متظاهرون يحرجون القوى السياسية بتسمية 5 مرشحين لرئاسة الوزراء

بدأت الاحداث تتسارع مع اقتراب انتهاء المهلة الدستورية لتكليف رئيس وزراء جديد خلفا للمستقيل عادل عبد المهدي، فيماعاد الكلام مرة اخرى عن احتمال اقتحام المنطقة الخضراء كأحد ادوات الضغط على السلطة.

وكان من المتوقع ان يقتحم متظاهرون المنطقة الحكومية المغلقة منذ احداث 25 تشرين الاول الماضي، يوم الثلاثاء الماضي، إذ جرى تحشيد كبير في مواقع التواصل الاجتماعي لتلك الخطوة التي اجهضتها دعوات “السلمية”.

وشكل في ذلك اليوم شباب من المحتجين جداراً بشريا على جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء، كما رفعت شعارات تحذر من تلك الخطوة ومن خطورة الاشتباك مع القوات الامنية التي تقف خلف الحواجز الكونكريتية.

في سياق آخر اعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي القرار “الغامض” لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في مساء اول امس، بإغلاق جميع المؤسسات التابعة لتياره، واستثنى من ذلك بعضها، بانه اشارة للتقدم نحو الخضراء. وكان انصار التيار قد اقتحموا المنطقة الحكومية قبل 3 سنوات في موجة تظاهرات لاصلاح السلطة دعا اليها الصدر في ذلك الوقت. كما لم يستبعد ممثلو التيار في البرلمان في بداية احتجاجات تشرين، القيام مرة اخرى بتلك الخطوة في حال وجه زعيم التيار بذلك، وهو امر لم يحصل حتى الآن.

ونفى نواب من “سائرون” التابعة للتيار الصدري، علمهم بتفاصيل القرار الاخير الذي صدر بالتزامن مع تطورات جديدة على الصعيد السياسي والامني.

وقال النائب محمد الغزي لـ(المدى) امس: “ليست لدينا معلومات، لكنها بالتأكيد خطوة احتجاجية على خيار السلطة لبديل عبد المهدي”.

وتسربت خلال اليومين الماضيين انباء عن عزم رئيس الجمهورية تكليف النائب عن دولة القانون محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء، وهو مافهم من اعلان الاخير استقالته من كتلته ومن حزب الدعوة عشية تلك التسريبات. واضاف الغزي وهو نائب عن سائرون: “الطبقة السياسية تستمر في خياراتها البعيدة عن رأي الشارع”، نافيا علمه فيما لو كان ذلك القرار هو اعلان تجميد العمل السياسي للتيار، بحسب ما فسره بعض المراقبين.

وكان الصدر قد طالب القوى السياسية الاخذ بمرشح ساحات الاحتجاجات، كما دعا الى استفتاء شعبي لاختيار شخص من 5 شخصيات يتم ترشيحها لرئاسة الحكومة.

وجاء قرار تعليق العمل في بعض مؤسسات التيار الصدري، بعد ساعات قليلة من اعلان صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، اغلاق صفحته على “فيسبوك” و”توتير”، واكتفى بعبارة “الوداع”. وكان صالح محمد العراقي قد علّق، الجمعة، في تغريدة على “تويتر” قبل اغلاق الصفحة، على استقالة محمد شياع السوداني من حزب الدعوة. وقال العراقي “محمد شياع السوداني، استقلت ام لم تستقل فأنت خارج دائرة الاختيار، بعد كل هذه السنين تأتي اليوم، لتعلن استقالتك من حزب السراق وكتلة الفساد؟!.. ما تعبر علينا (كلاواتهم)”.

رسالة مفتوحة

في غضون ذلك وجه رئيس كتلة سائرون النيابية صباح الساعدي، امس، رسالة الى رئيس الجمهورية برهم صالح، فيما حمله مسؤولية قرار تكليف مرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء. وقال الساعدي في رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية ان “إسقاط الحكومة وإجبارها على الاستقالة لم يأت عن طريق الاتفاق السياسي (…) إنما كان ذلك هو نتيجة حتمية للانتفاضة الشعبية السلمية”، لافتا الى ان “اليوم يقع على عاتقكم الانحياز والوقوف مع شعبكم ووطنكم في (معركة المصير) وان لا تكلفوا اي شخصية تتقدم بها القوى السياسية التي انتفض الشعب ضد فسادها وفشلها وضد وجودها في ادارة البلد”.

وشدد على ان رئيس الحكومة القادم يجب ان يكون “نتاج الحراك الشعبي وليس نتاجا للحراك السياسي الذي لن ينتج الا فشلا جديدا وفسادا اكثر”، موضحا ان “الفرصة التاريخية التي وضعت اليوم امامكم لا تتعلق بكم بل بمصير العراق وبتاريخه (وموقع رئاسة الجمهورية) ليكون ممثلا للشعب والوطن وليس ممثلا للأحزاب التي تتربص انتهاز الفرص”.

وحمل الساعدي صالح “مسؤولية تاريخية في الإبقاء على الامل في الاصلاح من عدمه ويكون قرار تكليف مرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء من (اختيار الشعب) وليس (تدويرا) و(اعادة إنتاج) لرجالات احزاب الفشل والفساد هو الحاسم في إمكانية اصلاح النظام وإلا فان النتائج ستكون وخيمة ولا يحمد عقباها”.

بالمقابل قال امجد زهير، احد المتظاهرين في ساحة التحرير لـ(المدى) ان بعض الجهات في الساحة رشحوا “5 شخصيات لرئاسة الوزراء”، وهي خطوة قد تحرج القوى السياسية التي تواصل البحث عن بديل مناسب لها.

واضاف زهير ان المرشحين هم “القاضي رحيم العكيلي، والقائدين السابقين لمكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي، وعبد الغني الاسدي، ومحافظ البنك المركزي السابق سنان الشبيبي، ووزير الاتصالات السابق محمد علاوي”.

القبعات الزرق والبيضاء

وكان قرار الصدر الاخير بتجميد اغلب المؤسسات التابعة له قد تزامن مع خبر نجاة نجل المتحدث باسم زعيم التيار الصدري، جعفر الموسوي، من هجوم مسلح في بغداد. وقال صفاء التميمي المتحدث باسم سرايا السلام، الجمعة، إن “نجل الموسوي تعرض لـ 14 إطلاقة من مسلحين مجهولين”.

وأشار المتحدث باسم السرايا التي استثناها الصدر من قرار التجميد الاخير، إلى أن نجل الموسوي “يتلقى العلاج حالياً”.

وكانت صفحة “العراقي” قد هددت الخميس الماضي، بسحب اصحاب “القبعات الزرق” من ساحة التحرير في حال عدم الكشف عن المسؤولين في حادثة قتل وتعليق مراهق في ساحة الوثبة دارت حوله روايات مختلفة.

وحذر ناشطون بعد الحادثة من خطورة تصاعد العنف. ودعت بيانات لمحتجين في بغداد الى “التمسك بالسلمية” وترك منطقتي الوثبة وحافظ القاضي بيد القوات الامنية وحصر التظاهرات في “الخلاني والتحرير”.

وشهدت العاصمة في الايام القلية الماضية، اعمال عنف جرت في ساحة الوثبة وراح ضحيتها نحو 100 قتيل وجريح، كما سقطت صواريخ في محيط مطار بغداد، فيما حذر ناشطون من صدامات مع نزول انصار بعض الفصائل المسلحة للتظاهر في ساحة الفردوس القريبة من التحرير.

ودعت صفحات مقربة من تلك الفصائل يوم الخميس، الى ما اسمته بـ”الفزعة” للخروج في تظاهرات مؤيدة لخطابات المرجعية التي دعت الجمعة الماضية، الى حصر السلاح بيد الدولة.

ونقلت باصات كبيرة متظاهرين تابعين لعصائب اهل الحق يرتدون قبعات بيضاء الى “الفردوس”، فيما كانت انباء قد تسربت عشية التظاهرات الاخيرة، بتخصيص وزارة النقل عدد من سياراتها لذلك الغرض.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here