سيادة المطران عطا الله حنا : ” الفلسطينيون كافة في الداخل وفي مخيمات اللجوء وفي بلاد الاغتراب يجب ان يكون لهم دور في رسم …

الخارطة السياسية المستقبلية لشعبنا “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه وسط كل التحديات الماثلة امام شعبنا وقضيته وفي مقدمتها المحاولات الحثيثة الامريكية الاسرائيلية لتصفية القضية والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي يرتكبها الاحتلال في الاراضي المحتلة امام العالم اجمع الذي يكتفي في افضل الاحوال باصدار بيانات تتراوح بين الانتقاد او الشجب والاستنكار بما في ذلك في عواصمنا العربية وسط كل ذلك من المنطقي ان يكون السؤال الاهم الذي يطرحه المواطن الفلسطيني الصامد والصابر هو الى اين نسير فيما تواصل اسرائيل بناء المزيد من المستعمارات وتنفيذ مخططات تهويد القدس والمساس بالمقدسات والحديث عن نوايا ضم الغور وحصار غزة الظالم فيما تتخبط ساحتنا الفلسطينية بتداعيات الانقسام المأساوي دون بزوغ افق جديد يبعث الامل في نفوس كل اولئك القابضين على الجمر الذين ضحوا ولا زالوا من اجل الحرية والاستقلال .

هذا التساؤل يسلط الضوء مجددا على الخلل الذاتي الذي تتحمل مسؤوليته قيادات كافة الفصائل وكافة الأطر التي تتحدث باسم فلسطين وبالتالي من المنطقي ايضا ان يعاد طرح السؤال الى اين وصلنا في جهود المصالحة وانهاء الانقسام ؟ والى اين وصلنا حتى في جزئية يفترض انها بديهية وتتعلق بمبدأ حق الشعب وسيادته الا وهي الانتخابات التي يتم الحديث عنها في الاونة الاخيرة .

يجب ان يدرك الجميع بأن هذا الانقسام يشكل سببا رئيسيا في تراجع الاهتمام الدولي والعربي بالقضية الفلسطينية وفي ظل غياب الصوت الفلسطيني الواحد الموحد الناطق باسم فلسطين والمعبر عن استراتيجية موحدة للثبات والصمود واستمرار النضال حتى انتزاع حقوقنا المشروعة في الحرية والاستقلال .

كما ان ما يجب ان يقال ايضا لكل اولئك الذين اكتفوا بردود فعل واهية عبر بيانات الشجب والاستنكار التي لا يعبء بها هذا الاحتلال ان واقع الحال لم يعد يعكس سوى حالة العجز الدخيلة على الشعب الفلسطيني العريق وثورته المعاصرة فالبيانات مهما كانت بلاغتها لا تحرك ساكنا ولا تردع هذا الاحتلال الذي يمضي قدما وبدعم من حليفته في الادارة الامريكية في استهداف الكل الفلسطيني قضية وحقوقا وفصائل وشرعية.

واذا طال العجز ليس فقط لمواجهة التحديات الماثلة بل ايضا لتحقيق المصالحة فالاولى والاجدر اتاحة المجال امام شعبنا بممارسة حقه الطبيعي في صناديق الاقتراع لاختيار ممثليه لعل وعسى ان يسفر ذلك عن برنامج وطني يشكل حدا ادنى او قاسما مشتركا لعمل حقيقي ونضال مثمر يغير المعادلات القائمة ويلزم العالم مجددا بالاستماع الى صوت فلسطين ويعيد القضية الى جدول الاعمال الدولي والعربي .

وعندما اتحدث عن الانتخابات اقصد بذلك انتخابات يشارك فيها الفلسطينيون في الداخل وفي مخيمات اللجوء وفي بلاد الاغتراب فالكل الفلسطيني يجب ان يكون له مساهمة ودور في رسم الخارطة السياسية المستقبلية لشعبنا ولقضيتنا العادلة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here