رئيس الدولة رمزها وكينونتها الإقتدارية والإعتبارية , والقوة الروحية الإلهامية الذائدة عن الإنسان المواطن بقيمه وحقوقه المشروعة الموثقة بدستور وطني أمين.
فالدولة برئيسها , ولا قيمة لأي منصب دونه , إذا لم يكن منصبه مهابا مصانا ومعبرا عن إرادة الوطن , ولكي يترجم مفهوم الرئاسة يجب أن يتحلى بشجاعة ونزاهة ونكران ذات , وبتفاعل مخلص صريح مع المواطنين , لأنه مرآة إرادتهم ونداء تطلعاتهم.
فالرئيس يكتسب معانيه من تفاعله مع مواطنيه , والواقع القائم يفرض عليه أن يكون ثائرا مقداما متحديا صامدا غيورا ومتآزرا مع الجماهير , التي تلتف حوله وتريده أن يكون القائد الشافي والآخذ بها إلى آفاق الحرية والكرامة والعزة والسيادة الوطنية.
فما قيمة البرلمان والدستور المغشوش ومنصب رئيس الوزراء المستباح , إذا تضامن الشعب مع الرئيس وإنتخبه قائدا ورئيسا للوزراء ومنحه صلاحيات تأكيد المطالب الجماهيرية.
إن الرئيس الذي وفرت له الأقدار بأحداثها وتطوراتها فرصة نادرة , يتوجب عليه أن يغتنمها ويكون بها ليكون الشعب به ويكون بالشعب.
إن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس تتميز بالشجاعة والوفاء للجماهير والشهداء الأبرار , وتؤكد الشعور الواعي بالمسؤولية وأهمية الدور وقيمته.
فتقدم أيها الرئيس وانتصر للجماهير الثائرة , فهي تتوسم فيك القدرة على إخراج البلاد من محنتها , والعباد من وجيع الفساد الذي أرهقها وقهرها وسلبها أبسط حقوق الحياة.
نعم تقدم أيها الرئيس والشعب معك , وستحوز على مقام ساطع محمود في مسيرة التأريخ , الذي يتباهى بإنسان ضحى في سبيل الإنسانية ومجد الوطن وصان الأمانة وحفظ العزة والكرامة.
فكن بنا لنكون بك , ولا خيار عندك , فالأقدار هي التي إختارتك , وإرادة الجماهير هي التي بعثتك منقذا وقائدا!!
أيها الرئيس كن مَن تكن , فالوطن أمانة ألقيت على عاتقك , وأنت أهل لصون الأمانة والإيمان المطلق بالشعب , فكن مع الشعب والحق والمثل والقيم الإنسانية النبيلة السامية , التي تمثلها ووهبك الله الفرصة لتجسيدها.
ولن تخيب الظنون بأمثالك!!
د-صادق السامرائي
26\12\2019
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط