طرائف وحكايات من السجون والمعتقلات(5)

صالح احمد الورداني
————————–
وضعت في زنزانة انفرادية من باب التعذيب النفسي..
ثم جاؤا لى بشريك في الزنزانة كان من جماعة التكفير..
وبدأ شريكي التكفيري يقص علي قصته وكشف لي أنه أحد العناصر الذين تم توجيههم من قبل الجماعة نحو أوربا ليقيم في بلجيكا أو الدنمارك على ما أذكر..
وجاء إلى مصر في زيارة فتم القبض عليه..
وأخذت العلاقة تتوطد بيني وبينه ليعترف لي بمغامراته الجنسية مع بنات أوربا وكيف أنه كان على علاقة بأم وإبنتها في وقت واحد..
ومرت الأيام وتم الإفراج عن التكفيري وبقيت وحدي في الزنزانة..
ومكثت في هذه الزنزانة بضعة شهور بعدها تم إحالتي للمحاكمة مع عناصر تنظيم الجهاد..
وتقرر ترحيلنا الى سجن القناطر شمال القاهرة..
وقبل الترحيل تم توديعنا الوداع الاخير من قبل ادارة السجن..
وعند وصولنا لسجن القناطر تم استقبالنا الاستقبال الذي يليق يالمجرمين..
ثم استقر الامر وتلاشت الضغوط وصور التعذيب بعد انتهاء التحقيقات..
وأصبح الجميع ينعم بحرية النوم وحرية التنقل داخل عنبر السجن..
بالإضافة الى وسائل الترفيه مثل الصحف والراديو وممارسة الرياضة..
وكذلك الطعام الجيد..
وسمح للأهالى بزيارة ذويهم من المعتقلين..
إلا أن عناصر الجهاده لم تحسن استثمار هذه الحرية التي كانت على مايبدو لحاجة في نفس يعقوب..
وقدموا لنا الدليل القاطع والبرهان الساطع على كونهم لا يصلحون للإستخلاف في الأرص..
فحدث انشقاق بين عناصر الجهاد بزعامة عبود الزمر..
وعناصر الجماعة الاسلامية التي كان يتزعمها الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن..
ووصل الصدام بينهما الى حد اراقة الدماء..
وقاموا بالاعتداء على المساجين الذين كانوا يشاركونهم السكنى في العنبر ويقومون بالخدمة فيه..
وأجبروا إدارة السجن على مصادرة الراديو من المساجين..
وذلك بسبب أنهم يداومون من خلاله على سماع أم كلثوم..
وتطرف بعضهم فقام بالاعتداء على ضباط السجن..
وهو ما أدى في النهاية إلى معاقبة الجميع بالحبس داخل الزنازين وحرمانهم من كل وسائل الترفيه وعلى رأسها الراديو..
وقد طالني ما طالهم من العقاب بالطبع..
وتم إعاد اجهزة الراديو للمساجين الذين احتفلوا بهذه المناسبة وعادوا لسماع ام كلثوم ولكن هذه المرة قاموا بتعلية صوت المذياع على آخره نكاية في هؤلاء المتخلفين..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here