تقرير منظمة العفو الدولية (Amnesty International) حول جريمة السنك الارهابية المروعة والدور الايراني والحكومي

بقلم: بروفسور دكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

اصبح واضحا للمجتمعات الدولية ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة بما لا يقبل الشك ان احزاب السلطة العراقية جميعا بما في ذلك حكومتهم المتمثلة بعادل عبد المهدي وكافة وزراءه خاصة الامنيين منهم بانهم جميعا مشاركون او على اقل تقدير متواطئون مع المليشيات المدعومة من ايران بقتل المتظاهرين السلميين العراقيين. وقد اشارت منظمة العفو الدولية في تقريرها الاخير كما في الرابط ادناه الى مشاركة الحكومة العراقية وقواتها الامنية مع عصابات مسلحة خارجة عن القانون في تلك الجريمة الارهابية:

https://www.amnesty.org/en/latest/news/2019/12/iraq-testimonies-emerge-of-coordinated-attacks-which-killed-at-least-20-protesters/

Iraq: Testimonies emerge of coordinated attacks which killed at least 20 protesters | Amnesty International
Witness to attack in Baghdad “The testimony we have a gathered leaves little doubt that this was a well-coordinated attack and raises serious questions as to how heavily-armed gunmen in a fleet of vehicles were seemingly able to pass through Baghdad’s checkpoints and inflict such a bloody onslaught,” said Lynn Maalouf, Middle East Research Director at Amnesty International.
www.amnesty.org

اعتمد التقرير على شهادات من موقع حادثة السنك والخلاني الارهابية المروعة وعلى تحليل لصور وفديوات تم نشرها عن الحادثة الارهابية التي اشتركت بها عصابات تابعة لمليشيات تتبع ايران مثل ميليشيا حزب الله وميليشيات قيس الخزعلي المعرفة بعصائب اهل الحق وعصابات الخراساني بمشاركة مباشرة من قبل الحكومة وقواتها الامنية واحزاب السلطة وهذا كله يعني أيران. وفي التقرير يوجد (ايميلين اثنين) يمكن استخدامهما من قبل شهود العيان من المتظاهرين لإعطاء معلومات اكثر يمكن الاستفادة منها لتوثيق ومحاسبة وكشف المجرمين الذين قاموا بهذه الجريمة الارهابية المروعة. لاحظ التقرير ان هناك تنسيق مسبق بين القوات الأمنية الحكومية والكهرباء والسيطرات الأمنية مع القوة الإرهابية التي قتلت المتظاهرين. وهذا يعني ان التنسيق قد تم بعلم وزارة الداخلية وقوات الشغب والسيطرات ودائرة الكهرباء وبعلم الجهات العليا الحكومية بما في ذلك عادل عبد المهدي ووزير داخليته او على الأقل بعدم اكتراثهم او فشلهم في منع ذلك لاسيما والمنطقة تعيش حالة امنية استثنائية في ضل الظروف الراهنة مما لا يسمح باي عذر للجهات العليا بالتنصل منها.

العالم بدأ يعرف ما تقوم به احزاب السلطة والمليشيات المنفلته ذات الولاء الايراني من جرائم إرهابية ضد الشعب العراقي و عليه يجب تفعيل ذلك على كافة الاصعدة وخاصة من الحقوقيين والقضاة لتوثيق تلك الجرائم وتقديم مرتكبيها وقادة فصائلها للمحاكم الدولية. كما ويجب توثيق واعلام المنظمات الدولية المعنية ومنظمات الامم المتحدة بما تفعله أيران من مشاركة فعلية بالقتل والتحريض على الارهاب وعمليات الخطف والاغتيال والترهيب التي اصبحت ممارسات يومية وعلى اعلى مستويات الحكومية الايرانية من علي خامنئي فما دون وهذا يعتبر خرقا خطيرا للمواثيق والمقررات الدولية الموقع عليها من قبل ايران. ان ايران تقوم بعمليات ارهابية منظمة داخل العراق منذ سقوط النظام السابق ولكنها كشرت عن انيابها خلال الشهرين الماضيين بسبب تعرض مصالحها الغير شرعية وعصاباتها الارهابية وعملائها في داخل العراق للتهديد. وعلى ايران واذرعها العميلة في العراق ان يفهموا بأن الرفض هذه المرة لمشاريعهم الخبيثة هو رفض شعبي عام وبالخصوص من شيعة العراق وعلى وجه التحديد من الجيل العراقي الجديد وهذا لابد ان ينهي الوجود الفارسي الخبيث مهما فعلوا.

ارادة الشعوب لاتقهر والذي فعلته عصابات الجريمة والعمالة وتصر على استخدامه من قتل وترويع واغتيالات وغيرها سوف لن تزيد الشعب الا اصرارا لانهاء هذا السرطان الخبيث الذي يعيث في ارض العراق فسادا وقتلا ووباءا وتدميرا. ان الشعب العراقي ليس لديه عداء ضد الشعوب الاخرى ومنها الشعوب الايرانية ولكن النظام الايراني الذي يقمع شعوبه خاصة الشعب العربي في الاحواز هو الذي تسبب للعراق بالدمار و الفشل بواسطة اذرعه الفاسدة منذ عام 2003 وما قبل ذلك في حرب خميني التي استمرت 8 سنوات واستنزفت طاقات العراق واسست لولادة حرب أخرى عام ١٩٩١ ثم لحصار بربري وإرهاب اقتصادي دولي ثم حرب المجرم جورج بوش والمجرم توني بلير عام ٢٠٠٣ تلاها الاستهتار الإيراني بالمقدرات العراقية بإدخال داعش الإرهابي وفساد اذرعهم العميلة وسلب ارداة الوطن. هم يسمون العراق على انه عمق تاريخي واسترتيجي لإيران وهذا غير صحيح تماما لان العراق ليس بلد فارسي ولايمكن ان يكون عمق ستراتيجي لنظام إرهابي يشيع الإرهاب والفساد والقتل والاختطاف والتامر في العراق.

ان السياسة الايرانية الرعناء وسياسة التدخل والاذلال والقهر والتدمير افقدت ايران وللابد تأييد او على الاقل تحييد الشيعة لها ليس في العراق فحسب بل في المنطقة والعالم. وبدلا من ان تدرس الموضوع بجدية لكي تبدل سياستها وتقاضي تلك العصابات الاجرامية والميليشيات و قاسم سليماني الموجود حاليا في العراق وتحت انظار الامريكان وبجوار سفارتهم و ارج مسجدي اصرت على نفس النهج الذي اوصلها الى هذا الحد وجلب لها الكراهية والعار. كان الاجدر بايران ان تحقق مع قاسم سليماني الذي تسبب بذلك لا ان تمنحه المزيد من الوقت ليوغل في خططه الفاشلة التي جلبت لها الكراهية والفشل و كما هو الحال بخصوص مسجدي واذرعها من الاحزاب والميليشيات العراقية الفاسدة التي صرفت عليها الاموال الطائلة ولم تجني منها الا الفساد وايصال حال العراق الى ما هو عليه خاصة ما يتعلق بتلك الكراهية لهذه العنصرية المدمرة. ان ايران سوف تحتاج الى اجيال وتغيير جذري ربما في نظامها لكي تستطيع تغيير واقع حال و فقدان الثقة بها وبنهجها المستغل لاهل البيت زورا وبهتانا. اذ ان اهل البيت ليس مع القتل ولا مع الاغتيالات ولا مع الفساد او العنصرية او الطائفية و جميع ما تقوم به ايران اليوم فهو مرفوض من اهل البيت ومنهجهم في الدين وان ايران قد اساءت لاهل البيت ومذهبهم بسياستها الخاطئة اساءة كبيرة. انه النفاق والعنجهية الفارسية الظالمة وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here