ثورة العراق أو بداية النهاية للنفوذ الإيراني بالمنطقة

مرة أخرى تنجح الجحافل الغاضبة في بعثرة أوراق المتحكمين في المنطقة و جرهم جرا إلى خوض معارك يائسة للمحافظة على نفوذهم, إذ أعادت ثورة أكتوبر الشبابية بالعراق احد أكثر الملفّات السياسيّة حساسيّة إلى السّطح ألا و هو ملف التمدد الإيراني بالمنطقة و الذي اتخذ من المذهب الشيعي مطيّة لتركيز تموقعه الاستراتيجي بالشرق الأوسط كفاعل رئيسي قادر على تحريك اذرعه العديدة أنّى شاء .

نسلط الضوء في هذا المقال على الهبة الشعبية التي تشهدها العراق و انعكاسات ذلك على المنطقة .

تغص الساحات العامة بأغلب البلاد منذ شهر بآلاف الشباب الغاضب, في صورة مشابهة لبدايات ثورة الياسمين حيث ارتفع سقف المطالب تدريجيا من توفير فرص عمل ومحاربة الفساد إلى ضرورة إسقاط النظام و الذهاب إلى انتخابات مبكرة تحرم فيها الطبقة السياسية الحالية من الترشح مجددا بعد أن تحاكم بتهمة الارتهان للأجنبي و خيانة الوطن .

التحركات الشعبية و التي كان و لازال الشباب العراقي المعطل و المهمش بطله الاول و الاخير جوبهت بتعامل امني مكثف تسبب في مقتل ما يزيد عن 400 مواطن عراقي إلى جانب ألاف الجرحى , ما ساهم في قطع كل قنوات الاتصال بين الحكومة و المحتجين بلا رجعة .

مع تواصل عجز الحكومة العراقية على احتواء المحتجين و الامتصاص غضبهم , يرى المراقبون انه لا توجد أي مؤشرات او دلائل لأي نهاية قريبة لمحنة الشعب العراقي ، فالمحتجون يرفضون أي وعود من السلطة القائمة و يعتبرونها منتهية الصلوحية , اما أصحاب القرار فلا نية لديهم لاجراء أي تغييرات حكومية او انتخابات مبكرة .

انتفاضة الشباب العراقي ليست انتفاضة في وجه الفساد داخل العراق فقط بل و خارجه ايضا , فالجميع يدرك دور ايران فيما وصل اليه العراق الجريج اذ و بفضل أذرعها العسكرية والدينية والإعلامية نجحت طهران في تحويل العراق الى حديقة خلفية لنظام الملالي كي ينعم بخيراتها حينا و يستعملها كورقة ضغط لحل خلافاته مع الدول الغربية حينا اخر .
مراد سامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here