1250 متظاهراً: الاحتجاجات أزالت شعورنا بالإحباط وحجّمت التدخلات الخارجية

ترجمة/ حامد أحمد

تظاهرات العراق الاخيرة هي من بين اكثر الاحتجاجات دموية في تاريخه الحديث. واستنادا الى تقديرات موثوقة فان مايقارب من 500 عراقي قتل واكثر من 17,000 آخر جرحوا اثناء الاحتجاجات خلال الشهرين الماضيين.

ولكن الاحتجاجات في بغداد ومحافظات جنوبية اخرى لم تكن مفاجئة. حيث ان السلطة الحاكمة في بغداد وعلى مدى سنوات لم توفر اي خدمات اساسية لمواطنيها. ولكن ما هي نظرة المشاركين بحق تجاه هذه الاحتجاجات؟

وفي محاولة للاحاطة بشكل افضل بما يحفز المحتجين للخروج وكيفية تلبية شكاواهم اجرت مجموعة “المستقلة” للبحوث لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا استطلاعا من خلال اجراء مقابلات وجها لوجه مع ما يقارب من 1,250 محتجا في بغداد وجميع المدن الرئيسة في جنوبي العراق للفترة من 24 تشرين الثاني الى 1 كانون الاول تم اختيارهم بعناية .

احد اكثر الاستنتاجات قوة لهذا الاستطلاع هي الاهمية السائدة للمحتجين بالحاجة للشعور بانهم مهمين ذوي شأن. وفي استطلاع ميداني اجري في كافة انحاء البلاد في وقت سابق من هذا العام، أجاب 3 من مجموع 4 بانهم يشعرون أن حياتهم فقدت كل معنى، في حين قال 80% منهم انهم شعروا بالاحباط لمرة واحدة على الاقل خلال الستة اشهر الماضية .ولكن يبدو ان المشاركة في هذه التظاهرات قد غيرت تلك المشاعر 94% من المحتجين قالوا إن هذه التظاهرات جعلتهم يشعرون بانهم كاشخاص مهمين. ونفس النسبة تقريبا قالوا إن المشاركة في هذه الاحتجاجات جعلتهم يشعرون كما لو ان لهم صوت لمستقبل العراق. وان 97 % من المستطلعة آراؤهم أشاروا الى ان الذهاب للاحتجاج جعلهم يشعرون بالفخر أكثر كونهم عراقيون .

الاجيال الاكبر سنا من العراقيين ينتظرون من الحكومة ما يعتقدون انهم يستحقونه، اما المحتجين الشباب فانهم يطالبون به فعليا. ما يقارب من 90% قالوا ان هذه الاحتجاجات جعلتهم يشعرون بانهم يتحدون النظام الحالي. هذا التحدي يمكن اختصاره عبر الشعار الرئيس لهذه الاحتجاجات: “نازل آخذ حقي “.

ثلثا المحتجين ذكروا انهم نزلوا الى الاحتجاجات استنادا لدعوة تلقوها إما عن طريق الانترنيت او مواقع التواصل الاجتماعي 12% منهم فقط ذكروا انهم ذهبوا للاحتجاجات وفقا لدعوات تلقوها من افراد عوائلهم .

المحتجون يطالبون بتغييرات جذرية للنظام السياسي بشكل عام، وليس فقط الحكومة الحالية. قبل استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي 86% من المحتجين قالوا انهم لن يتوقفوا حتى لو اقيلت الحكومة الحالية. وانهم لم يتوقفوا ومن غير المحتمل ان يتأثروا بأي تعديل وزاري للحكومة مستند على ائتلافات سياسية قديمة .اكثر من 90% من المحتجين رحبوا بانتخابات مبكرة، ولكن بسبب عدم ثقتهم بالمؤسسات الحكومية نسبة قليلة منهم وافقوا على ان تجري تحت اشراف مفوضية الانتخاب الحالية أو حتى تحت اشراف قضاة عراقيين.

القوى الخارجية الرئيسة اللاعبة في هذا المجال تلقت نسبا واطئة من معدلات الثقة. نسبة الثقة بايران من الذين اخذت آراؤهم وقفت عند 1%، في حين بلغت نسبة الثقة بالولايات المتحدة 7% وبالاتحاد الاوروبي 25% والامم المتحدة 30% .

المحتجون بقوا مصرين على موقفهم وتحقيق مطالبهم بتغيير النظام السياسي للبلاد رغم اجراءات القمع العنيفة التي تعرضوا لها .

وفي الوقت الذي يكون فيه من الصعب رؤية طريق للخروج من الاحتجاجات الدموية الحالية، فانه من الجدير بالذكر ان 70% من المحتجين اتفقوا على اجراء انتخابات مبكرة موثوق بها تحت اشراف الامم المتحدة .

عن: واشنطن بوست

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here