الخطف والاغتيالات كابوس جديد يتربص بالعراقيين

سالم سمسم مهدي

الخطف والاغتيال يعني الموت الزؤام وهو الموت الكريه أو السريع الذي يصيب الفرد أو الذي يتفشى بالمجتمع وهذا ما يمر به الشباب العراقي المعترض على السلوك السياسي أو الأخلاقي للطبقة الحاكمة التي كانت تظن أن الخداع والتزييف واستغفال الناس سيظل قائما إلى ما لا نهاية ونسوا أن هناك شعب سيبحث يوما ما عن متطلباته والنتيجة وعندما خرج هؤلاء الشباب للإعلان عن رأيهم على ما يجري أخذوا يدفعون الثمن أما بشكل مباشر عن طريق فوهات البنادق والغازات الخانقة أو بالاغتيال والاختطاف …

الغاية من كل هذا العنف هو خنق الصوت الصادح الذي اخذ يشق العنان في بغداد وباقي المدن مطالبا بوضع نهاية لمافيا الفساد والدمار التي نشطت وسيطرة على مفاصل الحياة ولم تكتفي بتأخير الوطن بل دمرت ما موجود وتآكل وأتجه نحو الاندثار …

لم أكن أتمنى أن أطلق على الحكومة العراقية هذه المسميات الجارحة ولكنها عندما تتمادى وتنهش جسد الشعب بهذه القسوة المفرطة نكون مضطرين لاستخدام أقسى العبارات حتى نستطيع ان ندفع عن شباب الوطن ما نستطيع ولعل من يعنيهم الامر يستردوا رشدهم …

لم يتوقف هذا الظلم والإجحاف عند حد اغتصاب الحقوق والفشل في توفير مقومات الحياة وتفشي الامراض وارتفاع نسبة الوفيات عند الاطفال والأمهات للنقص الحاد الذي يعاني منه القطاع الطبي كما هو حال القطاعات الاخرى بل عُزز السلوك السلبي مؤخرا إلى ممارسة العنف بصورة بشعة ضد المتظاهرين الذين يبحثون عن حياة آمنة …

من خلال التجارب التاريخية لمختلف دول العالم فان من الواضح ان القمع وحتى الابادة لم توقف مطالب الشعوب عما تراه حقا من حقوقها الثابتة وتنظر بعين ثاقبة لما تتمتع به في الدول الاخرى وتطمح لان يكون كذلك نصيبها …

ولكن بدلا من هذا نرى ان المواطن المنتفض والذي لا يملك إلا الورقة والقلم والحديث الصادق عن مأساة وطن اصبح هدفا لبنادق المنفلتين الذين استغلوا ضعف الدولة فاستهدفوا الاصوات الناطقة بحب الوطن وباسمه اما بسيارات الدفع الرباعي المسلحة وهي تمر بسرعة قرب الناشط المعترض أو بالدراجات النارية في الأحياء الضيقة بالأسلحة الكاتمة فتمطره بوابل من الرصاص فترديه صريعا لتنهي حياته …لقد شملت عمليات الاغتيال والاختطاف المحامي والإعلامي والناشط المدني وحتى من يقدم الدعم الغذائي والطبي وكل انواع المساعدة ولم يسلم من هذا الفتيات والصبيان …

أما عن المخطوفين من ساحات التظاهر طرحت ارقام عديدة تقول بعضها انهم حتى الان 48 متظاهر اطلق سراح بعضهم يرفضون الادلاء بتصريح خشية العواقب والاغتيالات هي الاخرى في تصاعد شملت ناشطين في بغداد والناصرية وميسان وكربلاء والبصرة ومحافظات عديدة في حالة قل نظيرها في دول العالم ومن دون أي اعتبار للأصوات المحلية والخارجية المنادية لوقف هذه الجريمة واحترام حقوق الإنسان العراقي وهو ما يقطع سبل التواصل تماما مع السلطة .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here