زمن الأمام علي هو نفس زمن الأمام السيستاني

لو تفحصنا ودققنا في زمن الأمام علي ابن أبي طالب وزمن الأمام علي السيستاني لاتضح لنا نفس الظروف ونفس الأعداء ونفس التحديات ونفس التهم التي وجهت اليهما وكأن الزمن لم يتغير رغم التغيرات الكثيرة التي حدثت خلال أكثر من 1400 عام نفس الشعارات ونفس التهم ونفس الأعداء لم يتغير واحد منهم ولم يتبدل ولم تقل درجة الحقد والكراهية بل ربما تزداد

لا شك ان الأمام علي صنع ظروفه وواقعه بنضاله وتحدياته وتضحياته وحبه للحق وتمسكه بقيمه الانسانية التي لا حدود لها ولا شروط حتى انه عندما ضربه المأجور العميل عبد الرحمن بن ملجم بسيف الفاسد المنافق معاوية صرخ بوجه قائلا (فزت ورب الكعبة) يا ترى كم هو عشقه للحياة وحبه للأنسان فكان دائما يصرخ في وجوه أعداء الحياة والانسان (خلافتكم أمامتكم لا تساوي فردة الحذاء الممزقة اذا لم أقم عدلا و أزيل ظلما )

لا شك مثل هذا الصوت مثل هذه الشخصية لا تعجب أعداء الحياة أمثال الطاغية معاوية او اي طاغية مثل صدام

فكان الأمام علي شديد الحرص على دماء أرواح البشر مهما كان نوعه ومعتقده وعنصره وكأن يصرخ بقوة بالناس (لا تكن عبدا بغيرك) فكانت أول صرخة في التاريخ ضد العبودية وأول دعوة الى الغاء العبودية وحث الناس الى رفضها وتحدي من يفرضها كما كان لا يبدأ بأي قتال مهما كان المقابل ولا يجهز على جريح ولا يتبع هارب يحترم ويقدر ممن يختلف معه بالرأي والعقيدة المهم انه انسان حر محب للحياة والانسان

وهذا سهل لأهل المكر والظلال أعداء الحياة والانسان ( الفئة الباغية) بقيادة ال سفيان اختراق الفئة الأسلامية بقيادة الأمام علي وصنعوا لهم طابور خامس يعمل في صفوف الفئة الأسلامية على شكل مجموعات متعددة كل مجموعة تتحرك وفق مهمة خاصة مكلفة بها كما تمكنت الفئة الباغية من أغراء الكثير من الذين كانوا معهم مثل

عبد الله بن العباس و وأخاه عبيد الله بن العباس فالاول سرق أموال المسلمين وهرب الى معاوية والثاني هرب مع مجموعة من المقاتلين الى معاوية أيضا وبالتالي تحرك الطابور الخامس الذي أطلقوا عليهم عبارة الخوارج وساهموا في عدم هزيمة جيش الفئة الباغية بقيادة ال سفيان عندما فرضوا وقف القتال والالتجاء الى التحكيم واختيار الانتهازي المأجور ابو موسى الأشعري وكان في صالح الفئة الباغية بقيادة ال سفيان ومن ثم أقدموا على ذبح الحق ذبح الأمام علي وبذلك عادت الجاهلية ولم يبق من القيم الاسلامية اي شي ومن ذلك التاريخ والعرب والعراقيين تحت حكم الجاهلية والوحشية تحت ظلم وفساد معاوية وشلته الفاسدة الظالمة الا ماندر

ولو دققنا في دراسة أسباب انتصار الفئة الباغية بقيادة المنافق الفاسد على الفئة الاسلامية الانسانية بقيادة الأمام علي لأتضح لنا لا بسبب قوة أعداء الحياة والانسان ولا شجاعتهم بل بسبب ضعف بعض الذين كانوا في جيش الامام علي شكلا الا انهم مع معاوية جوهرا

نعود الى السيد السيستاني

لا شك ان السيد السيستاني هو الامتداد الطبيعي لنهج ومسيرة الأمام علي حيث واجه نفس الأعداء الذين واجهوا الأمام علي ونفس التحديات مغرما في الحياة ومساهما في صنعها وخلق حياة حرة كريمة وانسان حر رافعا راية السلام والعدالة وحرية العقل والعلم حتى انه خاطب أهل الكفاءات العلمية في أحدى لقاءاته معهم بقوله (انتم أنبياء هذا العصر) وهذه العبارة لا شك أنها عبارة راقية حضارية لا زلنا دون مستواها كما ان دعوته الى الدستور والى الارادة الحرة للشعوب وحق المواطن في حرية الرأي واختيار الحكام واقالتهم اذا عجزوا ومحاسبتهم اذا قصروا وحقهم في التظاهر كانت مذهلة ليت دعاة المدنية والعلمانية وحتى اليسارية ان يتعلموا مما يطرحه من أفكار وآراء كي يرتفعوا الى مستوى العلمانية والمدنية والديمقراطية والتعددية رغم انهم كثير ما يتبجحون بها الا انهم دون مستواها

لهذا واجه القوى شريرة مجرمة وحشية ظالمة تمكنت من جمع كل قوى الشر في العالم اشترت وأجرت الكثير من الأبواق الفاسدة والكلاب المسعورة هدفها الأساءة وذبح محبيه الصادقين المخلصين وأعلان الحرب عليهم وعليه

من هذا يمكننا القول ان السيد السيستاني هو امتداد لنهج الأمام علي وان السيد السيستاني يواجه نفس أعداء الامام علي وشعار السيد السيستاني هو نفس شعار الأمام علي وان مهمة السيستاني هي نفس مهمة الأمام علي

فهل يكون مصير السيد السيستاني كمصير الأمام علي ومصير العراقيين كمصير الفئة الاسلامية

لهذا على محبي وأنصار الأمام السيستاني ان يتوحدوا وفق خطة واحدة وكشف كل عناصر الطابور الخامس والعناصر التي لا تملك ضمير ولا شرف ولا كرامة ومستعدون لبيع أنفسهم لمن يدفع أكثر و الويل للعراقيين اذا تمكن الأعداء من خرق تجمعكم

والله لا تقوم لكم قائمة فأعدائكم يحدون أنيابهم لأكلكم حتى لا يبقى لكم من أثر

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here