الذمة المالية لقيادات حماس تثير الجدل من جديد

لا حديث يشغل الشارع الغزاوي هذه الأيام غير الذمة المالية للمسؤولين بالقطاع , إذ يعتقد بعض الفلسطينيون أن حركة حماس الإسلامية التي ترتدي جبة الاخلاقوية قد Image previewوقعت هي الأخرى في محظور ممارسة البذخ و سوء تقدير الأولويات الحقيقية الغزيين .

الجولة الخارجية التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية لم تنجو هي الأخرى من مقصلة النقد , إذ يرى المواطنون أن إسماعيل هنية المعروف بتفضيله لنمط الحياة المترفة يضيع أموال الغزيين فيما لا ينفع .

ويعاني قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية منذ صيف 2007 من أوضاع اقتصادية وإنسانية سيئة للغاية،زادت حدتها بفعل المواجهات الأخيرة مع قوات الاحتلال في الوقت الذي يتهم فيه قادة الحركة بالثراء الفاحش، والسيطرة على مشاريع تجارية ضخمة لتحقيق أغراض خاصة و مصالح شخصية.

يرى المحللون ان تاريخ الأحزاب والحركات بشكل عام بالعالم العربي الغاص بالعديد من النماذج المشوبة بقضايا فساد هو ما يجعل المواطن الغزي مجبرا على التعامل بريبة مع تحركات رجال السلطة

بالقطاع , إذ يصعب إقناع مواطن بسيط غير متحزب و غير مهتم بالسياسة و ألاعيبها ان رحلات السفر المريحة بالدرجة الاولى و جلسات العمل الفاخرة بأفضل المطاعم و الفنادق , قادرة فعلا على جلب الاستثمارات و المساعدات لغزة .

أزمة الثقة التي تشوب علاقة الحركة مع شرائح معتبرة من مواطني غزة، تعود أساسا لفشلها في إحداث أي تغيير ايجابي يذكر بالقطاع , اذ لم ينسَ الفلسطينيون بعد وعود قيادات «حماس» بتحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للمتساكنين و بالقطع مع الممارسات القديمة لحركة فتح المتحكم السابق بغزة .

على حماس ان تسارع في إجراء مراجعة شاملة لمجمل المنهج الذي اعتمدته الحركة طيلة فترة حكمها كي لا تجدنا نفسها خارج الخارطة السياسية بفلسطين، فانتشار ثقافة التكسّب بقضايا الشعب الفلسطيني لدى قيادات يستهويها بذخ الحياة سيؤدي حتما الى اندثار الحركة تدرجيا و فقدنها لشعبيتها .

مراد سامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here