شمس بلادي

———- : ضياء محسن الاسدي

(( سلام لك يا وطني وتحية من سمار ليالي البصرة الفيحاء وعلى إيقاع الخشابة من ضفاف شط العرب سلام لك يا وطني من شمسك وهي تستيقظ متثائبة مشرقة بابتسامة وجهها الناعس الصباحية الذهبية من وراء قصب أهوار الناصرية الحبيبة مسلمة براحتيها الرقيقة لأصحاب المشحوف الذاهبين للعمل والصيد بعدها تنزل على موائد الفطور الصباحية لأهل ميسان الطيبين العامرة بخبز السياح والبيض والقيمر وجبن العرب من أيادي بنات عراقي الترفة سلام لك من شمسك وهي تتوضأ من مياه سدت واسط والمثنى معطرة ذوائبها برائحة تمن عنبر المشخاب المنتصبة سنابله على سوقه الشامخة وهو يعطر حقولها الممتدة نحو الأفق , سلام لك حين تعفر جبينها الحنطي وتشمر ساعديها للصلاة في محاريب النجف وكربلاء المقدسة بخشوع وسكينة العابدين داعية من القلب لهذا الشعب الطيب بأعراقه وقومياته سلام لك منها وهي تزحف بضفائرها الكستنائية مسرعة لتعمدها من نواعير هيت وعنه وراوة لمياه الفرات العذبة استعدادا لصلاة العصر في ضريح الأمام علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام على أصوات مآذن سامراء وعلى عُجالة من أمرها كي تميل بعدها بجسمها الدافئ بدلال وغنج جميلات بلادي ولمحاتهن السمراء المستمدة من تراب أرض الرافدين لتمتع نظرها ببساتين البرتقال والرمان التي تزين ديالى الصامدة قبل أن تغفو خلف تلال وسهول أم الربيعين من نينوى الجريحة مستلقية تستمتع بشغف لنغمات تدغدغ مسامعها أصوات مزامير والدبكات الكردستانية مفعمة بنسمات هواء الجبال والسهول والأودية الخضراء من شمال بلادي , هذا هو وطني العراق بجماله وطيبة شعبه وتميزه بين الآخرين فسلاما لك ورعاك الله يا سيدي يا عراق )) ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here