طرائف وحكايات من السجون والمعتقلات(1)

صالح الورداني
———————–
تم التحقظ على مع العديد من الكتاب والصحفيين وعناصر الجماعات الإسلامية بقرار من السادات في سبتمبر ايلول عام 81 وبعدها بفترة قصيرة اغتيل السادات وانا داخل المعتقل..
وتم إقحامى من قبل جهاز أمن الدولة من باب الانتقام مع عناصر الجهاد..
ووجهت لى تهمة تمويل تنظيم الجهاد..
وفجأة وجدت نفسي مع عمر عبد الرحمن وعبود الزمر وايمن الظواهرى..
وبقيت رهن الاعتقال والمحاكمة أكثر من ثلاث سنوات..
كان أسوأ مافي تلك الفترة هو العذاب النفسي الذي كنت اعيشه مع عناصر هذه الجماعات.. وهو أسوأ بكثير من العذاب الجسدي..
وقد عاصرت طوال تلك الفترة الكثير من الحوادث والطرائف التى رصدتها في كتاب لى منشور منذ أكثر من ربع قرن تحت عنوان مذكرات معتقل سياسي..
هذه الحوادث والطرائف التي تكشف مدى غباء الأمن المصري وتخلفه..
ومدى سفاهة عناصر الجماعات وتخلفها أيضاً..
وتكشف لنا من جانب آخر صور من تناول المصريين للدين وتلاعبهم به..
تم وضعنا فى الزنزانة رقم (4) بالطابق الثانى في سجن ابي زعبل..
وكان عددنا يزيد على الخمسين فردًا بمثلون خليطًا عجيبًا من الجماعات كان أبرزها جماعة الإخوان والسلفيين والتكفير والجهاد والفرماوية أو القرآنيين الذين لا يعترفون بالسنة..
ولا يجيزون العمل استناداً للنص القرآني :
(وفي السماء رزقكم وما توعدون)
ولا يجيزون أيضاً قتل الحشرات باعتبارها روح خلقها الله ..
وقد سميت هذه الجماعة باسم مؤسسها وهو شيخ أزهري سابق يسمى الفرماوي..
وكان من الصعب حدوث استقرار بالزنزانة وهى بهذا الحال من التناقض والتناحر الفكرى والتباعد النفسى والأخلاقى بين سكانها..
وعندما كان يحين ميعاد الصلاة كانت هناك أكثر من جماعة تصلى وحدها وتؤذن وحدها وقد استقلت بركن من أركان الزنزانة لتمارس فيه الشعائر بكيفيتها الخاصة..
وفى غير أوقات الصلاة كانت الزنزانة أشبه بالسوق لا ينخفض فيها صوت ولا تهدأ فيها حركة..
من هنا أطلق على زنزانتنا اسم مجمع الأديان..
وذلك من باب التهكم..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here