رسالة إلى القبعات الزرقاء

إن ‏النار التي يشعلها الإعلام الصدري ضد ‎الحشد الشعبي ستديرها الرياح الأمريكية باتجاه التيار نفسه لا شك ، كما حدث في كل بقعة وطأتها القدم الأمريكية .

ونسأل ‏لماذا تريد طائرة مسيرة محلية الصنع قصف منزل السيد ‎مقتدى الصدر وهو في ‎إيران إلا إذا كانت غبية او تريد استفزاز جهة ذات نزق معهود . لا سيما مع جهل الأتباع المعهود الذي شخّصه قائدها السيد مقتدى الصدر . لتلهب الأرض للنجاة بنفسها من إثم تشكيل الحكومة مع الاحتفاظ بغنائمها دون وعي أنها تحرق كل شيء .

و‏جولة قصيرة في صفحات أتباع السيد ‎مقتدى الصدر تكفي لمعرفة أنهم بين من يريدها في الشارع حرباً شيعية شيعية ومن بنزقه سيجعلها كذلك .

لهذا ستتم مهاجمة منزل السيد مقتدى الصدر او ما يرتبط به لاستفزاز نزقهم ، بعد فشل المرحلة الأولى والثانية لمشروع الجوكر الأمريكي القاضي بقتله أو السيد السيستاني واتهام أتباع الطرف الآخر .

لقد ‏تحدّثت القيادات الصدرية في ‎النجف الأشرف بصورة علنية عن إغلاق المدارس والمرافق العامة ، في انقلاب على الانتفاضة الشعبية العراقية ، وإعادة سيطرة شبه عسكرية على الشارع العراقي ، لا سيما بعد إغلاقها من قبلهم في المحافظات . رغم ان الشعب خرج منتفضاً ضد حكومة شكلها ‎التيار الصدري نفسه .

إن ‏ما يجري هو تخريب ‎للتظاهرات السلمية واشغال للرأي العام بغير المطالب الحقة وتشويه لسمعة ‎العراق . وتتسبب به الدنيوية السياسية ، بسبب ابتعاد اغلب الأحزاب الشيعية عن الله وعبادتها لقادتها ، وهو ما ينفع المشروع الأمريكي كثيرا . لذا يجب إخراج جميع العناوين السياسية من ساحة التظاهرات .

و‏يبدو أن كل جهة راحت تخرج جماعاتها لساحات التظاهر ، بعد أن اقتنعوا جميعاً بهزيمتهم أمام الشعب المتظاهر وكلهم يريد ركوب الموجة . والخطير هو نقلهم صراعهم من الساحة السياسية لساحات الإعتصام . في صراع ذيول السلطة القبعات الزرقاء والميليشيات والجوكر . وسيهزم الجمع ويولون الدبر .

إن سيناريو بعض رجالات السلطة في التيار الصدري كان يقوم على محو الجميع وأخذ كل شيء . والآن لعبة التيار تقوم على تعميم الفوضى . والأمريكان يريدون ركوب التيار المدني العلماني الشيعي بعد فشل الانقلاب . وأنا متأكد أنها ستسحقه مستقبلا .

وبالتالي فضرب ظهر ‎الحشد الشعبي – مع الهجوم الذي يتعرض له في الميدان العسكري من قبل الإرهاب – وزج إسمه في الصراع الدائر من قبل اي طرف هو غباء مطلق او تسليم مطلق للرغبة الأمريكية الأوربية بالقضاء عليه .

و‏أن تفرض الخزانة الأمريكية عقوبات على قادة في ‎الحشد الشعبي وتترك رموز الفساد الكبيرة كآل ‎البارزاني ليس سوى ركوب موجة آخر للتظاهرات السلمية العراقية . فيما يوفّر السذج والفئويون داخل الوسط الشيعي الفرصة للإدارة الأمريكية .

ان وصف السيد مقتدى الصدر لاتباعه ب ( الجهلة ) وحالهم ب ( الطفكة ) منعهم على ما يبدو من الالتفات الى ما كتبه المتحدث باسمه ( صالح محمد العراقي ) قبل اكثر من سنتين في مقال ( ايران وثيران ) من ان من يسيء للجمهورية الإسلامية الإيرانية ثور . فراحت صفحاتهم تصير ملكية اكثر من الملك لتهاجم النظام الإسلامي هناك بكل قسوة , وتسيء للمؤسسة الدينية , التي ينشرون بسذاجة ان السيد الصدر ذاته يدرس فيها , في تخبط عجيب ينتهك خصوصية العراق وايران , ويخدم المشروع الذي يبتغي خلاف الإرادة الحرة لهما . والاقتراب من الحضن الأمريكي دليل الابتعاد عن الله .

علي الابراهيمي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here