صلافة وكذب الدبلوماسية العراقية في العهد الطاعوني

كاظم حبيب

قيل قديماً وحديثاً أيضاً “إن كنت لا تستحي فأكذب كما تشاء”. هكذا اعتدنا ان نسمع خطب ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة المليئة، ودون حياء، بالكذب والتشويه وقلب الحقائق حول نشاطات قوى الانتفاضة الشبابية والشعبية في العراق والابتعاد عن ذكر الجرائم التي ترتكبها بعض أجهزة الأمن العراقية المتحالفة مع قوى الدولة العميقة المتمثلة بالميليشيات الطائفية المسلحة التابعة لإيران شكلاً ومضموناً وأفعالاً وقيادت الحشد الشعبي المؤتمرة بأوامر قاسم سليماني من أمثال فلح فياض وقيس الخزعلي ومن لف لفهما، ثم اتهام قوى الانتفاضة السلمية بأنها هي التي تستخدم العنف ضد نفسها وضد قوى الأمن الداخلي. هذا الممثل المزيف لإرادة الشعب والفاسد، الذي وضُع في منصب لا يستحقه في كل الأحوال، فاق كل المشوهين والمزيفين لأحدث الانتفاضة السلمية للشعب العراقي، لاسيما وأنه ينشر أكاذيبه عبر منبر الأمم المتحدة وللعالم كله ويتجاوز حتى على تصريحات وبيانات مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة في العراق والتي أكدت على إن القتلة والخاطفين للنشطاء من قوى الانتفاضة هم من قوى الدولة العميقة ومن أجهزة الأمن العراقية. وهي كما نعرف تابعة وخاضعة لقرارات الأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة ولإيران والمنسقة مع بعض اجهزة الأمن المحلية. وتؤكد المعلومات التي لديَّ ان الخطاب البائس والمليء بالأكاذيب قد اعد من الممثل وزادت عليه وزارة الخرجية ببغداد بمزيد من الافتراءات الحاقدة. مما جوبه برفض وإدانة من جانب المنتفضين وكل الذين يعرفون الحقائق ومن الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي وارتفع عدد الدول المحتجة ضد سلوك وسياسات الحكومة العراقية والنظام الطائفي الفاسد والآيل للسقوط.

ثم قدم ثلاث سفراء من دول الاتحاد الأوروبي هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مذكرة احتجاج إلى الحكومة العراقية بسبب استخدام الأخيرة العنف المفرط والرصاص الحي والقنابل القاتلة وقنابل الغاز المميتة وخراطيم المياه ضد المتظاهرين السلميين العزل، إضافة إلى إدانة عمليات الاغتيال والاختطاف والقتل لناشطات ونشطاء قوى الانتفاضة من جانب القوى التابعة للأحزاب الإسلامية الحاكمة والقوى المنفلتة من عقالها. إذ أدى كل ذلك إلى استشهادأكثر من 500 متظاهر ومتظاهرة وجرح وإعاقة ما يزيد عن 20000 متظاهر ومتظاهرة واعتقال الآلاف من المتظاهرات والمتظاهرين.

وإزاء هذه الحقائق الثابتة وما جرى في لقاء بعض السفراء الأوروبيين برئيس الوزراء العراقي حيث اعترضوا وأدانوا الأساليب المستخدمة ضد المتظاهرين، استدعت وزارة الخارجية “ألعوبة!” سفراء تلك الدول ليحتجوا على تدخلها في شؤون العراق الداخلية، كما صدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء يشير الى ارتياح من سياسة العراق وتعاونه المتطور مع دول الاتحاد الأوروبي.

يقول المثل الشعبي العراقي: إذا كان رب البيت بالدف ناقر….. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص. فرئيس الوزراء منذ ان احتل منصبه، لاسيما بعد بدء الانتفاضة، لم يتعب من ممارسة الكذب واتخذ مكانة وزير إعلام النظام النازي الفاشي غوبلز الذي قال: “إكذبوا ثم اكذبوا ثم اكذبوا.. لعل بعض أكاذيبكم تعلق بأذهان الناس.” لهذا لم نستغرب من كذب وزير خارجية العراق وممثل العراق الدائم لدى. الأمم ان يكذب ولا يستحي لأنه فقد كرامته وعزة النفس أمام المال والمنصب، وسوف لن ينسى الشعب العراقي كذب أمثال هذا المرتزق. ومن المؤسف ان المدعي العام العراقي لا يرفع الدعوى ضد هؤلاء ليس بسبب فسادهم ووجودهم في مواقع لا تتناسب وحجم العراق الحضاري فحسب، بل ولأنهم يكذبون دون انقطاع ولديه ما يكفي من الدلائل الواقعية واليومية على كذبهم وسوء نيتهم وإساءاتهم المستمرة ضد الشعب المنتفض.

أعلم جيداً بأن هذه الانتفاضة الشبابية والشعبية المقدامة،طال الوقت أم قصر، ستكنس كل هذه الزعانف وكل الذين وضعوهم في هذه المواقع، ستكنس النظام السياسي الطائفي الفاسد القائم والمهزوز بكل شخوصه ومفاسده. إن يوم الحساب أمام الكتلة الأكبر، أمام الشعب، لم يعد بعيداً ولم يعد وهماً كما لم يعد حلما، بل حوله ثوار وثائرات الانتفاضة إلى حقيقة فعلية واقعة يقترب الشعب يومياً من قطف ثمارها الناضجة لصالحه ولصالح الأجيال القادمة.

الخلود والمجد لشهداء الانتفاضة، النصر المؤشر للشعب المنتفض، والخزي والعار للحكام السفلةوالسفهاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here