمرته ومرتزقته وأجهزته الأمنية والقمعية المختلفة في أيام قليلة

لا شك ان السبب واضح ومعروف ان العراق غني اولا وثانيا ان كلفة الحرب التي شنتها ضد صدام

ومرتزقته مدفوعة مسبقا و أضعاف كلفتها من قبل ال سعود أما كلفة الحرب على الارهابين في الصومال ليس هناك من يدفعها كما ان الصومال بلد فقير فتركت الصومال وشعب الصومال بين أنياب ذئاب ال سعود فلا ديمقراطية ولا حقوق الانسان انها عبارات حق يراد بها باطل ليس الا

من ينكر ان لبنان كان واحة للديمقراطية ومنار للحرية وملجأ للأحرار بلد يشع حضارة وقيم انسانية وكان ملجأ لكل حر في المنطقة ولكل محب للحياة والانسان ولكل من يريد ان يكون انسان حر متنور وهذا غير مقبول من قبل قوى الظلام والعبودية من ال سعود وكلابها بل مرفوض لان نور الحرية بدا يتسع ويتمدد وبالتالي سيبدد ظلام الجزيرة ووحشية وعبودية العوائل المحتلة للجزيرة والخليج

فشعر البقر الحلوب اي ال سعود ومرتزقتها ومن حولها بالغضب وأدركوا أنهم في خطر فقرروا أعلان الحرب عليه من خلال نشر الفساد والرذيلة

وتحويله الى ماخور من مواخير الدعارة والرذيلة فصبوا مليارات الدولارات على الذين لا يملكون ضمير ولا كرامة ولا قيم انسانية نعم تمكنوا ان يشتروا يؤجروا البعض الا ان أكثرية الشعب اللبناني وقف مع حزب الله وقالت لا لدولارات ال سعود لم ولن نبيع لبنان شرف لبنان لم ولن نتنازل عن انسانيتنا مقابل الأموال التي تصبوها

لهذا أعلن ال سعود وكلابها الحرب على لبنان على شعب لبنان على طليعته حزب الله بحجة ان لبنان محتلا من قبل ايران وانه يشكل خطرا على بقر امريكا ال سعود وال نهيان وال خليفة لهذا بدأ الرئيس الامريكي يسخر بديمقراطية لبنان ويقول انها ديمقراطية مكونات وكأنها بدأت اليوم وليست منذ أكثر من 8 عقود وكثير ما تباهى بها الكثير من رؤساء امريكا الذين سبقوه

كانت دولة ال صهيون تنظر الى لبنان نظرة ازدراء حتى لا تعتبره دولة وكانت لا تراه يشكل اي عائق أمام مخططاتها وأهدافها العدوانية في

المنطقة لهذا كان قادة اسرائيل غير عابئين بلبنان يقولون لا نعرف أول دولة عربية تعترف بدولة اسرائيل لكننا نعرف الدولة العربية الثانية التي تعترف بأسرائيل وهي لبنان لكن بفضل الديمقراطية تأسس حزب الله وبفضل حزب الله جعل من لبنان اول دولة عربية تقهر اسرائيل وتذل جيشها وتحرر ارض لبنان وتطهرها من رجس ودنس ألاحتلال ليس هذا بل أصبح لبنان قوة ربانية قاهرة حمت العرب والمسلمين والناس أجمعين من اخطر هجمة وحشية ظلامية في التاريخ وهكذا أصبحت لبناء منارة للحرية والأحرار وقوة لحمايتها وحماية الأحرار

نعم لا ننكر ان أمريكا حررت العراق من بيعة العبودية وقبرت الطاغية صدام وزمرته الفاسدة الضالة لكن ليس من اجل عيون الشعب العراقي بل من اجل مصالحها الخاصة من اجل حماية بقرها الحلوب وربيبتها اسرائيل من اجل وقف المد الشيعي الذي بدأ يتمدد ويتسع من اجل ديمقراطية مزيفة كاذبة من اجل خلق عراق ضعيف غير قادر على حمايته يعيش في ظل نيران الصراعات

الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية لكن العراقيون رفضوا كل ذلك وتحدوا كل الضغوط وكل المؤامرات وكل الخيانات التي خططت لها امريكا ونفذتها بقرها ال سعود وكلابها داعش القاعدة ومع ذلك تمكن العراقيون من الانتصار بقيادة المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الامام السيستاني الحكيمة الشجاعة بالفتوى الربانية التي دعت العراقيين الى مواجهة الهجمة الظلامية الداعشية والتصدي لها والتلبية السريعة من قبل الأحرار الشرفاء العراقيين فأسسوا الحشد الشعبي والتف حول قواتنا الامنية الباسلة وتصدوا لها فوقفوا زحفها ثم مطاردتها حتى تمكنوا من تحرير العراق من دنس ورجس هؤلاء الأقذار الأرجاس وانقاذ العرب والمسلمين من اخطر وباء يهدد الحياة والانسان

فشعر ال سعود البقر الحلوب وكلابهم وأسيادهم رب البيت الأبيض ورب الكنيست الاسرائيلي بالخطر واعترفوا أنهم لم يحققوا هدفهم من العراق ولم نصل الى المطلوب لأننا عجزنا عن السيطرة على العراقيين بل انهم سيطروا علينا

بوجود مرجعية قوية حكيمة وشجاعة ووجود الحشد الشعبي المقدس

حيث تمكن العراقيون من السير في الطريق الصحيح وبناء عراق ديمقراطي قوي بقيادة المرجعية الدينية الحكيمة الشجاعة رغم كل العراقيل والعثرات التي خلقناها لكن العراقيون تجاوزوها بقوة فلم تحدث حرب أهلية طائفية ولم يقسم العراق ولم ينحرف عن الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية ولم يهزم امام الهجمة الوهابية الداعشية الصدامية حتى اننا فشلنا في ركوب موجة المظاهرات التي حدثت في بغداد والوسط والجنوب اي في المناطق الشيعية وخلقنا مجموعات من كل التيارات علمانية يسارية مدنية بل خلقنا مراجع دينية خاصة بناء كلها فشلت في تحقيق مخططاتنا فلم يبق امامنا الا التصدي بشكل واضح ومكشوف وعلني للمرجعية الدينية مرجعية الامام السيستاني ووليد فتوتها المقدسة الحشد الشعبي وبشكل علني وبقوة والا سنهزم هزيمة منكرة وخاصة بقرنا وكلابنا

من خلال الضغط عليها اي على المرجعية باصدار فتوى تدعوا الى حل الحشد الشعبي

وفي نفس الوقت نشن حملة اساءة للمرجعية الدينية والحشد الشعبي من هذه الاساءات التي قامت التي قامت بها الحكومة الامريكية أنها اتهمت المرجعية بأنها وراء السلبيات في الدستور وكتبته على غرار دستور لبنان الذي كان سببا للمشاكل وعدم الانسجام وكأنها تدعوا الى الغاء الدستور والعودة الى نظام صدام الى حكم العائلة الشبيه بحكم ال سعود بحجة ان الديمقراطية والدستور والمؤسسات الدستورية تشكل خطرا على بقر وكلاب امريكا ال سعود

لهذا نقول لأمريكا واسرائيل وبقرهم وكلابهم انه عصر الشعوب الحرة عصر محبي الحياة والانسان عصر الانسان الحر وان صرخة الامام الحسين تزداد قوة وسموا ونورا ستبدد كل ظلام وتقبر كل وحشية وتحطم كل قيود الحرية ( كونوا أحرارا في دنياكم)

التي بدا يرددها كل انسان حر في كل مكان من الأرض

هذا هو السبب الذي دفع امريكا الى التخلي عن شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وقررت أعلان الحرب على الشعوب الحرة ومنعها من السير في طريق الديمقراطية واحترام الانسان وحقوقه

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here