هيهات فرض مرشح لرئاسة الحكومة الموقتة من كابينة الاحزاب الفاسدة

ثبت بالدليل الدامغ والقاطع , بأن الاحزاب الشيعية منفصلة تماماً عن مجريات الواقع الفعلي . لم تستوعب المتغيرات التي حصلت بعد انتفاضة التغيير . لم تهضم عقليتها بأن الابواب اصبحت مسدودة في وجهها , بعد 16 عاماً من الخراب والفساد والتدمير , واوصلوا الازمة الى النفق المسدود . لم يدركوا حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها شباب العراق الصامد صمود الجبال من التحدي والاصرار على انقاذ وطن بثورة شعب . لم يفهموا أرادة الشعب في الاصرار والتحدي والنصر , من اجل تحقيق الاصلاحات الجذرية , وانهاء حقبة الاحزاب الفاسدة . ولم يخطر في عقليتهم التنازل والاعتراف بالواقع , بأنهم سبب الخراب , وعليهم الرحيل , لم يملكوا القدرة على ترك الكرسي حتى لو تحول العراق حجراً على حجر . لم يفهموا بأن حكمهم احرق الاخضر واليابس , وعليهم ان يمتلكوا شجاعة الاعتراف بأمر الواقع والتسليم به . لانهم لم يمتلكوا القناعة بترك الكرسي . رغم اشتداد الضغط الهائل عليهم من الداخل والخارج . والمطالبة بالكف عن ارقة دماء طاهرة اخرى .
فقد جربوا كل السيناريوهات والمسرحيات الدموية في العنف الوحشي , لكنهم اخفقوا في اجهاض ثورة التغيير . مهما اختلقوا من قصص بالدس والمؤامرات والتحايل والتحريف المخادع , في سبيل تشويه سمعة المتظاهرين , في اظهارهم بأنهم مجموعات من المخربين والمندسين والعملاء والمجرمين وقطاع طرق . وكان اخرها مسرحية في ساحة الوثبة من اعداد واخراج ( قاسم سليماني ) . بتحميل جريمة القتل وتعليق الجثة على المتظاهرين , لكن سرعان ما أنقلب السحر على الساحر , بأن المتهمين والمتورطين في جريمة القتل والتمثيل بالجثة في تعليقها , بالاسلوب الداعشي , بأنهم من اجهزة الامن والمليشيات , والمتظاهرين براء من هذا الاجرام الخسيس والبشع , لان شعارهم الاساسي السلمية , وبالسلمية يحققون اهدافهم , وكل المحاولات في جرهم الى العنف الدموي , ماهو إلا فخ وصيد في اجهاض وانهى التظاهرات وافراغ الساحات . ان سلاحهم السلمية اقوى من اسلحة الاجرام والعنف الدموي . لذلك لايمكن سرقة الجهد والتضحيات , سرقة دماء الشهداء الابرار , في اختيار شخصية المرشح لمنصب لرئاسة الحكومة الموقته , من اسطبلهم السياسي الفاسد . هذا محال ان يكون محل قبول ورضى الشارع . وعليهم الكف في التحايل واللعب على اختيارهم للشخصية المقترحة , كل طبخاتهم السياسية فاسدة وكاسدة ومشلولة , وعليهم الاعتراف بالواقع والتسليم به . بأن شخصية المرشح لمنصب رئاسة الحكومة الموقتة , هو من نصيب الشارع والمتظاهرين والشعب . وان يكون من خارج احزابهم . عدا ذلك لا يمكن فرض مرشحهم باي طريقة احتيالية كانت , يعني استمرار العنف الدموي والازمة السياسية الخانقة . يكفي سيناريوهات ومسرحيات , لانها تصطدم بالواقع وتتكسر . بفضل صلابة اردة الشعب التي يعبر عنها , في ثورة وطن . ولايمكن الخروج من الازمة الخطيرة , إلا بالاعتراف بمرشح الشعب وثورة التغيير . جربتم 16 عاماً وهذا يكفي . في التسليم للواقع وارادة الشعب , ومهما طال الظلام , فلابد ان يشرق الصباح , وينتصر الشعب والوطن
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here